نصرالله: لولا الدعم السوري والايراني لما حققتنا النصر على إسرائيل عام2000
أكد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله أن هناك قرارا أمريكيا غربيا إسرائيليا عربيا على مستوى ما يسمى دول الاعتدال بإسقاط النظام في سورية وهذا ما رأيناه في مجلس الأمن ونراه كل يوم والهدف ليس الديمقراطية والإصلاح
بل المطلوب رأس المقاومة في لبنان وفلسطين وتصفية القضية الفلسطينية.
وقال نصر الله في كلمة له أمس خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف إن الحكومة السورية أكدت أنها مستعدة لإجراء الإصلاحات وقامت بتشكيل لجنة للنظر في الدستور وسيتم الإعلان عن مسودته في الأيام القادمة بما يحقق التعددية الحزبية والسياسية وإجراء انتخابات شفافة والدخول في حوار وطني ولكن هناك من لا يريد الحوار والإصلاح.
واعتبر نصر الله أن الحريص على سورية يذهب باتجاه الحوار ولكن بعض العرب يريدون الحوار بشروط ويحاولون إغلاق الباب أمام ذلك دون أدنى حرص على الشعب السوري وقوة سورية التي تخدم القضية الفلسطينية.
ولفت نصر الله إلى أن ما يخدم سورية وشعبها ومستقبلها والعرب والمسلمين وفلسطين ولبنان هو طاولة حوار حقيقية أما الرهان على الغرب وأميركا والمال والسلاح لإسقاط سورية فهو رهان خاسر سيؤدي إلى المزيد من القتل والحرق والدمار والفتنة والبغضاء.
وقال نصر الله.. إن هذا الموقف مصلحة لسورية وشعبها وللبنان وشعبه ولفلسطين وشعبها بمعزل عن البغضاء والأحقاد الشخصية أو الفئوية التي ينطلق من خلالها البعض.
وأشار نصر الله.. إلى أن هناك الكثير من التهويل المبني على سراب علينا وعلى غيرنا ولكن كثرة التهويل لا يمكن أن تنال من موقفنا المبني على المنطق والعقل والقناعة ومعطيات ومصلحة الأمة وشعوب المنطقة وفلسطين.
وأكد نصر الله أن الكثير مما يقال في وسائل الإعلام ليس له أساس من الصحة أبدا والدليل على ذلك الضخ الذي حصل قبل جلسة مجلس الأمن غير المبني على وقائع وإنما هو تسخير للإعلام ووسائله والوقائع والعواطف والحساسيات والمشاعر والدم في إطار المعركة لتحقيق هدفهم السياسي بأي طريقة.
وبين نصر الله أن وسائل الإعلام صورت حمص مدينة مشتعلة قبل اجتماع مجلس الأمن وبدأت الكلام بخمسين قتيلا وانتهت بـ 350 قتيلا ومئات الجرحى وتحدثت عن هدم /39/ مبنى في محاولة للتأثير على الناس ومواقفها.
وقال نصر الله.. اتصلنا بأصدقاء لنا في حمص لا علاقة لهم بالحكومة السورية لنسألهم ماذا يجري فأكدوا لنا أنه لا يوجد شيء في المدينة مما أذيع وهناك كالعادة بعض إطلاق النار والاشتباكات.
وتابع نصر الله إن هذه الوسائل الإعلامية عندما تتحدث عن القتلى لا تقول من هم بل تضعنا أمام الأعداد والمطلوب أن نتخذ موقفاً ونغرق في التفاصيل ونخرج من المشهد العام.
وأكد الامين العام لحزب الله أن مشكلة أمريكا في المنطقة ليست الديمقراطية بل تكمن في نقطتين هما إسرائيل والنفط بمعنى أنه بترك إسرائيل وبيع النفط لأمريكا لا توجد أي مشكلة في من يكون الحاكم أو ماذا يلبس.
ودعا نصر الله العلماء والقادة والسياسيين وأهل الفكر والناس عموماً إلى التثبت والتأكد من المعلومات والحقائق والمعطيات لأنه لا يجوز البناء على كل ما يقال في وسائل الإعلام.
وقال نصر الله إننا نشهد في السنوات الأخيرة وخاصة العام الماضي مرحلة لا مثيل لها في التاريخ فهم ينسبون لقيادات وقوى مواقف وكلمات وبيانات لم تصدر عنهم أصلا ولا أساس لها من الصحة ويتم بناء مواقف وتحليلات وعداوات وبغضاء عليها كما يتم اختلاق أحداث ووقائع ويطلب اتخاذ مواقف على أساسها دون أن تكون قد حدثت أصلا إنما زورت وفبركت وهذا يجري الآن كل ساعة ودقيقة فلو أراد المعني نفي مواقف وكلمات وبيانات وأخبار وأحداث فلن يقوم بأي عمل سوى اصدار بيانات نفي.
وحذر نصر الله من التهويل والافتراء والأكاذيب التي يستخدم من أجلها اليوم أكبر وأهم مؤسسات الرأي العام في العالم وهذا أخطر جانب في أي حرب يمكن أن تشن وفي أي حدث يمكن أن يصنع.
وقال السيد نصر الله.. إن القوى الكبرى هي من يسيطر على النفط والغاز ويحتل المقدسات فالاحتلال ليس إسرائيلياً وحسب بل أمريكي لأنه لولا أمريكا والغرب لما استطاع الاحتلال الإسرائيلي البقاء أساساً فكل القرارات مرهونة ببقاء أمتنا ممزقة وهذا أصل أي مشروع على مستوى المنطقة.
