كارمن تحتاج لـ”حضَانة”
فوز المصرية كارمن سليمان بلقب Arab Idol أو “محبوب العرب”، يضمها لقائمة طويلة من المطربين اللذين
استطاعوا أن يحققوا النجاح من خلال برامج المسابقات الفنية، والتي تصنع النجومية في وقت سريع.
ولكن هل هذه البرامج تصنع نجومية حقيقية؟، هل استطاع أصحاب المراكز الأولى في هذه المسابقات أن يضعوا أنفسهم ضمن قائمة المطربين الأوائل في الوطن العربي؟، هل استمرت هذه النجومية معهم لوقت طويل؟.
في الحقيقة أن معظم الذين حصلوا على المراكز الأولى في برامج المسابقات الأخيرة لم يحققوا نفس الشهرة بعد ذلك، بل على العكس، فمنهم من انتهت علاقته بالفن تماما!، ومنهم حاول التمسك لفترة ولكنه تراجع، وبعضهم يعيش في أرض النجوم ولكنه ليس منهم.
في وقت كانت هذه البرامج تصنع نجوما حقيقيين استمرت شهرتهم لفترة طويلة ومنهم من تربع على عرش النجومية لفترة، وبعضهم لازال ينافس على الصدارة إلى الآن، واعتقد أن من أهمهم على الإطلاق برنامج “ستوديو الفن” للمخرج الكبير سيمون اسمر.
ستوديو الفن في مشاوره، استطاع بالفعل أن يظهر للساحة الفنية مجموعة من أشهر النجوم حاليا منهم ماجدة الرومي وراغب علامة ووائل كفوري وإليسا ورامي عياش ووائل جسار ونوال الزغبي وميريام فارس.
أما الفترة الأخيرة فاعتقد أن جميع برامج المسابقات على مدار الـ 10 سنوات الأخيرة لم تخرج لنا فنانا واحدا من الممكن مقارنته بأحد هؤلاء النجوم.
ولكي لا نظلم البرامج أو الأصوات التي شاركت فيها، يجب أن نعرف الأسباب الحقيقية وراء تراجع هذه النجومية وما السبب، واعتقد أن تراجع الإنتاج في الوطن العربي من أهم هذه الأسباب، بالإضافة لبعض المشاكل الأخرى التي تتعلق بهؤلاء النجوم.
فشركات الإنتاج في فترة الثمانينيات والتسعينيات كانت تبحث عن أصوات حقيقية ومواهب وتحاول جاهده أن تصنع منهم نجوم لكي تربح من هذه المواهب عن طريق تسويق أعمالهم، ولكن مع تراجع المبيعات بسبب مشاكل كثيرة أهمها القرصنة، أصبحت هذه الشركات تبحث عن مقومات أخرى تحقق لها المكسب بعيدا عن الموهبة الحقيقية.
واعتقد أن شركات الإنتاج كانت سبب في هذه الأزمة، لأن أشباه المواهب التي دعمتها لفترة طويلة لأسباب ليس لها علاقة بالفن لم تحقق الاستمرارية، لذلك مع حدوث الأزمة لم تجد الشركات لديها المواهب أو الأصوات التي تجعلها تنافس وتحارب من أجل إنقاذ الصناعة، واكتفت بالمشاهدة والبحث عن وسائل أخرى تضمن لها الاستمرار.
لذلك أتمنى قبل أن نبحث عن الموهبة ونعلن عن ميلاد نجم جديد، أن نوفر لها المناخ المناسب الذي تنمو فيه بما يتناسب مع الحملة الكبيرة التي تبدأ مع كل برنامج بهدف الكسب منه وليس دعم المواهب، وبمجرد انتهاء الموسم التفكير في الموسم الجديد والمكاسب التي ستتحقق منه فقط.
ولكي نعطي لها الاهتمام كما نفعل مع الأطفال حديثي الولادة، ونضعهم في “حضَانة” لكي نطمئن عليهم ونوفر لهم العناية الكافية، إلى أن نتأكد من استعداهم لمواجه الحياة وما تحمله من تلوث، ونقرر وقتها أن يعتمد على نفسه ويواجه التحديات التي ستقابله.