الوضع الإنساني في غـزة مأسـاوي.. مجرمـو العصـر يحولـون القطـاع إلـى معتقـل
يعيش الفلسطينيون في قطاع غزة أوضاعا إنسانية مأساوية لا تقل خطورة عن الأوضاع الأمنية الناجمة عن استمرار العدوان الإسرائيلي الوحشي أكثر من أسبوعين بعد أكثر من عام ونصف العام من الحصار المشدد
على القطاع الذي يقطنه حوالي مليون ونصف المليون نسمة أغلبيتهم من اللاجئين ويعتمدون على المساعدات الدولية للبقاء على قيد الحياة.
وقال تقرير حديث للأمم المتحدة إن الوضع الإنساني في غزة يواجه أكثر من أزمة إنسانية وإن القطاع يواجه أزمة غذائية حقيقية فيما تواجه المستشفيات والعيادات الطبية انهياراً في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية.
ويوضح تقرير يومي للأمم المتحدة إن أكثر من80 بالمئة من سكان غزة يعتمدون الآن على المساعدات الغذائية وإن هذه النسبة تتزايد باستمرار وإن عدد المخابز التي تعمل في القطاع اقل من عشرين مخبزا حيث تضاعفت أسعار الخبز ثلاث مرات في ظل قلة الدقيق ويضطر الفلسطينيون إلى الانتظار لمدة تزيد على ثلاث ساعات أمام المخابز للحصول على الخبز وقد لايحصلون عليه في النهاية.
أما عملية الحصول على الماء فهي أكثر صعوبة، ويقول الفلسطينيون إن الماء لا يصل للمنازل ويشكل انقطاع الكهرباء معضلة أخرى، ولكنها أكثر خطورة على المستشفيات التي يفاجأ فيها الأطباء بانقطاع التيار أثناء إجراء العمليات الجراحية للمصابين كما يواجهون مشكلة نقص مواد التخدير اللازمة للعمليات الجراحية وتقدر وكالات الأمم المتحدة الإنسانية أن نحو ألف جهاز طبي قد تعطلت نتيجة مشاكل انقطاع الكهرباء.
واستهدفت القوات الإسرائيلية خلال عدوانها على غزة المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة كالاونروا ومنظمة الصليب الأحمر الدولي وطواقم وسيارات الإسعاف والصحفيين بعد أن استهدفت الأطفال والنساء والشيوخ والمستشفيات والمدارس ودور العبادة والمنازل.
وتستخدم إسرائيل في عدوانها قذائف وصواريخ محرمة دولياً حيث أوضح الأطباء إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تستخدم قذائف حارقة ومدمرة ضد المدنيين الفلسطينيين في القطاع ما أدى لبتر أطراف معظم شهداء العدوان، وإصابة الجرحى بحروق بالغة.
ونبه الأطباء إلى خطورة أوضاع المصابين نتيجة إصاباتهم بتلك القذائف المحرمة، فقد أعلن الطبيب بكر أبو صفية رئيس قسم الطوارئ في مستشفى العودة شمال قطاع غزة أن معظم الإصابات التي استقبلتها مشافي غزة تعاني من بتر بالأطراف جراء القذائف التي يستخدمها سلاح الجو الإسرائيلي.
وأضاف أبو صفية أن طبيعة هذه الإصابات لم تمر على الأطباء من قبل، وهو مايدلل على أن قوات الاحتلال تستخدم هذه القذائف لأول مرة.
وبين أن معظم المصابين والشهداء وصلوا إلى المشافي محترقين أو مقطعين إلى أشلاء، منبها إلى خطورة وضع القطاع الصحي بغزة والذي يعاني صعوبات كبيرة نتيجة الحصار والعدوان.
بدوره قال عمر أبو حصيرة الذي تضرر منزله نتيجة قصف البوارج الحربية الإسرائيلية على شاطئ بحر غزة إن رصاص البوارج أدى إلى احتراق الجدران وسقوطها وإلى حفر كبيرة وضخمة في الجدران المجاورة لمنزله.
وأضاف أبو حصيرة أن الرصاصات التي اطلقت من البوارج صغيرة الحجم ومع ذلك سببت هذا الدمار الكبير متسائلاً فما ـدراك بالقذائف والصواريخ التي لم تنقطع عن الهطول كالمطر على المواطنين في قطاع غزة.
غزة معتقل نازي ضخم
انضم رئيس حزب الجبهة الوطنية اليميني الفرنسي جان ماري لوبن إلى وزير العدل والسلام بحكومة الفاتيكان في وصف قطاع غزة بأنه شبيه بالمعتقلات النازية جراء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ اربعة عشر يوماً ما أدى إلى استشهاد 785 وجرح أكثر من 3300 آخرين.
وقال لوبن في حديث أمام الصحافة الفرنسية نقلته صحيفة لونوفيل أوبسرفاتور إن غزة معتقل نازي كبير والناس فيه ممنوعون من وسائل يدافعون بها عن أنفسهم مضيفاً إن الهجوم العسكري الإسرائيلي الضخم على شعب أعزل يعيش في غيتو مغلق لا يضاهيه إلا المعتقلات النازية وهو أمر صادم.
وبهذه التصريحات يلتقي جان ماري لوبن مع الكاردينال ريناتو مارتينو الذي صرح في وقت سابق بأن غزة مركز اعتقال نازي.