أهداف العدوان الهمجي الإسرائيلي على غزة
مهما قيل وسيقال عن عدوان إسرائيل الهمجي على غزة فالعدو خطط له على هذا الشكل وهذه الصورة.فالعدو الإسرائيلي قرر بعد مخاض عسير ومشاجرات بين حكامه وصلت إلى حد تبادل اللكمات والاتهامات, وصفع لوجوه بعضهم البعض بكل ما تطاله اليد, نتيجة ما آل إليه
وضع الكيان الصهيوني الذي بات محكوم عليه بالزوال بعد هزيمته في لبنان عام 2006م, وعلى ما راحت تعانيه أنظمة العلة والاعتلال ومعها طابور الخونة والعملاء من ذل وهوان ومستقبل كالح السواد ليس لهم فيه أمل في البقاء والديمومة أو الاستمرار.
ومن خلال عدة جلسات لمجلس وزراء أمن إسرائيل المصغر الذي يحضره وزير الدفاع أيهود بارك ورئيس الأركان غابي أشكنازي وقادة الأحزاب, تداول المجتمعين فيما انتهت إليه إسرائيل وما تعانيه مع وأصدقائها وحليفتها الإدارة الأمريكية من غرق في الوحول والمستنقعات, حيث وجدوا أن المخرج الوحيد هو القيام بعدوان على غزة لعله يغير الصورة ويقلب الأوضاع, ومن ثم التحرش بحزب الله في لبنان للقضاء عليه على غرار قطعهم لرأس حماس.ورغم معارضة غابي أشكنازي وتنبيه الجميع إلى أن هذه العملية محفوفة بالمخاطر وستأتي بمردود عكسي. إلا أنه أجبر هو وإيهود أولمرت رغم أنفهما على إقرار العدوان ووضع خطط غزو قطاع غزة للاستفادة من الأيام المتبقية لإدارة جورج بوش في الحكم.على أمل أنهم سيحققون الأهداف التالية:
• إعادة المصداقية للإسرائيليين بالطغمة الحاكمة في إسرائيل ,وإعادة الثقة بالنفس لعناصر هذه الطغمة.
• وقف الانهيار داخل المجتمع الإسرائيلي.ولجم الانتقادات لإسرائيل داخل المجتمعات الأوروبية والأميركية بعد أن بدأت تشتد وتتعاظم, وباتت تشكل خطرا على مستقبل الكيان الصهيوني.
• تعزيز موقف معسكر الاعتدال والمفاوضات بعد أن فقد دوره وبات محاصرا ومعزولا في كل مكان.
• إلحاق الهزيمة بمعسكر الصمود والممانعة وتحرير الأرض والمقدسات بعد أن أصبح يملك الفعل القرار.
• الخروج من المأزق الداخلي الإسرائيلي الذي يتنازعه التخبط والانهيار.وخاصة حين لم تفلح تسيبي ليفني حتى بتشكيل حكومة رغم مفاوضات لأكثر من شهر بعد استقالة أولمرت المتهم بالفساد.
• وضع حد لتفاقم النزاع بين الأحزاب الإسرائيلية. فالقناعة لدى الجميع بأن الانتخابات المزمع إجرائها عام 2009م لن تمنح أي حزب من الأحزاب نسبة تؤهله لتشكيل حكومة جديدة.وأن الخروج من هذا المأزق يكون بوضع الإسرائيليين في دائرة الخوف والخطر لتحقيق مصالح انتخابية.
• محاولة حزبي كاد يما والعمل الحد من تصاعد التأييد لليكود بشن حرب على غزة يصر ويدعوا إليها الليكود وبذلك يخطفان مكاسب انتخابية على حسابه, ويحملانه وزرها إن كان مصيرها الفشل.
• قضائهم على حماس سينظر إليه على أنه قصقصة للحلف والأذرع الإيرانية في المنطقة. وهذا بنظرهم سيغري الإدارة الأمريكية القادمة بمنح إسرائيل حق توجيه ضربة لتدمير مشروع إيران النووي.
