الإنتر يحسم ديربي الغضب ويتخطي عقبة الميلان
قلب إنترميلان المقولة الشهيرة التي تقول “الهجوم خير وسيلة للدفاع” ..ليجعلها “الدفاع خير وسيلة للهجوم” والتي قادته لفوز ثمين على غريمه إيه سي ميلان في ديربي المدينة الإيطالية الشهير بديربي الغضب
الذي إنتهى بهدف نظيف للنيراتزوري في المواجهة التي جمعت الفريقين اليوم على ملعب جوسيبي مياتزا ضمن لقاءات الأسبوع 18 من الدوري الإيطالي.
خطف الأرجنتيني دييجو ميليتو هدف اللقاء الوحيد في الدقيقة 55 وعلى عكس سير المباراة،ليرفع الإنتر رصيده إلى 32 نقطة إحتل بها المركز الخامس،بينما توقف رصيد الميلان عند 37 في المركز الثاني ليشتعل الصراع على اللقب.
جاءت المباراة مثيرة وجيدة المستوى ،فرض خلالها الميلان سيطرته على مجريات اللقاء لكن لاعبوه تبادلوا إهدار الفرص السهلة ،ليمنحو الفرصة للإنتر الذي قدم مباراة دفاعية من الطراز الأول كي يخطف نقاط اللقاء الثلاث ويتحقق له ما أراد.
دخل الفريقان اللقاء بطريقة لعب واحدة وهي طريقة 4-4-2 مع إختلاف طريقة التطبيق ونوايا كل مدرب،وإعتمد ماسيمليانو إليجري مدرب الميلان في تشكيلته على أبياتي في حراسة العرين ،والرباعي أباتي ونيستا وتياجو وزامبروتا في الدفاع،وفي الوسط بواتينج وبوميل وإيمانويلسون ونوتشيرينو ،وقاد الهجوم الثنائي باتو وابراهيموفيتش.
في الوقت الذي دخل فيه رانييري المدير الفني للإنتر بتشكيلة مكونة من سيزار في حراسة المرمى ومايكون ولوسيو وصامويل وناجاتومو في الدفاع وزانيتي وكامبياسو وموتا والفاريز في الوسط وميليتو وباتزيني في الهجوم.
نوايا كل فريق ظهرت خلال الدقائق الأولى من اللقاء،ففي الوقت الذي دخل فيه الميلان بدوافع هجومية واضحة حاصر من خلالها ضيوفه،دخل الإنتر بحذر وتنظيم دفاعي لإمتصاص حماس الروسونيري ،مع الإعتماد على الهجمات المرتدة مستغلين المساحات التي تركها وراءهم أبناء إليجري في بعض الأحيان.
الدقيقة الخامسة كانت على موعد مع قرار تحكيمي مثير للجدل،فعلى عكس سير اللعب ،ومن ضربة ثابتة أرسل مايكون كرة عرضية بالمقاس على رأس تياجو موتا الذي إرتقى للكرة وأودعها في المرمى بضربة رأس رائعة لكن حامل الراية أشار إلى وجود تسلل في قرار أظهرت الإعادة التليفزيونية الكثير من الشكوك حول صحة القرار.
نجح الميلان في تنفيذ فكر مدربه بفضل المهارات العالية لإبراهيموفيتش وباتو ،وإن كان الأخير سنحت لديه العديد من الفرص خلال ال20 دقيقة الأولى والتي لم يحسن إستغلالها.
رغم ندرة هجمات النيراتزوري ،إلا أنها حملت طابع الخطورة في بعض الأحيان ،ولعب مايكون دوراً حيوياً في هذه الهجمات من خلال الإختراق من الجبهة اليمنى ،ورغم محاولات مايكون الهجومية فإن خط وسط الفريق لم يكن على نفس المستوى ولم تظهر لديه أية نوايا هجومية.
التنظيم الدفاعي القوي للإنتر بقيادة قلبي الدفاع لوسيو وصامويل دفع هجوم الميلان للتركيز على الإختراق من الجبهة اليسرى التي شغلها ببراعة إبراهيموفيتش وتمكن من غزو الدفاعات الزرقاء في أكثر من مرة.
