المعلم: سيخسر الحكام العرب الذين يصغون لرأي أميركا متجاهلين صوت الرأي العام
أكد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، أن الحكام الذين لا يصغون لرأيهم العام إنما لرأي عام أمريكي أو آخر
سيخسرون، وفي لقاء مع قناة المنار اللبنانية التابعة لحزب الله، أمس الأربعاء قال المعلم "اننا في حرب تموز مثلنا العمق الاستراتيجي للمقاومة الوطنية اللبنانية وفتحت الحدود واستقبلنا آلاف العائلات اللبنانية وفتحنا خطوط الإمداد والتموين بينما غزة منذ عام وحتى الآن تحت الحصار لا دواء ولا كهرباء ولا مواد غذائية والمعابر كلها مغلقة"، وبشأن فتح معبر رفح أشار الوزير المعلم الى ان العدوان خلق ظرفا استثنائيا وفي الظرف الاستثنائي يجب ان تتصرف الدول بوحي هذا الظرف أما الاعتبارات الاخرى فتتم بالظروف العادية، وأضاف وزير الخارجية السوري "حاولنا أن نقنع الإخوان بكيفية دعم صمود غزة إلا أنهم أرادوا الذهاب إلى مجلس الأمن لكي نعفي العالم العربي من مسؤولياته فقلنا لهم أن تجربتنا مع لبنان ومع مجلس الأمن واضحة فهذه التجربة أكدت أن مجلس الأمن بسبب الهيمنة الأمريكية على مقدراته لن يصدر عنه شيء إلا بإحدى حالتين إما إذا كانت إسرائيل قد حققت هدفها من العدوان وهذا صعب أو إذا أرادت البحث عن مخرج سيجتمع مجلس الأمن ولن يجتمع من اجلنا ولا من أجل فلسطين ولا من أجل غزة بل سيجتمع من أجل إيجاد مخرج لإسرائيل لكن كان التوجه العام بأن العالم العربي في كل الوقت لا يريد أن يتحمل مسؤولياته ولذلك توجهوا إلى مجلس الأمن.
المعلم كشف في لقائه أن سوريا عرضت مشروع سياسي على الفلسطينيين في حركة حماس "باعتبارهم القوة الموجودة على الارض"، مشيراً "ونحن في حراك دائم نجري اتصالات مع الأوروبيين ونؤكد لهم ان العمل العسكري لن يثمر بالقضاء على روح المقاومة فنحن نتحرك بجهد ونشاط والسيد لرئيس بشار الأسد لديه لقاءات واتصالات مكثفة يوميا في هذا الصدد"، وأوضح "نحن ننسق مع تركيا وتوصلنا إلى أفكار مشتركة وعرضت على الأشقاء في حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس ولمسنا لديهم موافقة عليها"، وأضاف أن الرئيس نيكولا ساركوزي بلقائه مع الرئيس الأسد اهتم بهذه الأفكار ولم يعترض عليها وهذه الأفكار تنطلق من تحقيق ثلاثة مبادئ أساسية هي وقف إطلاق نار فوري وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة ورفع الحصار وفتح جميع المعابر بما فيها معبر رفح وهذه المبادئ أساسية.
حول دعوة سورية لعقد قمة عربية طارئة قال المعلم أن الرئيس الأسد اتفق خلال اتصال هاتفي مع أمير قطر في اليوم الأول للعدوان على الدعوة بصفته رئيسا للقمة العربية إلى قمة عربية طارئة وسمو أمير قطر قال أن الدوحة مستعدة لاستضافتها وبدأت الجهود والاتصالات، واعتبر المعلم أن الدعوة للقمة اكانت مكتملة ام مصغرة او بمن حضر في دمشق وهي مقر القمة العربية الرسمي لكن الرئيس الاسد بعد تجربتنا في قمة دمشق العادية وتلكوء بعض العرب عن الحضور وحتى لاتكون نقطة خلافية اختار الرئيس الاسد عقد القمة في الدوحة عسى ولعل الاشقاء الذين لم يحضروا الى قمة دمشق أن يحضروا الى قمة الدوحة لكننا وجدنا أن المشكلة ليست فى دمشق بل هم لا يريدون أن يأتوا الى أى قمة بحجة عدم التحضير لهذه القمة، وأكدت وزير الخارجية السوري في الوقت نفسه ان سورية حريصة على الأمن القومي العربي لأننا ننهج سياسة مستقلة تنبع من مصالحنا الوطنية والقومية ولا اثر للآخرين علينا مضيفا اننا في سورية حريصون على ان تملك المقاومة الوطنية في لبنان قرارها وان تملك المقاومة الوطنية الفلسطينية ايضا قرارها ونحن نتشاور معهم وندلي برأينا ولكن في النهاية نحترم رأيهم وهم على الأرض من يتحمل نتائج قراراتهم ولذلك أؤكد ان القرار الفلسطيني بالنسبة لنا قرار من شان الفلسطينيين.
أما حول الموقف التركي من العدوان الإسرائيلي على غزة فوصفه المعلم بأنه نابع من قناعة بهذا الموقف ومجازفة بنفس الوقت لأن لتركيا حسابات أيضا فهي عضو في الناتو وتريد أن تكون في الاتحاد الأوروبي ولها التزامات ومع ذلك اتخذت هذا الموقف وهذا الموقف قد يكون له بعد شعبي أيضا، وأكد أن الموقف التركي ينبع عن قناعة صادقة لا خلفيات له سوى الاستجابة لنبض الشارع التركي.
فيما يخص علاقات سورية الخارجية قال المعلم أن الدبلوماسية السورية توازن بدقة في إقامة علاقاتها الدبلوماسية مشيرا إلى أن "العلاقة مع إيران علاقة إستراتيجية وعلاقتنا مع تركيا إستراتيجية ونحن نتمنى ونعمل أن تكون علاقاتنا العربية مثل ذلك وعلاقتنا مع قطر إستراتيجية ومع عمان ومع الجزائر وليبيا ونأمل أن تمتد للآخرين"، موضحاً نحن ننطلق من مصالحنا وخدمة الأمن القومي العربي ولذلك ننسق مع إيران وتركيا لان هذا التنسيق يقوم على أسس كيف نحمي المقاومة الفلسطينية وكيف نحمي المقاومة الوطنية في لبنان من خلال تشكيل عمق لها.
أما حول التغيير في السياسة الأمريكية ومراهنة سورية على ذلك قال وزير الخارجية نحن تعاملنا مع أسوأ سنوات إدارة الرئيس بوش وواجهناها ولم نرضخ وتحليلي أن أي إدارة ستأتي بعد هذه الإدارة لن تكون مثيلا لها.. قد تكون أفضل قليلا ولكن لن تكون أسوأ إطلاقا وكي لا نعلق أمالا كبيرة من الأفضل التريث لذلك يجب أن نعلق الأمل على أنفسنا.