فيصل المقداد: الحكومة السورية لم تقل كلمة لا للجنة المراقبين
ضيف هذه الحلقة من برنامج “حديث اليوم” هو نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد
يقول ضيف الحلقة انه طيلة الشهرين الماضيين لم تقل الحكومة السورية كلمة لا للمراقبين حيث قاموا بزيارة أي مكان ارتأوا أن يزوروه في الجمهورية العربية السورية الا تلك الأمكنة التي منعتهم الجماعات الارهابية من زيارتها.
وأضاف الدكتور المقداد ان القيادة السورية حددت 3 او 4 أهداف ومهام أساسية من بعثة المراقبين وهي:
اولا: نحن مع خطة عنان وقد نفذنا الكثير مما ورد في النقاط الست على الرغم من كل ما يقال ولا نتفق معه
ثانيا: نحن مع عمل بعثة المراقبين وكما ذكرت قدمنا لها كافة التسهيلات الممكنة
ثالثا: نحن مع حماية المراقبين وأمنهم الشخصي وتأمين حياتهم وحركتهم
رابعا: لم تمنع بعثة المراقبين من الوصول الى اي مكان لاننا واثقون من ان الارادة السياسية الموجودة لدينا مبنية على الحوار اما تزويد الجماعات المسلحة باحدث الاسلحة القاتلة وأجهزة الاتصال الحديثة وهو ما يعيق التوصل الى حل سلمي.
نص الحوار
س- الجنرال مود اعتبر أن ارتفاع حدة العنف والافتقار إلى الرؤى لإيجاد حل سلمي، وكذلك سعي جميع الأطراف في سورية لتجسيد قواعدها العسكرية ومراكزها، هو السبب وراء إيقاف عمل البعثة. برأيكم هل هذا هو فعلاً السبب الأساسي أم أن هناك خلفيات أخرى لهذا القرار؟
ج- أولاً أرحب بروسيا اليوم لأنها تتيح للرأي الآخر المشاركة، وإعطائنا فرصة لشرح الوضع من المنظور السوري. عندما قدمت سورية كل التسهيلات غير المسبوقة في تاريخ عمليات نشر مراقبين للامم المتحدة فإنها كانت صادقة في توجهها لدعم خطة السيد عنان وبإعطاء دور حقيقي للمراقبين، ثانياً طيلة الشهرين الماضيين لم نقل كلمة لا للمراقبين، حيث قاموا بزيارة أي مكان ارتأوا أن يزوروه في الجمهورية العربية السورية دون أي قيود، إلا تلك الامكنة التي منعتهم المجموعات المسلحة من زيارتها. الآن أعود إلى الإجابة على سؤالكم ـ بشكل مباشر ومختصر ـ نحن حددنا ثلاثة أو أربعة أهداف أساسية في التعامل مع البعثة، أولاً نحن مع خطة السيد عنان وأعتقد أننا نفذنا الكثير الكثير من النقاط الست على الرغم من كل ما يقال، ونحن لم ولن نتفق مع الكثير مما يقال وخاصة عندما يأتي ذلك من جهات معروفة بعدائها لخطة عنان. ثانياً نحن مع عمل بعثة المراقبين وكما ذكرت قدمنا لها كل التسهيلات الممكنة. ثالثاً نحن مع حماية المراقبين وتأمين أمنهم الشخصي، وتأمين حياتهم وحركتهم في كل أنحاء سورية، وهذا هو البعد الذي ادى إلى أن نوظف عناصر كثيرة تسير مع البعثة في كل توجهاتها، في كل تحركاتها من أجل تأمين حمايتها. والبند الرابع ـ كما ذكرت ـ لم نمنع البعثة من الوصول إلى أي مكان تريد الوصول إليه. فنحن واثقون بأن الإرادة السياسية ـ لدينا نحن في الحكومة السورية ـ راسخة بأنه لا حل للمشكلة التي نواجهها إلا بالحوار السياسي، وأن أي تزويد للمجموعات المسلحة بهذه الأنواع القاتلة من الأسلحة بما في ذلك أجهزة الاتصال هي التي تعيق التوصل إلى حل سلمي، وهي التي تساهم في سفك دماء السوريين.