وأضاف نصر الله.. عندما تنهض شعوب أمتنا تنادي للوحدة والتعاون والتكاتف ووضع كل النزاعات والصراعات جانباً ما يعني أنها بدأت تسلك طريق استعادة قرارها وسيادتها واستقلالها وخيراتها ونفطها وأسواقها ومستقبلها وهذا الأمر لن يسمح به المستكبرون والشركات الضخمة التي تسيطر على القرار السياسي في العالم.
وقال نصر الله.. إن هذه الأمة تلتقي وتتعاون ولها ما يجمعها حتى في الاستهداف والتحديات ومواجهة التهديدات فحصلت في العقود الأخيرة أحداث خطيرة لمنع أي تلاق أو تعاون بين شعوبها.
ولفت نصر الله الى ان سبب الحرب التي فرضت على إيران وما تتعرض له اليوم أنها أسقطت نظام الشاه العميل لأميركا وإسرائيل وأعادت التوازن إلى الأمة بعد خروج مصر عقب اتفاقية كامب ديفيد.
وأشار نصر الله.. إلى ان بعض الدول العربية الغنية أنفقت مئات مليارات الدولارات في الحرب على ايران بينما منعتها عن شعب فلسطين الذي يتضور جوعا تحت الاحتلال ويعيش في مخيمات خارج الاراضي الفلسطينية بأسوأ الظروف كما تمنعها عن فصائل المقاومة الوطنية الفلسطينية التي تريد استعادة الأرض والمقدسات.
وأوضح نصر الله أنه وبعد الفشل في الحرب لإسقاط إيران تم التحول إلى كيفية منع تلاقي المسلمين فيما بينهم مع أن ما يجمعهم على المستوى العقائدي والديني والفكري والأخلاقي والحضاري والسياسي والتحديات كبير جدا فكل شعوب المنطقة والعالم الإسلامي تريد الكرامة والعزة والاستقلال والتحكم بالمقدرات وتوظيف الإمكانيات والطاقات والنفط والغاز لمصلحتها.
وحذر نصر الله من توجه البعض الآن إلى حرب من نوع آخر أخطر وأسوأ هي الفتنة المذهبية واختراع شيء اسمه المد الإيراني والذي هو عنوان لا أساس له من الصحة.
وقال نصر الله إن إيران تدعم المقاومة اللبنانية معنويا وسياسيا وماديا بكل الأشكال الممكنة والمتاحة ولولا هذا الدعم إضافة الى الدور السوري الكبير لما حققنا أكبر وأهم وأوضح انتصار عربي على اسرائيل عام 2000 وهو أول انتصار عربي كبير وواضح بلا قيد أو شرط ولما صمدنا وانتصرنا في حرب تموز عام 2006.
وأضاف نصر الله إنه لا توجد أي املاءات إيرانية لا على حزب الله ولا على أي حركة مقاومة اخرى في خياراتها وقراراتها وتوجهاتها.
ولفت نصر الله إلى أن ايران وشعبها يدفعان أثمانا باهظة لوقوفهما إلى جانب فلسطين ولبنان ويفرض على ايران اليوم العقوبات والحصار ومصادرة الأموال والأرصدة بسبب مواقفها من القضية الفلسطينية.
وأكد نصر الله أن ما أشيع في بعض وسائل الإعلام عن علاقة حزب الله بشبكات مخدرات في العالم هو كذب وافتراء ودجل لأن هذه التجارة محرمة في الدين الاسلامي كما ان الحزب غني وليس فقيرا ولا يحتاج لمثل هذه التجارة أو غيرها وليس لديه أي مشروع تجاري في الخارج أو الداخل.
وقال نصر الله.. نحن لدينا من المال والسلاح والعتاد والقدرة المادية ما يكفي للقيام بواجبنا المقاوم الذي أصبح عنوانه الكبير الدفاع عن لبنان وكرامته وعزته وشعبه وخيراته ونحن قادرون على ذلك ولكن تركنا موضوع التبرعات في هيئة دعم المقاومة لمن يرغب بالمشاركة على خلفية ثقافية وتربوية وإيمانية فقط.
وفي الشأن اللبناني قال نصر الله.. نحن نؤمن بأن لبنان بلد متعدد ومتنوع وعندما نتحدث عن ضرورة بناء دولة يعني أن يتشارك ويتمثل فيها الجميع وأن تخدم مصالحهم وتحميهم وتؤمن الأمن والاستقرار والعدالة والكرامة لهم وهذا من منطلق أصولنا الدينية والعقائدية وليس تكتيكيا سياسيا فانتماؤنا الديني لا يمكن أن يشكل حائلا دون بناء دولة وأن يكون المجتمع واحدا متكاتفا متعاونا ومتوادا لكن البعض في لبنان واستكمالا للتحريض لا يريد ذلك.
وأضاف نصر الله.. إننا حريصون على استمرار الحكومة لأن معالجة الأزمة الحالية هي مسؤولية كل الأطراف فيها وهناك اتصالات لهذا الهدف وأقول لمن بدؤوا بترتيب ثيابهم للحكومة الجديدة بأن هذه الحكومة ستستمر لأن المطلوب في هذه المرحلة استقرار أمني وسياسي والاهتمام بشؤون الناس الحياتية.