العثور على مغارة في تل عرى بالسويداء تحتوي مقبرة تعود للفترتين البيزنطية والأيوبية
اكتشفت البعثة الوطنية للتنقيب في تل عرى بمحافظة السويداء على مغارة تضم مقبرة أثرية تعود للفترتين البيزنطية والأيوبية.
وأوضح حسين زين الدين رئيس البعثة أمس أن المغارة ذات الطبيعة البركانية تقع في الجهة الشمالية لقمة التل البركاني المعروف بالهشة الواقع إلى الشرق من قرية عرى حيث تتراكم الصخور البازلتية لافتا إلى أن مدخل المغارة نصف دائري يشبه القنطرة بارتفاع 2 متر وقطر 6ر1 متر وسقفها عبارة عن قناطر مشغولة يدوياً تشبه عقد الريش.
وبين زين الدين أن أعمال التنقيب بينت أن المغارة تحتوي أربعة معازب بشكل نصف دائري تقريباً منها معزبتان في الصدر واثنتان جانبيتان تقع الأولى في الجزء الشرقي وهي عبارة عن تجويف دائري بيضوي منحوت يدوياً يشكل مدفناً لفرد أو عائلة.
وأشار رئيس البعثة إلى أن هذه المعزبة جزء من واجهات المغارة الداخلية يبلغ طولها 5ر7 أمتار بينما يصل نصف قطرها الذي يمثل عمقها إلى 2ر1 متر إضافة إلى وجود جدار يقطع المعزبة بشكل موازي لواجهة المدخل بعرض 70 سنتيمترا و طول 2 متر يشبه إلى حد كبير القبر الفردي وهو مغلق بشكل مستطيل ويمثل نموذجاً من القبور الأرضية داخل المعزبة الجماعية بشكل مستطيل ويمثل نموذجاً من القبور الأرضية داخل المعزبة الجماعية.
ولفت زين الدين أن المعزبة الثانية تقع في صدر المغارة من الداخل ويلاحظ فيها شكل مصطبة تعلو عن أرض المغارة وجدت فيها كسر عظمية صغيرة و قصيرة قد تكون لشخص صغير العمر فيما المعزبة الثالثة تشبه الأولى إلى حد كبير ويبلغ نصف قطرها 2 متر وفيها قبر صغير في الأرضية بينما الرابعة تقع على الجهة الغربية من المغارة ومتداخلة مع المدخل الرئيسي لها وهي عبارة عن تجويف يبلغ عمقه 7ر1 متر ومن المحتمل أن تكون معزبة فردية كونها احتوت ردميات من طبيعة المغارة.
بدوره بين ياسر الشعار من بعثة التنقيب أن الشكل الهندسي للمغارة يدل على أنها كانت معدة للدفن إلا أن تخرب بعض أجزائها وعدم وجود العظام يجعل من الصعب تحديد تاريخها على وجه الدقة موضحا أن الكسر الفخارية المتناثرة التي وجدت والأواني الجنائزية التي عثر عليها مثل الصحون الملونة والمزججة باللونين الأصفر والبني الغامق توحي بأنها تعود على الأرجح للفترة الأيوبية المملوكية فيما تشير بعض الكسر الفخارية المحززة بشكلها الناعم إلى الفترة البيزنطية.
ولفت الشعار إلى أن قرية عرى ورد اسمها على نقوش حجرية على أحد جدران مجلس القرية وكانت تشكل إحدى أهم الطرق في جبل العرب قديماً حيث تمر بها الطرق الواصلة بين بصرى والسويداء و قنوات وفيها بقايا آثار ذات دلالة منها سور روماني قديم و كنيسة يعودان إلى العصر الروماني ودار عرى الأثرية التي بنيت عام 1886 م إضافة لمنحوتات وعناصر زخرفية من بيوت قديمة مازالت شاهدة على عظمة البناء وقدرة الإنسان على الإبداع والتميز كما تحيط بها بعض الخرب القديمة التي كانت حواضر عامرة في العهد الإسلامي ومنها خربة غوثا فيما يوجد في شمال القرية قلعة بنيت عام 1879 ولم يبق منها إلا أطلال قليلة إضافة لحصن قديم في المرتفع الذي بنيت القرية فوقه.
يذكر أن قرية عرى تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة السويداء وتبعد عنها نحو 15 كم وأن اسم القرية يعني الأرض الواسعة الرحبة أو الصلة الوثقى.