المخابرات الاميركية الجديدة …فليحيا الفايسبوك – منظمات حقوقية ومدونين بديلا عن السي آي أيه
مع نهاية الحرب العالمية الثانية وتحديدا في العام 1947 أسست الإدارة الاميركية وكالة الإستخبارات الأشهر في العالم وهي “السي آي أيه” تلك الوكالة التي يفتخر بها كل اميركي لو جمع الباحثون عدد الضحايا الذين قتلهم عملائها مباشرة او بالواسطة لفاقوا اعداد من قتلهم
جنكيز خان وهولاكو وقادة إسرائيل والنظام السعودي مجتمعين ، وقد إفتعلت المخابرات الاميركية بعد تأسيسها خلفا للوكالات السابقة (المحدودة التأثير دوليا ) عددا كبيرا من الحروب ، وزورت كثيرا من الإنتخابات في أوروبا ، وحاربت الديمقراطيات الناشئة في اميركا اللاتينية وفي الشرق الاقصى وفي الهند وفي العالم العربي ومهدت لعقود من الديكتاوريات العسكرية وبنت فرق موت لتلك الأنظمة التي لا يزال بعضها مستمرا في قتل مواطنيه في الخليج العربي وفي أميركا اللاتينية وقد حصلت تلك الجرائم التي ذهب ضحيتها الملايين من القتلى ومثلهم من المسجونين تحت شعار الحرية ومناصرة الديمقراطية.،
فحين إنقلب الجيش الإيراني على الديمقراطي مصدق فعلت أميركا ذلك بإسم حماية العالم الحر ، وحين مولت أميركا حروب الكونترا على السانديستا وقتلت الافا من النيكارغويين فعلت ذلك بأسم الحرية وحين شنت حربها لإبادة شعب فيتنام الشمالية فعلت ذلك بإسم حماية الحرية والديمقراطية ، وحين حمت النظام الديكتاتوري في السعودية فعلت ذلك ولا تزال بإسم حماية حلفاء العالم الحر ، وحين مولت الحرب السرية على الحزب الشيوعي الإيطالي والفرنسي اللذان فازا بإنتخابات نزيهة في الستينيات ولكن الأميركيين مولوا تزوير نتائج فوزهما وقد فعلت أميركا ذلك بإسم الحرية والديمقراطية ، وحين إستخدمت أميركا المارينز لدعم الغزو الصهيوني للبنان عام 1982 فعلت ذلك بإسم الحرية والديمقراطية ، وحين قاتلت أميركا وقتلت اللبنانيين وقصفت بيوت فقرائهم بالبوارج الحربية كان ذلك لدعم جيش عنصري يدين بالولاء لعميل من عملائهم في لبنان عام 1983 و1984 وقد برر الاميركيون قتلهم للبنانيين بدعم الحرية والديمقراطية ، وحتى قتل مئات آلاف الكولومبيين والسلفادوريين والأكوادوريين والتشيليين على يد عصابات دربتها ومولتها أميركا أيضا حصل برأي الإدارة الاميركية لحماية الديمقراطيات (مع أن رئيس تشيلي سلفادور اللندي المنتخب ديمقراطيا قتله عملاء المخابرات الأميركية لأنهم يريدون حماية الديمقراطية …
خلاصة التاريخ المخابراتي الاميركي هو التالي : حين تقرأون أو تسمعون كلاما أميركيا رسميا عن الديمقراطية وعن حقوق الإنسان فإعلموا انه عمل مخابراتي ترتكب من خلاله أميركا جرائم جديدة ضد الإنسانية .
قديما كانت السي أي أيه تدرب العسكريين للقيام بعمليات قتل وبانقلابات واما بعد سقوط الإتحاد السوفياتي سلميا فقد برزت في ساحة العمل المخابراتي الاميركي حركات تنشط علنا ولكنها تخدم مؤسسة سرية هي المؤسسة المخابراتية الاميركية التي تعددت تسمياتها ولكن يبقى الاسلوب والهدف واحد…السيطرة علىى مقدرات الشعوب إن لم يكن بالعسكر فبالناشطين المدنيين وبمنظمات أهلية وبهيئات حقوق إنسان محلية ودولية وبمدونيين وكتاب وصحافيين وسياسيين تمولهم أميركا لا لأنهم دعاة ديمقراطية بل لأنهم الوجه الجديد للجاسوسية الحديثة ، إنهم رجال ونساء الفايسبوك هو أبرز أسلحتهم
في هذه الحلقة تفتح عربي برس ملف التعريف بمنظمات بديلة عن السي آي أيه أو تعمل بإمرتها ولكن بأسلوب مستحدث وهي التي مولت شخصيات أو منظمات تساهم في تحويل الربيع العربي الى ضمانة لبقاء وتفوق إسرائيل من خلال زرع قيادات عميلة للأميركيين في قيادات الإنتفاضلات الشعبية العربية ومن تلك المنظمات مؤسسة فريدوم هاوس .
