بعدما استقبلته أغلب دول المنطقة… وفد العلماء المسلمين يمنع من زيارة مصر
في إطار جولته التي شملت كل من قطر والسعودية والأردن وسورية ومصر وتركيا لحث رؤسائها وملوكها على التحرك لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي إن مصر اعتذرت عن استقبال وفد الاتحاد ومقابلة الرئيس المصري محمد حسني مبارك معتبرة أن "الظروف غير مناسبة" لمثل هذه الزيارة.
جاء تصريح القرضاوي في مؤتمر صحفي عقده وفد الاتحاد في مطار الدوحة الدولي مسا ء الأربعاء بعد عودته من جولته، وطالب الوفد -حسب القرضاوي- الرؤساء والملوك الذين التقاهم بالتوسط لدى النظام المصري والضغط عليه من أجل فتح معبر رفح والسماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة، الذين يعانون من حصار خانق منذ ما يقارب سنتين ومن عدوان عسكري إسرائيلي منذ 13 يوما، وقال القرضاوي إن الرؤساء والملوك الذين استقبلوا الوفد "معظمهم تجاوبوا مع مطالبه وتفهموها، وبعضهم متحمسون لعقد قمة عربية، وآخرون يائسون مما يمكن أن تسفر عنه هذه القمة، وبعضهم يؤكد ضرورة توحد الفلسطينيين أولا"، وأكد الوفد للقادة الذين استقبلوه أن "خيار المقاومة في فلسطين لا بد أن يستمر وأن يلقى الدعم الكافي وأن يتم التصدي للمحاولات الإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية"، وكان القرضاوي صرح قبل الانطلاق في جولته انه سيلتقي العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد، في اليوم الذي يليه، مشيراً أن الوفد سيدعو حكومات الدول التي سيزورها إلى "قطع كافة أشكال العلاقة مع الكيان الإسرائيلي دبلوماسية او اقتصادية او ثقافية او امنية"، مضيفاً انه سيتم "حث القادة على تصفية خلافاتهم، وتوحيد صفوفهم، الأمر الذي يهيئ مناخا مواتيا لتوحيد الموقف الفلسطيني ورأب الصدع على أساس من الالتزام بثوابت القضية الفلسطينية".
يذكر أن الرئيس السوري، بشار الأسد، كان استقبل وفد القرضاوي الاثنين الماضي وحثه على "حشد التأييد، ودفع الشعوب العربية والإسلامية لتقديم المساعدة للشعب الفلسطيني المقاوم"، وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أنه "كان هناك اتفاق وتطابق في وجهات النظر حول أهمية تكثيف الجهود العربية والإسلامية على جميع المستويات لوقف هذا العدوان، وضرورة تقديم كل الدعم اللازم لتعزيز الصمود الفلسطيني ونصرته"، فيما عبر الوفد عن "تقديره العالي لمواقف سوريا الداعمة للمقاومة، التي تتلاقى مع رغبة الشعوب العربية والإسلامية، وللجهود التي يبذلها الرئيس (الأسد) شخصياً لإيقاف المجزرة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين العزل، وضمنها الدعوة التي وجهها لعقد قمة عربية طارئة".
يذكر أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وإسرائيل كانتا كشفت كيفية تعاون مصر مع إسرائيل في تسهيل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، حيث أكد قيادي محلي في «حماس» في مدينة رفح إن القوات المصرية كانت على علم بموعد الغارات الجوية، وفي تصريح لصحيفة الأخبار اللبنانية، نوه مصدر من حماس أن القوات المصرية رفعت الرايات لإرشاد الطائرات الإسرائيلية وتنبيهها إلى أنها مواقع مصرية لا فلسطينية، وكان مصدر عسكري اسرائيلي، أكد أنّ الجانب الاسرائيلي أبلغ الجانب المصري بنيته قصف المواقع الفلسطينية والأنفاق في منطقة رفح وبمحاذاة الحدود المصرية، وهو ما أشار إليه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، في ما أكد شهود عيان أنّ الأمن المصري انسحب من تلك المنطقة، بعدما كان منتشراً فيها عقب التوتر التي وقع في المنطقة بين شبان فلسطينيين حانقين والجنود المصريين، علماًَ أن مصادر فلسطينية "مطلعة جداً" كانت كشفت لصحيفة القدس العربي أن مدير المخابرات المصرية عمر سليمان قال لعدد من قيادات حماس التقت به مؤخراً بأنّ مشعل و"عصابته" سيدفعون ثمن الموقف الذي أفشل الحوار في القاهرة، لافتة إلى أنّه قال لعاموس جلعاد: إن قيادة حماس أصابها الغرور، وهي تتعامل مع مصر بفوقية واشتراطات، وانه لا بدّ من تأديب هذه القيادات، حتى تستفيق من أحلامها على حد وصفه، وانه يعتقد أنّّ تأديب قيادات حماس لا ينبغي أن يقتصر على قطاع غزة فحسب، بل لا بدّ أن تشعر قيادات حماس في دمشق بأنها ليست بمنأى عن الخطر كذلك.