• إعادة الاعتبار للجيش الإسرائيلي بعد أن فقد ثقة الإسرائيليين, ورفع روح إفراده المعنوية المنهارة من خلال خطف نصر سريع على قطاع غزة المحاصر والمعزول قبل أن يتداعى وينهار الحصار.
• تقديم رأس حماس كهدية لمحمود عباس ليسبح ويمرح بالمفاوضات, وإنهاء حرجه بتعامله معها بعد تصنيفها منظمة إرهابية.وتوفير الظروف الملائمة لعباس لإعلان حالة الطوارئ ليوقف العمل بالدستور ويستمر بالحكم طالما لا مجال لإجراء الانتخابات.ومن ثم إجباره على توقيع معاهدة أمنية على غرار الاتفاقية الأمنية العراقية الأمريكية تخول إسرائيل حق التدخل والاجتياح في كل وقت, وحق الاغتيال والتصفية والاعتقال لأي فلسطيني ترى فيه خطرا عليها بذريعة محاربة الإرهاب.
ولتحقيق هذه الأهداف تقرر شن العدوان على غزة بذريعة القضاء على خطر صواريخ حماس التي تهدد امن المستوطنات. والاستفادة من الظروف الحالية لاعتقادهم أنها تصب في مصلحة إسرائيل. ومنها:
1. استثمار نتائج حصار ظالم سيؤمن لهم انعدام المقاومة والصمود نتيجة المعاناة من الحصار.
2. تأييد وترحيب الشارع الإسرائيلي وسكان المستوطنات والأنظمة والقوى المعادية لحماس.
3. استغلال غياب القرار الأميركي بسبب عملية الاستلام بين إدارتين حالية وجديدة.
4. الاستفادة من الوضع العربي الذي يعج بالمشاكل والخلافات والانقسامات بين أنظمته.
5. استغلال فرصة انشغال الناس بأعياد الميلاد و عيدا رأس السنة الهجرية والميلادية.
6. الاستفادة من ظروف الشتاء كالبرد القارس والظلمة الحالكة في الليل في هذه الفترة للتأثير على معنويات الفلسطينيين ومقاتلي حماس كي تكون مقاومتهم عديمة الجدوى.
وفي جلسة 26/12/2008م أقرت خطة العدوان وتقرر تنفيذها صبيحة اليوم التالي (يوم السبت).بعد أن سبق ذلك تحشد كبير للقوات والمدرعات والمدفعية في مناطق معدة مسبقا ضمن المستوطنات المحيطة بالقطاع.
أولا ـ خطة العدوان: أطلق عليها أسم عملية الرصاص المصهور المتدفق.وبعضهم كناها بالقوة المتدحرجة. على أن يتم تنفيذها على مرحلتين. مع لحظ إضافة مراحل أخرى حسبما يقتضيه الموقف وتطور الأوضاع لضمان تحقيق النجاح.وتركت مدد الإنجاز لكل مرحلة مفتوحة للحد من خسائر القوات بالعتاد والأرواح.
• المرحلة الأولى: وهدفها إدخال حماس في حالة من الصدمة والذهول من خلال قصف جوي وبحري ومدفعي مركز وعشوائي ومستمر على مدن وقرى القطاع لتصعيب وتعقيد الأمور أمام حركة حماس بحيث تدفعها للاقتناع بعدم جدوى المواجهة مع القوات الإسرائيلية. وبعد مرور أكثر من أسبوع فشل العدو في تحقيق هدفه وبقيت حماس متماسكة ومعها سكان القطاع. مما أضطر إسرائيل إلى إضافة فقرة جديدة على هذه المرحلة حيث حركت مدرعاتها إلى مسافة 300م داخل حدود القطاع وتكثيف القصف الجوي ليطال المباني والمنشآت المدنية كالشوارع والطرق والجسور والساحات والمباني السكنية وباقي المنشآت المدنية لخلق صعوبات لدى حركة حماس تمنعها من تعزيز قواتها ومنعها من تركيز جهودها ومنعها من تركيز الجهود على القواطع.بحيث تجبر حماس على الخروج لمواجهة العدو في مواقع مكشوفة يسهل على الجيش الإسرائيلي تدميرها بسهولة. وحين لم تفلح في هذا الهدف راحت تضيف إلى هذه المرحلة فقرات جديدة لعلها تفلح في استدراج حماس إلى احتلال خطوط دفاعية في السهول وخارج المدن أولا,و لإرهاب حماس من خطورة المرحلة الثانية .