فريدوم هاوس – بيت الحرية
تأسست منظمة فريدوم هاوس ذات الصلة الوثيقة بجهاز المخابرات الأمريكية في عام 1941م بدعم مباشر من الرئيس الأمريكي وقتها فرانكلين روزفلت
هو نفس الرئيس الذي استضاف في عام 1942م المؤتمر الصهيوني
بحضور دافيد بن جوريون
ومع تصاعد قوة اللوبي الصهيوني في اميركا مع إنتقال الرأسماليين الصهاينة الكبار والمنظمات والمؤسسات المالية والمصرفية من بريطانيا واوروبا إلى اميركا ، تبعا لانتقال مركز القوة العالمي إلى واشنطن بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، سيطر اللوبي الصهيوني على فريدوم هاوس وسخرها لمصلحة الاميركيين في العلن ولمصلحة اسرائيل المتطابقة دوما مع الرضى الاميركي – بما له من إمتداد ديني وعقائدي داخل النخبة السياسية والثقافية في اوروبا الشرقية وفي الاتحاد السوفياتي
وكان دعم الرئيس روزفلت لهذه المنظمة المشبوهة جليا حين
جعل على رأسها زوجته ألينور روزفلت بالإشتراك مع المحامي القريب منه
والداعم هو الآخر للمشروع الصهيوني ويندل ويلكيلي الأب.
كان الهدف "المخابراتي" من تأسيس تلك المنظمة المشبوهة( فريدوم هاوس )
هو مكافحة "التعسف السوفيتي" وهو الاسم الذي كان
يستخدم وقتها لمكافحة الشيوعية طبقا للخطة التي وضعها ال
CIA
تحت مسمى سياسة الاحتواء، وبالفعل تعترف منظمة فريدوم هاوس على موقعها الرسمي
عبر شبكة الإنترنت أنها دعمت مشروع مارشال الاوروبي الهادف إلى تقوية اقتصاديات اوروبا الغربية على تلك الشرقية لكي تمثل سدا في وجه الشيوعية – لا حبا بالشعب الالماني والفرنسي مثلا ، وتعترف فريدوم هاوس انها دعمت الاحزاب الديمقراطية المسيحية اليمينية في عدد من الدول الاوربية الغربية مثل ايطاليا والمانيا للفوز في الانتخابات خلال الخمسينيات والستينيات والسبعينات في مواجهة الاحزاب الشيوعية القوية التي كان يمكن لها الوصول إلى السلطة في ايطاليا وفرنسا على سبيل المثال بقوة الناخبين وبلا عنف لولا التدخل المخابراتي الاميركي في تزوير الانتخابات وفي تمويل رشى مالية استمالت بها الاعلام والنقابات وقيادات يسارية ضعيفة النفس امام الاموال الضخمة التي كانت تقدمها لهم فريدوم هاوس
وفي بولندا لعبت فريدوم هاوس كما اللوبي اليهودي الصهيوني دورا هاما جدا في دعم النقابات وفي اسقاط النظام الشيوعي لا حبا بالشعب البولندي بل كراهية للاتحاد السوفياتي
ومع وصول جورج بوش الابن إلى السلطة وفي مرحلة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر إنتعش دور فريدوم هاوس واصبحت هي الذراع الضاربة للمحافظين الجدد – وهم العناصر الابرز في اللوبي الصهيوني في اميركا وإن كان بينهم بضع قوميين عنصريين اميركيين مثل ديك تشيني إلا انهم جميعا من الصهاينة السياسيين إن لم يكونوا يهودا بالدين..
قضية العراق واحتلاله بعد حصاره وتقسيم العراق إلى دويلات كان مشروعا مولت فريدوم هاوس تفاصيله في كردستان وفي الجنوب الشيعي – عبر عملائها ولكن مصالح الاتراك منعت الاميركيين من الذهاب بعيدا في المشروع حتى الآن ولا احد يعرف ما الذي يحمله المستقبل .
وفريدوم هاوس عقدت مؤتمرات عديدة لدعم الاشوريين في سوريا بحجة ان لهم قضية ودعمت الاقباط للمطالبة بدولة عنصرية لهم على اراض مصر ودعمت ولا تزال كل صديق لاسرائيل وكل من يعادي شعبه من بين العرب والمسلمين. .
