مجلس الشعب على المقاس
اذا كان الدستور قد كفل حق المواطن في الترشيح والانتخاب لعضوية مجلس الشعب فلماذا تصدر بعض التعليمات لتقيد هذا الحق وتخالف مواد الدستور؟
ونخص بالذكر ما ذهبت إليه القيادة القطرية من تعليمات حول آلية الترشيح للعاملين في حزب البعث العربي الاشتراكي تاريخ 29/3/2012 وتحت رقم 287/8 وكسابقة من نوعها وعلى قياس من وضعها والتي أثارت الاستجهان بين صفوف الحزبيين لما ذهبت إليه من بنود لا تفسير لها سوى العودة الى الوراء بدلاً من أن يكون اختيار الأعضاء متمثلاً بقدرتهم على تحمل المسؤوليات لتعكس التمثيل الحقيقي لمكونات المجتمع السوري والحد من تدخل المال السياسي للوصول الى مقاعد المجلس.. ألا يحق لنا ان نحي مقولة الرجل المناسب في المكان المناسب؟؟؟
واللافت أن هذه التعليمات جاءت لتعيد الى الأذهان ترهل الماضي وتكتلاته وفقاً للعديد من الفقرات التي كانت محط تساؤل ومنها الجمع مابين الريف والمدينة وعلى كافة المرشحين وضمن الشعبة الواحدة .
فلماذا خسر المرشح الفوز في الاستئناس وفق الهيكل المعد لخمسة أسماء فقط ؟؟؟ .هذا يعني انه خسر استمرارية الترشيح سواء للريف أو المدينة والتساؤل يأتي ضمن إطار عدم أحقية القيادة في الجمع بين الريف والمدينة وفقاً لقانون الإدارة المحلية الذي اعتمد المناطقية .
أما ما جاء ليحد من نشاط المرشحين الذين ليسوا أعضاء في مؤتمر الشعبة كون التعليمات أكدت على أحقية الترشيح وعدم أحقية الانتخاب للمرشح حتى لاسمه .
فمجموعة هذه التعليمات التي جاءت لتقيد نشاط المرشحين شكلت احتجاجات قد تدفع بالعديد للانسحاب من صفوف الحزب والعزوف على الاستمرار في الترشيح لتأتي الخيارات على مقاس من وضع هذه التعليمات وبعيداَ عن المسؤوليات والكفاءة في الوقت الذي تعيش سورية حراكاً سياسياً تنافسياً بين الأحزاب لنرى ان النسبة العظمى من المرشحين هم من القيادات الحزبية ويقودون أنفسهم عملية الانتخابات ليختاروا المقربين والمحسوبين ويبعدوا عن هذه الساحة العديد ممن لم يتاح لهم فرصة عبر سنوات مضت ضمن صفوف الحزب وهؤلاء قد يشكلوا القلق الأكبر والأخطر على مسيرة الحزب نتيجة اعتبار القائمين عليه ملكهم الشخصي في الوقت الذي تشهد فيه سوريا برنامجاً إصلاحيا يتطلب تفهم الحالة العامة المتوافقة مع هذا البرنامج والابتعاد عن اختيارات سجلت مشهداً على الفضائيات السورية لشخصيات ليس لديها رؤية وفق الحوار الذي أقيم في قاعة المحافظة أو في مديرية الثقافة تحت عنوان ندوة لمناقشة رؤية المرشحين لمجلس الشعب والتي غابت فيها الرؤية حول برنامج عمل او حتى لغة حوار ومعظم الحضور جاؤوا ليؤكدوا أنهم مرشحين من اجل الشعب فقط هذه هي المعطيات والآليات وأيضا التعليمات التي تعنون مرشحي المرحلة القادمة .
اما آن لنا ان يستيقظ الحس الوطني فينا ويتغلب على الاطماع الشخصية؟؟؟؟؟
أليس من حق الوطن علينا أن نضمد جراحه ووننعمل على النهوض به ضمن مسيرة الاصلاح ونترك المحسوبيات جانباً؟
الى متى سنبقى نفرز قيادات لاتمثلنا ولا تمت الى الوطنية بشيء وانما مستغلي فرص حتى على حساب الوطن؟؟؟؟
من أين نبدأ الكلام لقد مللنا الاستنكار والشجب بدون طائل كنا نتمنى أن تتم الانتخابات بعد المؤتمر القطري ولكن لأسباب اعتبارية عدة لم يتم الأمر , مشكلتنا اليوم أنه مطلوب منا جميعا أن نجير كل الممارسات الخاطئة الى الأزمة في سوريا وهذا مطلب غير مقنع بل على العكس برأيي اليوم وليس غدا يجب أن تبدأ عملية الاصلاح والتي كنا نأمل أن نلاحظ بذورها من الانتخابات الحزبية ,و لكن للأسف كل ما أحيط بهذا الاسئتناس الحزبي كان غير منطقي بدءا من عدم اعلام حتى المرشحين بموعد الاستئناس ( لغاية في نفس يعقوب ) وصولا الى النتيجة , و سؤالي أوجهه للقيادة الحزبية بكل فروعها ما سر نشاطهم في انتخابات مجلس الشعب في الوقت الذي تواروا فيه عن الانظار طيلة فترة الأزمة , الشارع السوري مليء بالبعثيين ذوي العقيدة و الانتماء الصادقين لحزب البعث والذين فعلا يمثلون القاعدة الشعبية وعلى احتكاك مباشر مع الجماهير علما بأنهم لم يتربعوا يوما على كرسي قيادة , أولئك لهم الأحقية وواجب القيادة أن تعطيهم هذا الحق لا أن تصادره , نريد أن نعيد لحزبنا حيويته ونشاطه وفعاليته و هذا لن يتم بفعل الاستنساخ وانما بخلق كوادر جديدة