• المرحلة الثانية: وتقرر تنفيذها بعد 12يوم بدلا من 4أيام كما هو مخطط. بحيث يتم من خلالها السيطرة على أجزاء واسعة من القطاع بهدف اقتحام غزة ومدن وقرى القطاع. ولأن إسرائيل تتحاشى هذا الوضع المربك لقواتها راحت تجزأ العمليات إلى فقرات عدة كي لا تجد نفسها مجبرة على الدخول في قتال شوارع ومدن, فدفعت بادئ الأمر بقواتها لاحتلال بعض مقاطع الطرق والتفرعات والنقاط وبعض القرى المنعزلة بعمق3 ـ 4كم لإحكام تطويق حماس وممارسة كافة أشكال الضغط عليها. إلا أن حماس كانت متمسكة بتنفيذ خطة دفاعها وفق أساليب وطرق تخدم أهدافها مما وضع القوات الإسرائيلية في حالة من التوتر والترقب والخوف والرعب لأن تكون عرضة لمواجهات واشتباكات محدودة تستنزف فيها القوات الإسرائيلية. ومن ثم لدفع القيادة الإسرائيلية للتخلص من هذا الوضع الشاذ وإجبارها على اقتحام غزة ليتم تدميرها من قبل مقاتلي حماس على خطوط القتل والتدمير المعدة مسبقا.وهنا وجدت القيادة الإسرائيلية نفسها في وضع أشبه بأنها باتت هي المحاصرة وليس من سبيل أمامها سوى اقتحام غزة وعندها ستتكبد الخسائر الفادحة. وخاصة أن رئيس الأركان أشكنازي نبه القيادة السياسية أنه سيتصرف كعسكري بعيدا عن الصخب الإعلامي وسينفذ الأوامر ولكنه لن يتحمل المسئولية السياسية والعسكرية عن أفعاله وقراراته أو عن نتائج أو مصير العملية. لذلك سارع لوضع القيادة السياسية في جو هذه الورطة. وهو من البداية عارض العملية لأنه يعرف أن نجاحها مستحيل,وأنها لن تكون أكثر من غوص لإسرائيل في الوحول. وراح يلح على الحكومة منحه الموافقة على الاقتحام إلا أن حكومته باتت مرتبكة وفي ورطة حين بدأت حربا حسمها أو الخروج منها بات مشكلة وستطيح برؤوس كثيرة.