واللعبة لعبة جهاز المخابرات الأمريكية والاجهزة الاسرائيلية باقتدار منذ بدايتها، ويكفي في ايامنا هذه مراجعة سيرة حياة المدراء واعضاء مجلس امناء فريدوم هاوس وكبار المسؤولين فيها فسنجد تطابقا بينهم وبين قادة ايباك وبين قادة سابقين في السي آي ايه أو في الامن القومي الاميركي.
ويبدو ذلك جليا من دور المنظمة في الحرب الباردة عبر التغلغل في المجتمعات الشيوعية وتفكيكها من الداخل.
ويبدو دور جهاز المخابرات الأمريكية في إدارة وتوجيه منظمة فريدوم هاوس
واضحا بقوة ولا يحتاج إلى أي ذكاء أو عبقرية سياسية فيكفي أن نذكر أن مجلس أمنائها الحالي يضم بين صفوفه أنتون ليك
(Anthon Lake
وهو مستشار "الأمن القومي" للرئيس الأمريكي بيل كلينتون من
عام 1993م حتى عام 1997م كما يضم أيضا
ويندل ويلكي الأبن (Wendell Willki)
مستشار الرئيس الأمريكي رونالد ريغان لشؤون "الأمن القومي" كذلك
أما عن رؤساء هذه المنظمة فحدث ولا حرج معظمهم – أو كلهم – كان على علاقة وطيدة ومباشرة بجهاز المخابرات الأمريكية ونخص بالذكر
بيتر آكرمان "يهودي" الذي تولى رئاسة المنظمة
وأشرف بنفسه على التخطيط والتدبير لما يسمى الثورة البرتقالية في أوكرانيا والوردية في جورجيا، وبيتر آكرمان هو صاحب إختراع لعبة فيديو شهيرة تعرف باسم قوات أكثر نفوذ أو كيف تهزم الديكتاتور وهذه اللعبة وزعت على من يطلق عليهم "الثوار" في كلا من جورجيا وصربيا وأوكرانيا!!
ومن أبرز رؤساء فريدوم هاوس جيمس ولسي "يهودي صهيوني متعصب" رئيس ال CIA السابق وعضو مركز سياسات الأمن الذي يقوم بالترويج لحزب الليكود الإسرائيلي اليميني المتشدد، وولسي عضو أيضا بالمعهد اليهودي للأمن القومي وهي مؤسسة "عسكرية" تسعى للتعاون "العسكري" بين أمريكا وإسرائيل، كما قام ولسي في عام 2003م بالتبرير الفكري لحرب احتلال العراق.
تمويل فريدوم هاوس
هي تتلقاه من نفس الشخصيات التي تقود منظمة اللوبي اليهودي الصهيوني الاولى في العالم اي " ايباك " وليس جورج سوروس الملياردير اليهودي الصهيوني إلا واحدا من المتبرعين الكثر لها.
المنظمة عضو فاعل في منظمة تنمية إسرائيل وهي التي موّلت الثورتين الجورجية والأوكرانية والمصدر الثاني هو هيئة الوقف القومي للديمقراطية (مؤسسة حكومية)!!
أهم "إنجازات" هذه المنظمة المشبوهة كانت اسقاط نظام سلوبدان ميلوسوفتش عام 2000م في صربيا عن طريق الاعتماد على حركة " اتبور" التي تلقى أعضاؤها "تدريبات" على "حشد الجماهير" وتعلموا استعمال اللعبة التي اخترعها بيتر آكرمان، أما عن جورجيا وثورتها الوردية فقد لعبت فريدوم هاوس دورا واضحا في اسقاط نظام إدوارد سيفارنادزه في 2003م والإتيان بنظام تابع للولايات المتحدة الأمريكية على رأسه ميخائيل ساكشفيلي بل وصل الأمر أن "تعهد" الملياردير اليهودي جورج سوروس بدفع مرتبات الحكومة الجورجية الجديدة إذا ما تعثر ساكشفيلي في بداية إدارته، لدرجة أن الرئيس الجورجي الجديد ساكشفيلي قال بنفسه إنه "ممتن لفريدوم هاوس ولجورج سوروس وجورج بوش ولكل أحرار العالم الذي دعمو ثورته الوردية"! وهذه العبارة رواها عمرو عبدالحميد مراسل البي بي سي العربية.
و في مقال نشرته جريدة المصري اليوم لمراسل بي بي سي العربية ورد ما يلي :
أشبال فريدوم هاوس،
" اعتمدت منظمة فريدوم هاوس في الثورة الجورجية على شباب حركة "كمارا" الذين تلقوا تدريبات على "الحشد" ولعبوا بنفس لعبة بيتر آكرمان.
