علي ابوحبله كتب لزهرة سورية : ماذا يخبئ السوريون … للمرشح للفترة الرئاسية الثانية .. ساركوزي
الأيام المقبلة قد تحمل مفاجآت في الحملة الانتخابية للرئاسة الفرنسية المقرر إجرائها في الثاني والعشرون من الشهر المقبل حيث تشتد حمى المنافسة بين المرشحين الفرنسيين حيث يطمح ساركوزي بالنجاح لفترة ولاية ثانيه في هذه الانتخابات ،
إن استطلاعات الرأي العام الفرنسي تعطي خصمه المرشح الاشتراكي فرنسوا هولا ند إمكانية الفوز على ساركوزي بفارق ست نقاط في الجولة الأولى من الانتخابات المقررة في الثاني والعشرون من نيسان وبفارق 14 نقطه في جولة الإعادة في أيار مايو المقبل ، ساركوزي الذي وصل لسدة الرئاسة في 2007 خلفا للرئيس الفرنسي شيراك حيث حاول ساركوزي للظهور بمظهر العودة بفرنسا لتكون إمبراطوريه كما عهدها الفرنسيون حيث أن ساركوزي بفترة ولايته الأولى قام بالتنسيق مع الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن ونشط على الصعيد الأوروبي وحاول أن يكون حاضرا في مشاكل الشرق الأوسط والظهور بمظهر الداعم لحركات الربيع العربي وفوض مندوبا عنه من أصل يهودي ويحمل الجنسية الفرنسية واسمه برنار هنري ليفي الذي يصفه البعض انه المبرمج والمخطط لثورات الربيع العربي حيث كان يعمل ليفي مع المجلس الانتقالي الليبي في بنغازي مفوضا شخصيا للرئيس ساركوزي ، حاول الرئيس الفرنسي أن يظهر فرنسا وهي تمارس دورها القيادي في العالم ، فرنسا هي من تصدرت الحملة الاطلسيه ضد ليبيا تحت مسمى حماية المدنيين الليبيين من كتائب ألقذافي وهي من لعبت دورا مهما في اغتياله وهي من تحاول أن تمارس دورها في ألازمه السورية وبدعم ما تسميه بالثورة السورية وبمجلس اسطنبول وهي بهذا تنسق مع السعودية وقطر وتركيا وهي تحاول أن تلعب دورا في موضوع فتح الممرات الامنه الانسانيه تحت مسمى مساعدة المعارضة السورية ، حاولت فرنسا لمرتين تمرير مشروع مع شركاء فرنسا الأوروبيين واصطدم المشروع بالفيتو الروسي الصيني المشترك وقد ساءت علاقات فرنسا بتركيا بنتيجة حمى الانتخابات ، ساركوزي ولمصالح شخصيه عمل بإرضاء الأرمن للحصول على أصواتهم بالانتخابات القادمة حيث تمكن حزب الاتحاد من اجل غالبيه شعبيه يتزعمه ساركوزي من تمرير مشروع قرار في البرلمان الفرنسي يجرم من ينكر حصول الاباده الارمنيه على يد الأتراك إبان الامبراطوريه العثمانية في مطلع القرن العشرين ، حاولت فرنسا الظهور بمظهر تلعب دورا في موضوع القضية الفلسطينية بعقد مؤتمرات تحت مسمى دعم الفلسطينيون إلا أن الأصول اليهودية للرئيس ساركوزي جعلته يقف في العديد من المواقف لجانب إسرائيل حيث عجزت فرنسا التأثير على إسرائيل لتجميد المستوطنات والعودة لطاولة المفاوضات ، عجز ساركوزي من تحقيق أي تقدم في عملية المفاوضات ما بين الاسرائليين والفلسطينيون ، إن ساركوزي يسعى جاهدا لإعادة شعبيته بين الفرنسيين معتقدا أن ما يتحلى به من كاريزما قد تمكنه من مواجهة منافسيه إلا أن استطلاعات الرأي تزعج ساركوزي وتريح خصمه فرنسو هولاند الأرجح للفوز إذ أن تراجع شعبية ساركوزي بعضا منها يتعلق بشخصه وبعضها الآخر يتعلق بالأحداث التي استجدت على فرنسا وأوروبا في الأعوام الاخيره وتحديدا ألازمه المالية التي عصفت بالغرب في 2008 وما لها من انعكاسات وتأثيرات سلبيه على العملة الاوروبيه اليورو حيث ما زالت جهود دول الاتحاد الأوروبي تكافح من اجل الخروج من هذه ألازمه العاصفة ومن الطبيعي أن تنعكس أزمة اليورو على الاقتصاد الفرنسي الذي يعد ثاني اقتصاد في القارة الاوروبيه بعد ألمانيا حيث