ثانيا ـ موقف العدو الإسرائيلي:تبين غباء قيادة العدو بشقيها السياسي والعسكري من خلال التالي:
1. حين حشدت قوى ووسائط واستدعت الاحتياط لمواجهة حركة حماس داخل فلسطين وعلى خطوط مواجهة لا تتحمل هذا الحجم من القوى والوسائط وبأكثر بعدة مرات بما يتناسب وطبيعة الأرض والمواجهة والذي بات يشكل ثقلا على الجندي الإسرائيلي والقيادة العسكرية ويمنح مقاتلي حماس فرصة ذهبية لقنص أو القضاء كل وحدة أو جندي أو عتاد يصبح ضمن مجال أسلحة نيران مقاتليها البواسل.وحشر القيادة الإسرائيلية في مواقف صعبة تجعلها مترددة في اتخاذ قرار يؤمن لها تحقيق النصر. واعتمادها فقط على قصف كثيف ومدمر وعشوائي لقرى ومدن القطاع من الطيران والحوا مات والقطع البحرية والدبابات والمدفعية المتمركزة في البحر وعلى التلال المطلة على القطاع لعلها تجبر السكان على الفرار , أو توهن من قدرة حماس على الصمود والمواجهة.وراحت تلقي بالمناشير التي تحض السكان على هجر مدنهم وبيوتهم وقراهم لترحيلهم خارج القطاع بأسلوب أكثر همجية من حرب عام 1948.وبعد أن عجزت القيادة الإسرائيلية من تحقيق أي هدف فإذا بها تجد نفسها في ورطة وأنها تغوص بمستنقع أشد مرارة من المستنقع الذي تغوص فيه القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان. وتبين للقيادة الإسرائيلية أن اقتحام غزة لن يكون مصيره أفضل من مصير هتلر في ستالينغراد.وأن اقتحامهم لغزة ليس سوى عملية انتحار.
2. ونتيجة هذه الهمجية في القصف الذي أستهدف السكان والأطفال والنساء وجدت إسرائيل نفسها في حالة لا تحسد عليها.فانقلب السحر على سحرتها من الساسة والجنرالات الأغبياء و الحمقى والمجرمين والإرهابيين ,وبدئوا يدورون في حلقة مفرغة .
3. تصاعد المعارضة الشعبية والرسمية في جميع دول العالم ضد هذا العدوان البربري والهمجي.
4. استمرار حماس بإطلاق صواريخها وهذا دليل على فشل تحقيق الهدف من العدوان.
5. التنديد بالعدوان بعد أن غدا القصف يقتل المدنيين من الرجال و النساء والأطفال.
6. خشية الإسرائيليين في شمال ووسط فلسطين من قيام حزب الله بقصف صاروخي مدمر.
7. قناعة الجندي الإسرائيلي بأن هدف العدوان إنما هو لغايات انتخابية وحزبية وشخصية.
8. انعدام ثقة الجندي الإسرائيلي بقياداته, والنظر إليها على أنها شخصيات فارغة عسكريا وسياسيا وأخلاقيا ومنغمسة بالفساد مع أسرها ومدانة ومتهمة من أكثر من لجنة تحقيق.
9. المجازر والفظائع المرتكبة التي طالت القطاع نزعا كل شرعية وغطاء عن إسرائيل, ومنحا حركة حماس شرعية حق الرد لمواجهة العدوان بكل الطرق المناسبة وبكل الوسائل المتوفرة.
10. تكرار القيادة الإسرائيلية لنفس الخطأ الأميركي في حربه على الإرهاب. وذلك من خلال محاولة إخضاع الفكر المقاوم عنوة وبالقوة العسكرية وهذا من المستحيل وتصرف عبثي.
11. الحصار الظالم لقطاع غزة جذر في نفس كل فلسطيني الإصرار على مواجهة الحصار والتصدي للعدو الصهيوني بروح المقاومة وبأساليب المقاومة.وبات على قناعة راسخة بأن نهج المقاومة هو الطريق للتخلص من وضع الإرهاب والجور الذي تمارسه عليه إسرائيل.
12. فشل الإعلام الإسرائيلي وإعلام الدول المتواطئة معها في تبرير وتسويق العدوان . حيث أضطر هذا الإعلام هذه المرة لاتخاذ موقف الدفاع. ومع ذلك كان دفاعه واهن وضعيف وغير مجدي. فالعالم برمته أدان العدوان الإسرائيلي على غزة ولا يوجد من هو مستعد لأن يسمع أو يصغي للمزاعم الإسرائيلية بدفاعها عن مواطنيها والتي لا تتطابق بتاتا مع صورة الواقع الراهن على الأرض. حتى أن الإعلام الأمريكي والغربي بدأ بعرض الصراع على انه صراع مستمر ومفتوح منذ عام 1948م ,وهذا معناه أن الوجود الإسرائيلي رغم مرور ستة عقود مازال وجودا قلقا وغير مستقر, وقد لا يكون له من استمرارية كما كان يتمنى ويرغب أصحاب المشروع الصهيوني. وحتى هذا الإعلام المتعاطف مع إسرائيل لم يجرأ على إنكار ما يحصل من جرائم ومجازر لكي لا يخسر جمهوره الذي باتت غالبيته العظمى تدين وتشجب هذا العدوان. حتى أنه راح يركز على صورة قادة إسرائيل الخائفين من الهزيمة.