س- روسيا والولايات المتحدة تبادلتا الاتهامات حول مسألة تزويد سورية بالسلاح، روسيا دافعت عن موقفها بأنها تقوم بتوريد الأسلحة في إطار عقود موقعة، وهذه الأسلحة هي بحد ذاتها هي أسلحة دفاعية، لكن روسيا بنفس الوقت وجهت أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة بانها تقوم بتزويد المعارضة بالسلاح!
ج- أود أن أشير إلى ما تقوم به الولايات المتحدة من دعم بشكل لا محدود، وأحدث الأسلحة الفتاكة بما في ذلك أسلحة الدمار الشامل لإسرائيل، ولا نجد أي تردد للقيام بذلك. بغض النظر عن هذه الدعايات، من حق سورية وهي التي تواجه عدو يحتل أرضها أن تمتلك الأسلحة التي يمكن لها أن تدافع بها عن سيادتها وعن شعبها. فيما يتعلق بالدول التي تقوم بتزويد الإرهابيين والقتلة بمعدات، هذا أصبح أمراً واقعاً ونحن نتحدث عنه ليل نهار ونرجوا من السيد عنان والذين يتابعون خطته أن يشيروا إلى هذه الدول باصبع الاتهام، لأنها لو تخلت عن إمداد هذه المجموعات المسلحة بالدعم المادي والمالي، وتخلت عن تزويدها بأحدث الأسلحة وأجهزة الاتصالات، وهو سلاح فتاك في المعارك كما يعرف الجميع، وليس كما يدعي الأمريكيون والفرنسيون، إذاً هم يشاركون بدعمهم بأجهزة الاتصالات بما تقدمه الدول الاخرى من تسليح. بمعنى أن هذه الاتصالات هي التي تنسق عمل هذه الأسلحة، إذاً هم يساهمون في قتل وسفك دماء الشعب السوري. قلت إذا توقفت هذه الاطراف عن تقديم هذه الإمكانيات للمسلحين، فسيجلس السوريون يوم غد على طاولة المحادثات والحوار الوطني، لكي نساهم جميعاً في حقن دماء السوريين وفي وقف هذا الخطر الذي يهدد المنطقة والعالم.
س- هناك أصوات كثيرة بدأت تتعالى في الاونة الأخيرة مطالبة القيادة العسكرية في سورية بالحسم العسكري، ومطالبة أيضاً بحماية المواطنين وتأمين الأمن لهم. هل بالفعل هناك خلاف ما بين القيادة السياسية والقيادة العسكرية حول الرؤى للخروج من الأزمة السورية؟
ج- أنا أعتقد أنه واهم من يتحدث عن ذلك، وعندما يتحدث البعض عن الحسم فهم لا يعرفون ما يجري داخل سورية. أنا أعتقد أن الوضع محسوم في سورية، ولا حاجة لحسم، الوضع محسوم لأن هؤلاء المسلحين والعصابات الإرهابية لا يمكن ان تصمد أمام القوة التي تتمتع بها سورية في مواجهة المجموعات المسلحة وأوكارهم، وما يقومون به. لكن السؤال، لماذا لم تقم قوات حفظ النظام بهذه المهمة؟ نحن نعتقد ان هذه المهمة مكلفة، ومكلفة بشكل أساسي على صعيد المدنيين، وعلى صعيد البنى التحتية في الجمهورية العربية السورية والممتلكات الخاصة والعامة. لذلك لو أردنا ان نمارس هذا الشيء لكان قد تم منذ زمن طويل. ما نريده هو ـ وأنا أتوجه إلى كل السوريين، بمختلف ولاءاتهم وانتماءاتهم ـ أنه يجب وقف حمام الدماء، على من يسمي نفسه ومعارضة ان يأتي إلى طاولة المباحثات، لأن استمراره في سفك دماء السوريين قد يصل إليه وإلى عائلته وإلى أخوته وإلى والدته وإلى أبيه، فهذا الأسلوب أثبت عقمه في معالجة المشاكل الداخلية.