أما عن الثورة البرتقالية فقد كان ذات الدور المشبوه لفريدوم هاوس واضحا وبشدة في دعم "الثوار" هناك دفع "بوكيت ماني" للمعتصمين أمام مبنى البرلمان الأوكراني وسأستشهد بما كتبته سارة باكستر في الصنداي تايمز البريطانية عدد 23 إبريل 2007 :
"إن الثورة البرتقالية كانت واحدة من الثورات التي أشرف عليها إلهاما وتمويلا وتوجيها بيتر آكرمان مدير المركز الدولي للصراعات الغير عنيفة ومدير فريدوم هاوس وكذلك جورج سوروس صاحب مؤسسة سوروس التي تمول المجتمع المدني"، ومن الجدير بالذكر أن "الثوار" في أوكرانيا وقبل الثورة قد تلقوا دورات في "الحشد" أيضا ولذلك إن صادفكم من يطلق عليهم " نشطاء في تعليم الديمقراطية والحشد عبر وسائل الاعلام الحديثة او النيو ميديا " فلا تتفاجؤا بتفاهتهم ولا تفكروا بسخافة من يمولهم لان أمثال هؤلاء يشكلون بالنسبة للاميركيين خلايا عنقودية حين تتكاثر تصبح كل منها بؤرة نشر اعلامي لو جمع كل منهم خمسمئة متأثر لجمعت اميركا حول اهدافها في البلد المستهدف نصف مليون متظاهر ….
فما بالكم مثلا وفي مصر عشرات الآلاف من الطلاب والعاطلين عن العمل الذين تحولوا فجأة إلى مدونين وناشطين وكلهم بالمناسبة قد يعادون النظام ولكنهم لا يعادون لا اميركا ولا أسرائيل واما في لبنان وبعد فشكل ثورة البطاطا الشهيرة بثورة الارز و التي حركتها الغرائز الطائفية الوهابية بقيادة آل الحريري خاصة والمسيحية الانعزالية ايضا فيعتبر الاميركيون انها فشلت لان التحريض عليها إحتاج لاغتيال الحريري وابقائها حية يحتاج إلى إغتيال شخصية يحرك مقتلها الجماهير كل بضعة اشهر واما السيطرة على بضعة آلاف من الناشطين والمدونين الجدد ممن قد حصلوا على دورات تابعة لفريدوم هاوس في "الحشد" " والتدوين " والتدريب على الديقمراطية ….. فأعلموا أنه مما هو مخطط لهم أن يلعبوا دورا كأقرانهم في أوكرانيا وجورجيا وصربيا إن وقع بايدي الاميركي موضوع يستطيع ان يصل بهم إلى درجة التأثير."
فريدوم هاوس الممول الأول لناشطين عرب
دخلت فريدم هاوس بقوة في فترة ما إلى مصر واستقطبت مجموعة من النشطاء المصريين ضمن برنامج " جيل جديد " وهو نفس البرنامج الذي يعتقد على نطاق واسع أنه ممثل في لبنان بعقاب – صـ وبصالح – م . وبعماد – بـ وفي سورية بعمار –عـ ووائل سـ ومحمد علي – عـ .
والاسم الكامل للبرنامج هو " جيل جديد من النشطاء لا يعادي أمريكا وإسرائيل" يعني أن هذه المنظمة المشبوهة قد تدعم تغيير تفكير الجيل الجديد من الشعب المصري (او السوري ) وقد نجح هؤلاء المدونون المصريون في أثارة تظاهرات ضخمة في مصر باسم المطالب الاجتماعية والعمالية في بداية علاقتهم مع فريدوم هاوس وتحول هؤلاء المدونون إلى ابطال وطنيين وظهروا كابطال على شاشات العالم اجمع بما بثوه من مشاهد لقمع النظام ولجرائمه ولكن ما لم ينتبه له أحد أن هؤلاء المدونين والنشطاء ليسوا سوى جنودالصهيونية والسي آي أيه الجدد.
كان في فلسطين خونة باعو الاراضي التي كان يملكها الاقطاع الخائن إلى الصهاينة فضاعت فلسطين وكان في لبنان بشير الجميل وقواته واحزاب اليمين العنصري الانعزالي العميل لاسرائيل فوصل إلى رئاسة الجمهورية على ظهر الدبابات الاسرائيلية، والآن بالنسبة لاسرائيل وللاميركيين ليس وقت الدبابات ولا وهو وقت مجازر صبرا وشاتيلا إنه وقت نشطاء ضد العنف ممن يمكن لالف منهم ان يحشدوا خمسمئة الف مساند للاهداف الاسرائيلية الاميركية – بحسب الاحلام الاميركية – الاسرائيلية المشتركة.
الوقت تغير وكذلك شكل العملاء وجيش لحد اصبح موضة قديمة
لدينا الآن جيش لحد يستخدم الكمبيوتر والمدونات
كتب خضر سعيد