وأمام هذا الوضع لجأت إسرائيل إلى امتصاص هذه المعارضة وهذا الغضب الدولي من خلال استنساخ أسباب أخرى للعملية. حيث صرحت ليفني بأن العدوان تم الاتفاق بشأنه مع أطراف عربية للقضاء على حماس حليفة إيران .ومن ثم تصريح أولمرت بأن هدف العدوان هو القضاء على تمرد حماس وإخضاع القطاع لسلطة محمود عباس. في حين برر باراك عملية العدوان بأن القيادة الإسرائيلية لجأت إليه وهي مضطرة.حتى أن غيظه من الفشل والهزيمة اللذان بدأ يرتسما على محياه دفعه لتهديد حزب الله وأطراف عربية أخرى بحرب جديدة.
ثالثا ـ موقف حركتي حماس وباقي الفصائل: قادت حكومة إسماعيل هنية الشرعية المواجهة مع العدو الصهيوني بفن وبراعة وخبرة ومهنية, حتى أن الكثير ممن تعامل معها لم يقرأ بشكل صحيح ما تعنيه مواقفها ومواقف حركة حماس ففسرها بشكل خاطئ باتت وبالا عليه. وجاء تصديها للعدوان الصهيوني البربري شاهد إثبات على أن حكومة هنية وحركتي حماس والجهاد الإسلامي هم قوى صمود وممانعة ومقاومة وطنية عربية وإسلامية بامتياز.فالروح المعنوية العالية لمقاتلي كل من حركتي حماس والجهاد تفرض على من يتنطح لمواجهتهما أن يحشد لقاء كل 1000 مقاتل منهما أكثر من 10000جندي,وأن يكون مستعدا لتحمل خسارة بحدود3- 5 جنود مقابل القضاء على مقاوم واحد. وإسرائيل بقيادتها وجنرالاتها لا طاقة لهما على تحمل مثل هذه الخسائر.
وموقف حماس رغم ما تعانيه من ضغوط وما يواجهها ويواجه سكان القطاع من صعوبات دفع بها لتكون أكثر قوة على الصمود والتصدي ومواجهة العدوان الصهيوني. فشتان شتان بين رجال يطلبون الموت دفاعا عن الحقوق والأوطان وإعلاء كلمة الله لينالوا شرف الشهادة وبين جنود يقاتلون دفاعا عن ما أغتصبه وسرقه المستوطنون وزعمائهم من حقوق الفلسطينيين وما دنسوه من مقدسات وما ارتكبوه وزعمائهم وآباؤهم من مجازر بحق الشعب الفلسطيني. وحماس بمواجهتها الباسلة للعدو الصهيوني حققت الكثير من الأهداف.ومنها:
1. وحدت الشارع الإسلامي بكافة طوائفه ومذاهبه بموقفها المقاوم.ونزعت الشرعية عن دعاة محاربة الطائفة الشيعية بذريعة دفاعهم عن السنة, وعرتهم على أنهم كاذبون ومنافقون وأعداء للإسلام.
2. قبلت التصدي للعدوان دون اعتمادها على احد سوى حب نيل شرف الشهادة والاستشهاد.وحتى إصرارها على فتح معبر رفح إنما كان سببه تأمين الغذاء والدواء للمدنيين من سكان القطاع.