س- المجتمع الدولي دائماً يتوجه إلى القيادة السورية باعتبارها الطرف الأقوى عملياً في هذا الصراع الحالي، هل بالفعل هناك خطوات ـ الآن ـ جديدة ستعمل عليها القيادة السورية من أجل إيجاد مخرج من هذه الأزمة؟
ج- حقيقة، أنا أعتقد أن هذه الفكرة تنسجم مع القول المأثور، تسمعها تعجبك لكن ما يكمن وراءها خطير، وخطير جداً. وهذا ما أوضحناه عدة مرات للبعثة ولكل من يتصل بنا. نحن أقوى، فعلاً، هذه حقيقة ثابتة، نحن أقوى لأننا موجودون على الأرض، نحن أقوى لأن القوة بيدنا، لكن عندما يقتل العسكري السوري، عشر مرات في اليوم نتيجة هجمات الإرهابيين والمسلحين، وعندما يقتل المواطن السوري لا لسبب أو لجريمة اقترفها، إلا لأن هذا المجرم مطلوب منه أن يقتل عددا ما في هذه المنطقة أو تلك، عندما يكون مطلوباً من المجموعات المسلحة أن تغلق المحلات التجارية بالقوة، عندما يعكسون هذا وكأنه إضراب من قبل التجار في هذه المنطقة أو تلك، بينما هو خوف هؤلاء التجار، لأن المجرمين يكتبون لهم إذا لم تغلق محلك فسوف نقوم بحرقه. لا يوجد إضرابات ولا يوجد أي شيء من هذا القبيل، والشعب السوري بمختلف ولاءاته مازال يؤمن بدعم الحكومة وبدعم الاصلاحات التي طرحتها القيادة والتوصل إلى حل يعيد لسورية قوتها ومركزها في المنطقة وخارجها. لذلك نحن نقول بأن هذه كلمة حق يراد بها باطل، لكن بشكل أساسي، عندما يتوقف العنف من قبل المسلحين، عندما تتوقف عملية قتل المواطنين الأبرياء من قبل المسلحين، فأنا أؤكد لك أن سورية ستستقر، وسنذهب فوراً إلى الحوار الوطني الذي سيعبر عن رغبة وتوجهات السوريين للتوصل إلى الاصلاحات المطلوبة بما يخدم استقرار وأمن سورية.
س- وأخيراً حول المؤتمر الذي دعت له روسيا، وعلى تاكيدها على ضرورة حضور جميع دول الجوار، بما فيها الدول الاقليمية الأخرى التي لها تأثير على الملف السوري. برأيك هل ستقوم الدول التي تقوم الآن بدعم المعارضة السورية بتلبية مثل هذه الدعوة، أو محاولة إنجاحها على أقل تقدير؟
ج- نحن لدينا ثقة بما تقوم به القيادة الروسية، وحريصون على أن تنجح القيادة السورية في تحقيق ما تصبو إليه، نحن نعتقد أن الموقف الروسي تجاه سورية ينبع من عنصرين أو ثلاثة، أولاً احترام ميثاق الأمم المتحدة، احترام القانون الإنساني الدولي، ثالثاً احترام القيم التي يجب أن يبنى عليها أي نظام دولي جديد، بعيداً عن الهيمنة الاستعمارية التي تسعى الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في فرنسا وفي بريطانيا ودول أخرى من الاتحاد الأوروبي، مع عملائهم الذين لاقرار لهم سوى تنفيذ أوامر الولايات المتحدة والغرب ضد سوريةـ وأقصد عملاءهم في المنطقة العربية ـ لذلك نحن حقيقة لم نناقش هذا الموضوع، نعتقد أن ما تقوم به روسيا الاتحادية عمل يجب أن يخدم المصلحة السورية، ونعتقد أنه يجب أن تشارك في اجتماع كهذا ودون التدخل فيما يسعى إليه الأصدقاء الروس، يجب أن يخدم الأهداف الأساسية التي حددتها روسيا لمثل هذا المؤتمر، من الأطراف التي تتفق معنا والاطراف التي لا تتفق معنا، لكن يجب أن يكون هناك جهد معين لكي لا تستمر تلك الأطراف بانتهاك خطة عنان، وقتلها لخطة عنان ولأي أمل في إعادة الاستقرار والأمن إلى سورية. لكنني ـ من جهة أخرى ـ لا يمكن إلا أن أقول بأنني متفائل جداً تجاه مستقبل سورية.