الكشف عن مساعي دولة عربية لعرقلة المفاوضات السورية الإسرائيلية
في ظل التأجيل الذي تشهده الجولة الخامسة من المفاوضات السورية الإسرائيلية غير المباشرة منذ تموز يوليو الماضي،
وبعد الرفض الإسرائيلي لما قالت تقارير إعلامية انها وثيقة قدمها الرئيس السوري، بشار الأسد، لتركيا حول حدود هضبة الجولان المحتلة لمعرفة موقف إسرائيل منها قبل موافقته على دفع المحادثات المتعثرة، كشفت مصادر "دبلوماسية اوروبية مطلعة" عن معلومات اكدت عيها مصادر إسرائيلية حول محاولات عربية رافقت المراحل الأولى من المفاوضات السورية الإسرائيلية غير المباشرة لعرقلة وإفشال هذه الاتصالات للتأثير سلبا على الموقف السوري، ونجاح تحركات دمشق في فك وكسر الحصار الذي فرضته عليها الولايات المتحدة وحلفاؤها، ونقلت صحيفة المنار الفلسطينية في عددها الصادر اليوم الأحد عن المصادر نفسها أنه في الاسابيع الأولى من الاتصالات والوساطة التركية بين دمشق وتل ابيب، التقى مسؤولون عرب شخصيات اسرائيلية رفيعة المستوى في إسرائيل وفي عواصم عربية ونقلوا إليها تقارير تزعم بان سوريا لا ترغب في السلام وبأنها حليف قوي لإيران، وان على إسرائيل وقف هذه الاتصالات غير المباشرة حتى لا تستغل من جانب دمشق لكسر الحصار، وأضافت المصادر للصحيفة نفسها أن مسؤولا عربيا كبيرا وفي اطار الجهود لتعطيل المفاوضات بين دمشق وتل ابيب وتشديد الحصار على سوريا، اتصل مع مسؤول أمني اسرائيلي رفيع المستوى تربطه معه علاقات صداقة قديمة في محاولة للتأثير على التوجه الاسرائيلي بالنسبة للمفاوضات مع سوريا، وذكرت المصادر أن الجهات العربية المعنية حاولت الاستفادة من الموقف الامريكي الذي عارض في البداية ادارة المفاوضات بين دمشق وتل ابيب ، وان تلك الجهات سعت بكل الوسائل لاقناع الولايات المتحدة الخروج بموقف واضح حاسم وصريح بالعمل لدى اسرائيل لوقف التفاوض على المسار السوري، وأوضحت المصادر الأوروبية أن هذه المحاولات لم تنجح في اقناع اسرائيل بتجاهل الوساطة التركية، لأن تل ابيب لديها تقارير ودراسات وابحاث أعدتها طواقم متخصصة تؤكد جميعها على ضرورة التفاوض مع سوريا، وأنه من الخطأ تجاهل دورها، خاصة بعد فشل جهود جهات عديدة في ضرب الاستقرار في الساحة السورية، اضافة الى أن غالبية الأجهزة الأمنية في اسرائيل أجمعت تقاريرها المقدمة الى المستوى السياسي بأن لا ضمان لأمن اسرائيل بدون اتفاق سلام مع دمشق، كما أن الولايات المتحدة ومن خلال موظفين كبار في مجلس الأمن القومي أكدت للجهات العربية بأن ادارة المفاوضات بين سوريا واسرائيل هو شأن اسرائيلي داخلي ولا يمكن تعطيله، رغم التحفظ الامريكي على ادارة هذه المفاوضات.
أما حول الموقف التركي من محاولات العرقلة العربية لجهودها برعاية المفاوضات السورية الإسرائيلية غير المباشرة، فأكدت المصادر الأوروبية أن القيادة التركية أرسلت مبعوث خاص وبشكل مفاجىء الى دولة عربية تقود الحملة ضد سوريا التي تستهدف حصار دمشق، وطلب من هذه الدولة التوقف عن محاولاتها ومساعيها الرامية الى افشال المفاوضات بين الجانبين السوري والاسرائيلي بوساطة تركية، وأشارت المصادر الى أن دمشق ما زالت ترفض المفاوضات المباشرة مع اسرائيل، بعيدا عن النقطة التي انتهت اليها المفاوضات في عهد اسحق رابين، وأن هذا الموقف السوري نابع أيضا من قوة النظام السوري واستقرار الساحة السورية.