3. حظيت بتأييد الطوائف المسيحية في فلسطين والعالم العربي وحتى بقطاع واسع من اليهود.مما دفع ببابا الفاتيكان والمرجعيات الأخرى بضرورة وقف المجازر وإراقة الدماء وإيقاف هذا العدوان الهمجي.
4. أنعكس إصرار الحكومة المصرية على إغلاق معبر رفح بهدف الضغط على حماس بشكل مغاير لما كان متوقع من قبلها والإدارتين الأمريكية والإسرائيلية وبعض الأنظمة العربية والإسلامية المتواطئة.حيث ألهب التعنت بإغلاق المعبر شعلة الصمود والتصدي وحب الشهادة في نفوس الفلسطينيين مما أنعكس سلبا على إسرائيل وحكومة مصر والإدارة الأمريكية وأنظمة العلة والاعتلال العربية والإسلامية.
5. وضع العدوان الكثير من الحكومات والأنظمة العربية والإسلامية والأوروبية في حرج كبير بين مواقفها الصامتة من العدوان أو المؤيدة له والمعادي لحماس وبين مواقف شعوبها المناقضة لمواقفها.
6. استمرار حماس بتحدي العدو من خلال قصف المستوطنات بالصواريخ بشكل يومي رغم إدراكها بأن هذه الصواريخ لن تحطم إسرائيل ولكنها دليل على حضور قوي للحركة وقوى المقاومة والممانعة وجماهير الأمتين العربية والإسلامية ,وفشل ذريع للأسلحة المتطورة وأجهزة الاستطلاع الفائقة الدقة والمتقدمة في تحديد أماكن الصواريخ أو القضاء عليها. وهذا دليل على أن العدوان لم يحدد هدفه, ودليل على فشل الخطط والعمليات الإسرائيلية والذي يعني هزيمة إسرائيل في غزة.
7. صمود حركة حماس وباقي الفصائل أذهل العالم والمجتمع الدولي حيث أن مساحة القطاع صغيرة كثيرا والحركة محرومة من أي عمق استراتيجي يكفل لها الإمداد وحرية التحرك والمناورة.
8. بنت أجماعا عربيا وإسلاميا على صحة مواقف سوريا وحماس وحزب الله من العدو الصهيوني.
9. حجمت حماس مواقف التيارات والقوى والأحزاب والشخصيات المناوئة والمعادية لفصائل المقاومة.
10. دفعت بشعوب العالم لدعم ونصرة فصائل المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق.
رابعاـ التوقعات المحتملة: يمكن القول أن عدوان إسرائيل محكوم عليه بالهزيمة مهما طالت أيامه.فالصواريخ بقيت تطلق بعد أن فشلت كل هذه القوى والحجم الكبير من الوسائط المزودة بأحدث التقنيات في كشف مواقع إطلاق الصواريخ. واقتحام غزة والقضاء على حماس سيكلف إسرائيل أكثر من 20000جندي قتيل إضافة إلى أكثر من 3000 جريح. ومجلس الأمن سيجبر على اتخاذ قرار لوقف إطلاق النار بعد أن بدأت إسرائيل تطلب من الإدارة الأمريكية العون والإنقاذ والمدد.والحكومات الأوروبية باتت محرجة ولن تجرأ بالتستر أو الدفاع عن جرائم إسرائيل. وسيكون لهذا العدوان تداعيات خطيرة جدا على أكثر من صعيد. فثقافة وفكر ونهج المقاومة هو من سيسود وكل نقيض له مصيره إلى زوال.وربما سنرى هذا العام بعض من هذه التداعيات كأن نرى سقوط بالجملة لحكام إسرائيل وحتى ملاحقتهم كمقصرين ومجرمي حرب.والشعبين العربي والإسلامي لن يصفحا لكل من تواطؤ مع العدو الإسرائيلي في هذا العدوان الهمجي والإجرامي والبربري.أو آثر الصمت أو تلكأ في الانتصار لشعب غزة الذي أعتدت إسرائيل عليه.أو ألقى باللوم والمسئولية على حركة حماس.