أن فرنسا مهدده بعدم ألقدره على الوفاء بالتزاماتها وديونها الأمر الذي ينعكس ارتفاعا على قيمة السندات التي تستدينها الخزينة الفرنسية حيث أرغمت حكومة ساركوزي على اتخاذ عدة تدابير تقشفية غير شعبيه حيث حاول ساركوزي وبالتعاون مع أنجيلا ميركل لقيادة منطقة اليورو التي تضم سبعة عشر دوله من الاتحاد الأوروبي من خلال إنشاء صندوق الإنقاذ مهمته دعم دول مثل اليونان وايرلندا مما تعاني منه من عثرات ماليه ومنع انهيارها حتى لا تنعكس على المشروع الأوروبي ، إن حملة ساركوزي الانتخابية في ظل ما يعاني منه الوضع الاقتصادي الفرنسي والتي تطال المواطن الفرنسي في لقمة عيشه مما يجعل العامل المعيشي حاسم في تقرير من سيختار الشعب الفرنسي إذ لدى الفرنسيين بحسب تقارير المراقبين ميلا إلى التغيير ، إن محاولات ساركوزي لتقديم نفسه على انه الشخص القادر على جعل فرنسا قويه وفق الشعار الذي اتخذه رمزا لحملته الانتخابية لإعادة انتخابه إلا أن كثيرا من الفرنسيين لا يميلون إلى تصديقه لان ساركوزي لم يف بالوعود الكثيرة التي سبق وان قطعها خلال ولايته الأولى إضافة إلى ما يأخذ عليه الفرنسيين من شخصيه متوترة دوما ، إن محاولات ساركوزي لتقديم نفسه على انه زعيم يملك تجربه واسعة وتعلم من أخطائه ويعرف كيف يتخذ قرارات صعبه بالمقارنة مع هولاند الذي لم يتبوأ مركزا رسميا في حياته ويعد ساركوزي بنقل التجربة ألاقتصاديه الالمانيه إلى فرنسا خصوصا لناحية إضفاء المرونة على قواعد التوظيف ، مما يؤدي إلى زيادة فرص العمل ، ويتطرق ساركوزي في حملته الانتخابية إلى التطرق لأفكار مماثله لتلك التي تطرحها مرشحة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة مارين لوين التي تشكل تهديدا لساركوزي في جولته الأولى من الانتخابات حيث تظهر استطلاعات الرأي على أنها ستحصل على 20 % من الأصوات حيث يخشى ساركوزي أن تتفوق عليه في الجولة الأولى من الانتخابات ما قد يجعله خارج السباق ، إن مساعدو ساركوزي يقرون أن الظروف ليست مثاليه بالنسبة للانتخابات من دون أن يفقدوا الأمل في أن تتغير ألصوره ووزير الخارجية ألان جوبيه يعتقد أن الحملة الانتخابية قد بدأت الآن ، إلا أن ما لم يدر في حسبان ساركوزي ومعاونيه ما هي انعكاسات ألازمه السورية على الانتخابات وعلى ساركوزي نفسه وما إذا كان السوريون يخبئون لساركوزي ما يفاجئونه بها في الوقت المناسب ، قد تكون معركة باب عمرو تنعكس بنتائجها على ساركوزي الذي راهن عليها وهناك من الفضائح ما قد تنعكس على الحملة الانتخابية فيما لو فاجأت سوريا ساكوزي بما تملكه القيادة السورية من معطيات بنتيجة ما تشهده أزمتها الداخلية ، إن الشريط المعروض للمساومة وهي المكالمة الثلاثية بين ألان جوبيه وزير الخارجية الفرنسي ووزير خارجية تركيا وحمد بن جاسم وما تحويه المكالمة من انعكاسات في تراجع فرنسا عن موقفها تجاه ألازمه السورية إضافة إلى ما يتردد عن اعتقالات لضباط فرنسيين بسوريا وضبط أجهزة ومعدات عسكريه فرنسيه متطورة بأيدي السوريين إن تراجع فرنسا بموقفها من قضية إسقاط النظام في سوريا وعودة سفيرها لدمشق وتغير موقفها من التدخل العسكري جميعها معطيات تؤكد أن لدى القيادة السورية من أسرار فيما لو تم نشرها والبوح بها أن تؤدي بساركوزي وتطيح به في الانتخابات القادمة لتضيف عبئا وحملا ثقيلا على ساركوزي بحملته الانتخابية والتي ستقرر مصيره للانتخابات المقررة في الثاني والعشرين من الشهر المقبل ما قد يعني أن مصير ساركوزي هو بما تخبئه سوريا من معطيات قد تفاجئ بها الناخب الفرنسي في قادم الأيام