مهرجان مركزي بمناسبة عيد العمال.. الحفاظ على المكاسب والإنجازات التي تحققت خلال السنوات الماضية
أقام الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية مهرجانا مركزيا أمس بمناسبة عيد العمال العالمي وذلك في مقر الاتحاد بدمشق.
وأكد محمد شعبان عزوز رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال أهمية الحفاظ على المكاسب والإنجازات التي تحققت خلال السنوات الماضية وخاصة للطبقة العاملة والتي شملت كل مناحي الحياة حيث تم إنجاز الإصلاح السياسي الذي شمل قانون الإعلام والأحزاب والانتخابات ودستورا جديدا للبلاد حافظ على ثوابت سورية الوطنية والقومية وعزز الحياة الديمقراطية حيث ستجري على قاعدة هذا الدستور أول انتخابات لمجلس الشعب نتطلع لأن تؤدي إلى ما فيه خير الوطن والصالح العام الأمر الذي يضعنا أمام مسؤولياتنا في اختيار الأكثر كفاءة ليكونوا ممثلين فعليين للطبقة العاملة.
وأوضح رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال أن العقوبات الاقتصادية التي فرضت على سورية من قبل أمريكا والاتحاد الأوروبي وبعض الدول الإقليمية والعربية كان لها الأثر السلبي على حياة الشعب السوري ولقمة عيشه وبخاصة على شريحة العمال وذوي الدخل المحدود حيث أغلقت العديد من المنشآت الصناعية الخاصة وفقد عشرات الآلاف من عمالنا عملهم ما زاد في حجم البطالة في سوق العمل مشيرا إلى أن سورية تواجه أشرس حرب كونية أصبحت أدواتها ووسائلها معروفة وغاياتها أضحت جلية وأهدافها تتحدث عن ذاتها في تركيعها وحملها على التخلي عن ثوابتها الوطنية والقومية ونهجها الوطني التحرري ودعمها لحركات المقاومة العربية للاحتلال.
وأكد عزوز أن الشعب السوري بصموده ووعيه ووحدته وتلاحمه مع جيشه الوطني والتفافه حول قيادة السيد الرئيس بشار الأسد أفشل كل مراحل التآمر ومخططات التقسيم والتفتيت مبينا أن الشهداء الذين سقطوا من قوى الجيش وحفظ النظام ومن الطبقة العاملة في كل منطقة ومحافظة حصنوا الوطن وزادوه منعة حيث قدموا حياتهم في سبيل عزة سورية وحماية استقلالها وسيادتها وقرارها السياسي المستقل.
وحيا عزوز الطبقة العاملة العالمية وحركتها النقابية التي تشكل رمزا لوحدة العمال وتضامنهم ونضالهم المشترك ضد الاستغلال والاستعباد ومختلف أشكال العنصرية والاضطهاد والاستعمار والعدوان مشيرا إلى أن عيد العمال يأتي هذا العام في وقت تجتاز فيه البشرية حقبة تتكشف فيها يوميا حقيقة عولمة الليبرالية الجديدة المتوحشة التي لم تجلب للعمال وللشعوب إلا المزيد من الإفقار والإقصاء وفقدان أساسيات الحياة حيث البطالة في تفاقم شبه يومي .
وذكر عزوز بالمجابهات التي حصلت في ساحات وول ستريت ولندن وسيدني وأثينا وغيرها من عواصم العالم ومعاقل الرأسمالية حيث قامت الحكومات وأجهزتها القمعية باطلاق الرصاص والقنابل المسيلة للدموع وبالاعتقالات تماما كما فعل أسلافهم عندما تآمروا على العمال وأعدموا قادة انتفاضة شيكاغو الأمر الذي يفضح بالدليل القاطع طبيعة وحقيقة الديمقراطية التي يروجون لها وهم أبعد ما يكونون عنها لأن النظام الرأسمالي القائم على الاستغلال وزيادة غنى الأغنياء يفقد وجوده في حال سادت العدالة والديمقراطية الحقيقية والمساواة.
ما أكد عزوز أن الطبقة العاملة في سورية ستبقى تناضل من أجل تدعيم وحدة الطبقة العاملة العربية الممثلة بالاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وستنهض بدورها في مسيرة النضال لاتحاد النقابات العالمي لوقوفه مع شعب وعمال سورية في مواجهة آلة العدوان والاستهداف الامبريالي الصهيوني والاحتكارات الدولية لاستعادة الأمن والاستقرار لسورية.
وطالب عزوزجميع المنظمات الدولية والإقليمية والعربية والمجتمعات الأهلية وقوى العدل والحرية والسلام في العالم بالتضامن مع سورية في مواجهة المؤامرة التي تتعرض لها مشيرا إلى ان ترسيخ الوحدة والتلاحم النقابي بقيادة الاتحاد العام لنقابات العمال هو مسوءولية الجميع وأمانة لابد من الحفاظ عليها بكل مبدئية وإخلاص لأن الوحدة النقابية التي ولدت في ميدان نضال الشعب السوري ضد الاستعمار هي مستهدفة بهذه الفترة الأمر الذي يفرض علينا تحصين الذات الوطنية والطبقية في وجه حملات التضليل وكل من يريد أن يستهدف هذه الوحدة.
بدوره أشار رجب معتوق الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الى ان عيد العمال العالمي يحل هذا العام والشعوب العربية تعاني من اختلاط المشاعر بين الأمل في التغيير نحو مجتمعات تسودها الحرية والاستقرار والعدالة الاجتماعية والديمقراطية والمشاركة الشعبية وبين الإحباط الناجم عن المشاهد الدموية التي أحدثها تدخل القوى الخارجية ومحاولة سرقة نتاج الحراك الشعبي الذي شهدته البلدان العربية خلال الأشهر الماضية .
