غليون: على موسكو أن تُقنع الأسد بالتنحي لبدء التفاوض
طمأن برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري المعارض روسيا بأن “العلاقات التاريخية” بين سورية وروسيا ستستمر شريطة ألا يتخلى الروس عن الشعب السوري.
جاء ذلك خلال لقاء جمع غليون بالسفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين ليلة يوم 30 يناير/كانون الثاني وذلك عشية الاجتماع الوزاري لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في سورية وحشد الدعم للمبادرة العربية حيال القضية.
وقال غليون في مؤتمر صحافي "اننا طمأناهم (الروس) وأكدنا لهم حرصنا على استمرار العلاقات التاريخية مع روسيا ، وحتى لو تخلى الروس عنا فاننا لن نتخلى عنهم، وشددنا على أهمية ألا يتخلوا هم عن الشعب السوري". وأضاف أن "العلاقات التي تربط الشعبين الروسي والسوري كفيلة بايجاد الضمانات اللازمة للتوصل لحل اذا قبل الروس بشروط الشعب السوري واعترفوا بحقه في الانتقال نحو نظام ديمقراطي" مبينا أنه "ينبغي لموسكو ألا تدعم نظام الأسد لأنه يستخدم دعمها وموقفها في التغطية على مشروع استعباده الدائم للشعب السوري".
وبين غليون أن السفير الروسي جدد الدعوة للحوار مع الحكومة السورية في موسكو، وأنه (غليون) أجاب بأن المعارضة لا ترى أي مشكلة في التفاوض في أي مكان تبدأ فيه المفاوضات على نقل السلطة الى الشعب، ولكن لا بد من توفير الشروط الضرورية لنجاح مثل هذه المفاوضات وأولها اعلان بشار الأسد تنحيه عن السلطة. وأشار الى أن روسيا تناقش الموضوع من زاوية مختلفة تماما عن زاوية مناقشتنا له ، "فالمسؤولون الروس ينظرون الى الموضوع من حيث العلاقة بين الغرب وروسيا ، في حين أنه ينبغي ألا تكون قضية الشعب السوري ضحية تنافس أو صراع بين الروس والغربيين.. فذلك الصراع لا يعنينا ، وما يهمنا هو أن تعترف كل الدول بحق الشعب السوري وبعدالة قضيته وبحقه في أن تكون له حكومة منتخبة تمثله تمثيلا حقيقيا".
وأوضح أن الروس لم يرفضوا وجهة نظره هذه وانما "يصرون على أنه ينبغي الشروع في حوار بدون أي شروط ولا يرون مانعا في أن نطرح فكرة تنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة خلال المفاوضات، مؤكدا أنه لا توجد معارضة تقبل بالتفاوض مع حاكم قتل شعبه وأنه "اذا كان الروس حريصين فعلا على القيام بدور رئيسي في اخراج سورية من المحنة الراهنة فما عليهم الا أن يقنعوا صديقهم الأسد بالتنحي لبدء التفاوض".
وتابع أنه في حالة فشل مجلس الأمن في تبني مشروع القرارالمعروض على طاولة مجلس الأمن "فلن يبقى سوى انتظار ما سيحدث على الميدان" أي أن الشعب السوري لن يتراجع عن قراره بازاحة هذا النظام وتفكيكه وتدميره واقامة نظام ديمقراطي، مضيفا أن المسيرات الاحتجاجية الشعبية ستستمر وسيستمر الجيش الحر في حماية المدنيين والمواطنين العزل في غياب أي حماية دولية.
وشدد غليون على استمرار ضغط المعارضة على الرأي العام الدولي "وعلى أصدقائنا من أجل تأمين هذه الحماية ومن أجل دفع مجلس الأمن من جديد للعمل على اصدار قرار يضمن حماية المدنيين من النظام القاتل". وقال انه "لم يعد هناك مجال كبير للمساومات على المصالح الصغيرة أو الجزئية" داعيا أعضاء مجلس الأمن الى "تحمل مسؤولياتهم الجسيمة واتخاذ قرار قوي يدين الجرائم ضد الانسانية ويقرر عدم أهلية بشار الأسد لقيادة البلاد ويطلب تنحيه عن السلطة ووقف القتل لكي يمكن الشروع في المرحلة الانتقالية".
وبين أنه أتى الى نيويورك "لأننا أمام الفرصة الأخيرة" لانقاذ الوضع والحيلولة دون تدهور الأوضاع ، مضيفا " أن أي قرار لا يتضمن وضع حد لسلطة رئيس قرر اغتيال ارادة شعبه لن يكون قرارا واقعيا ولن يفتح أي باب سياسية وسيعطي مزيدا من الوقت للأسد ليتابع مشروعه الدموي ويدفع البلاد بشكل أقوى نحو الانزلاق الى الحرب الأهلية".
في سياق متصل أكد غليون في حديث لصحيفة "النهار" ان المعارضة السورية "أعطت ضمانات لروسيا في شأن قاعدتها البحرية في طرطوس وفي شأن مصالحها الإستراتيجية في سورية". غير أنه رأى أن موسكو تريد اعترافاً من واشنطن والغرب بأن روسيا قوة عظمى على غرار ما كان عليه الإتحاد السوفياتي سابقاً. وناشد المسؤولين الروس تغيير موقفهم من الأحداث الجارية في سورية.