ورغم العديد من المحاولات الهجومية خاصة من جانب الميلان ،وقف الحارسان ضيفي شرف حتى الدقيقة 40 التي شهدت أخطر فرص هذا الشوط ،عندما تهيأت كرة طائشة أمام ريكاردو الفاريز المنفرد تماماً بالمرمى داخل منطقة الجزاء ،لكن أبياتي يتدخل في توقيت مثالي وينقذ مرماه من هدف مؤكد في أول ظهور له.
الرد على هذه الفرصة جاء قوياً في الدقيقة 44 عندما إنطلق باتو في الجبهة اليسرى وهيأ الكرة على حدود منطقة الجزاء لفان بوميل الذي سددها مباشرة لترتطم بالعارضة وتتهيأ أماه مرة أخرى ليسددها قوية يحولها سيزار بصعوبة لضربة ركنية في إختباره الأول.
المشهد لم يتغير كثيراً مع بداية الشوط الثاني الذي بدأ بهجوم من الميلان قابله دفاع قوي ومنظم من الإنتر ،الذي وضح أن لاعبيه لايريدون الخسارة بأي حال من الأحوال في هذه المواجهة.
شكل الهجوم المرتد خطورة كبيرة على مرمى الميلان بعد أن إندفع للهجوم تاركاً وراءه مساحات كبيرة،وهو ما إستغله لاعبو الإنتر وواصلوا إعتمادهم على الهجمات المرتدة السريعة .
في الدقيقة 55 كان لاعبو الإنتر على موعد مع خبر سار ،فمن إحدى الهجمات المرتدة للنيراتزوري إنطلق زانيتي في الجبهة اليمنى وأرسل كرة عرضية فشل المدافع أباتي في تقديرها لتتهيأ أمام الخطير دييجو ميليتو الذي إنطلق كالسهم في الناحية اليسرى داخل منطقة الجزاء وسدد الكرة قوية على يسار أبياتي معلناً عن إحراز هدف اللقاء الأول.
إهتز أداء الميلان بشدة عقب الهدف ودانت السيطرة للإنتر الذي كان قريباً من مضاعفة النتيجة،وكان لابد من تدخل أليجري بضخ دماء جديدة في الفريق تعيد السيطرة له من جديد،فقام بإشراك روبينيو بدلاً من زامبروتا في تغيير هجومي صريح،ورد رانييري بتغييره الأول للإنتر بإشراك كريستيان كييفو بدلاً من الفاريز.
حاول الميلان كثيرا من أجل التعويض لكن الدفاع القوي للنيراتزوري كان بالمرصاد لكل الهجمات الحمراء التي إتسمت بالتسرع والعصبية .
عاد الإنتر وأجرى تغييراً هجومياً بإشراك ويسلي شنايدر بدلا من دييجو ميليتو في محاولة من رانييري لإستغلال سرعة البديل وإنطلاقاته في المساحات الخالية في دفاعات الميلان.
واصل باتو هوايته في هذا اللقاء بإهدار الأهداف السهلة عندما أهداه إبراهيموفيتش تمررية رائعة داخل منطقة الست ياردات فشل في السيطرة عليها ليضيع على الفريق فرصة التعادل.ألقي الميلان بورقة هجومية جديدة عندما أشرك كلارينس سيدورف بدلاً من نوتشيرينو ،وأطلق الهولندي قذيفة رائعة في أول ظهور له تصدى لها سيزار ببراعة.
أجرى الميلان تغييره الثالث بنزول ستيفان الشعراوي محل باتو الذي كان سبباً كبيراً فيما آلت له المباراة بسبب الفرص العديدة التي أهدرها.ثم أجرى رانييري تغييره الأخير بإشراك فورلان بدلاً من باتزيني للقضاء على الدقائق القليلة المتبقية من اللقاء ولينتهي اللقاء بفوز مهم للنيراتزوري.