ولفت معتوق إلى أهمية انتهاج سياسات وطنية بعيدة عن التبعية لاقتصاديات الغرب الامبريالي والبحث عن آليات لمكافحة البطالة واحترام حقوق المرأة العاملة ومكافحة الفقر و التخلف و الفساد السياسي و المالي و الإداري و تعزيز الحقوق و الحريات النقابية ومأسسة الحوار الاجتماعي لتكون المشاركة بين قوى المجتمع مثمرة وفاعلة مبينا دور الاتحاد الدولي لنقابات العمال في التحذير من خطورة الأطماع الغربية وسياسات قوى الاستعمار و الهيمنة و الاستكبار العالمي التي تستهدف خيراتنا و ثرواتنا لإنقاذ اقتصاداتها من الأزمات الحادة التي تمر بها.
وأكد معتوق أن أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية العربية من شأنه أن يدمر عقودا طويلة من التنمية التي قامت بجهود العمال وأن الإصلاح الاقتصادي لا يمكن أن يتم دون إصلاح سياسي قائم على الحوار الوطني المتمدن الذي تشارك فيه جميع مكونات المجتمع بعيدا عن العنف أو الالتجاء إلى القوى الاستعمارية الغربية أو السماح لدول خارجية بفرض نموذجها في الديمقراطية وشكل الحكم.
وعبرمعتوق عن تقديره لمواقف سورية القومية والمبدئية بقيادة الرئيس الأسد في مواجهة كل المخططات والمشاريع الاستعمارية الرامية إلى النيل من مكانتها واستقرارها وفي سبيل استعادة أراضيها المحتلة والدفاع عن سيادتها وأمنها وعن حقوق الأمة العربية وعزتها وكرامتها معتبرا أن حل الأزمة التي تشهدها سورية اليوم لا يتم إلا بالحوار الوطني الشامل بعيدا عن أي تدخل خارجي ودون الاستقواء بالأجنبي تحت أي عنوان وضمن قواعد وثوابت تؤكد على حرية واستقلالية البلد ووحدته الوطنية وأمنه واستقراره.
واكد معتوق إن عيد العمال العالمي سيبقى محطة نضالية هامة تستلهم منها الدروس من أجل تحقيق مصالح ومطالب الطبقة العاملة وتوفير الحياة الكريمة لهم ومناسبة تستذكر فيها مناقب المناضلين الأوائل الذين ضحوا لتحقيق العدالة الاجتماعية والأمن والسلم والتمسك بالحقوق ورمزا لوحدة الكفاح و التضامن النقابي العالمي.
حضر الاحتفال أسامة عدي عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب العمال والفلاحين القطري وعدد من الأمناء العامين لأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية ووزراء الشؤون الاجتماعية والعمل والصناعة والدولة لشؤون المشاريع الحيوية وعدد من النقابيين وحشد من الطبقة العاملة.
تحسين المستوى المعيشي للمواطنين واصلاح القضاء وتفعيل دور القطاع الخاص وتامين فرص عمل أهم ما تضمنه البيان الانتخابي للاتحاد العام لنقابات العمال
أكد الاتحاد العام لنقابات العمال أهمية المشاركة الواسعة والفاعلة من قبل جميع فئات المجتمع في ممارسة الحق الانتخابي عبر اختيار ممثليهم لمجلس الشعب لبناء وطن عزيز حر ومقاوم ودعمه وتأييده لمسيرة الإصلاح التي يقودها السيد الرئيس بشار الأسد والهادفة إلى بناء سورية المتجددة القوية وتصديه لكل أشكال التآمر عليها.
وأشار الاتحاد في بيانه الانتخابي للدور التشريعي الأول لمجلس الشعب للعام الحالي والذي تلقت سانا نسخة منه أمس إلى أهمية الوقوف والتصدي للمؤامرة التي تتعرض لها سورية و دعم موقفها المقاوم في مواجهة المشروع الصهيوني ومشاريع الهيمنة الغربية والرجعية العربية وتعميق وتنمية الوعي الاجتماعي والتأكيد على الوحدة الوطنية للشعب العربي السوري و استعادة الجولان المحتل وتحريره من الاحتلال الإسرائيلي. وبين الاتحاد أهمية إصلاح القضاء وإقامة دولة القانون والمؤسسات وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين وخاصة العمال والفلاحين وذوي الدخل المحدود وتفعيل دور القطاع الخاص في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع التركيز على دور القطاع العام و الإسراع في تطويره و تطوير القطاع الإداري والخدمي بما يسهل علاقة المواطنين مع دوائر الدولة والقضاء على الروتين والبيروقراطية.
ولفت الاتحاد العام لنقابات العمال إلى ضرورة تطوير القدرة التنافسية للمنتجات الوطنية والتركيز على التنمية الاقتصادية في جانبها الإنتاجي في قطاعي الزراعة و الصناعة ومكافحة الفساد بجميع أشكاله ومعالجة مشكلة البطالة وخاصة بين جيل الشباب وتأمين فرص عمل عبر برامج تنمية اقتصادية واجتماعية هادفة وميسرة.
وأوضح الاتحاد أهمية تطوير وتعزيز شبكة الحماية الاجتماعية للعمال في القطاعين العام و الخاص بما يضمن لهم ولأفراد أسرهم حياة كريمة وتعزيز دور المرأة ومشاركتها الفاعلة في المجتمع من خلال الاستفادة من الكفاءات العلمية الشابة في جميع المجالات والتأكيد على دور الشباب في تطوير المجتمع.