معذرة دماء الشهداء فقد أدمنا الجبن والبغاء
أنطلب المعذرة منك غزة أم نطلب العفو من فلسطين عنا؟نحن الشعوب العربية الغفيرة والتي تسجل كل ساعة مواليد جدد نفاخر بها الأمم ونظل نفاخر بأمجادنا وفتوحاتنا وانتصاراتنا العتيدة العديدة وصفحات التاريخ حافلة بانجازات امتنا الا من تحرير فلسطين!
عشرات ومئات الملايين تحمل بطاقات هوية عربية وجوازات سفر عربية وجنسية عربية وتنطق الجموع بالعربية ونغني ونشدو ونقارع الامم بانجازات حضارتنا العربية ونحن أبعد ما نكون عن الشعور بحقيقة الذل الذي نحياه كأمة عربية من المحيط الى الخليج!
الذل والعار الذي تسجله صفحات التاريخ كل يوم وكل ساعة ودقيقة تسطره أقلام المؤرخين لتقرأه الأجيال القادمة ومدادهم قطرات الدم العربي المراق والمسفوك في فلسطين لتكون صفحات التاريخ هي أجساد اولائك الأطفال وأشلائهم المبعثرة لا بفعل القنابل والصواريخ والقذائف الصهيونية الهمجية بل بأفعالنا الصامتة وجهودنا البائسة لتحرير فلسطين!
عجزت أمة العرب والاسلام لأكثر من خمسين عام عن تحرير شبر من أرض الأنبياء والرسالات أرض الكرامة والعزة مهد عيسى عليه السلام..
لم تستطع كل الأموال العربية والنفط العربي والثروات المضاربة بالبورصات العالمية وأسواق المال والنخاسة والعقول المدبرة على مر سنوات طوال من تحرير شبر واحد من فلسطين؟
لماذا لم تستطع وسائل الاعلام العربية بكل (كليباتها) أن توصل للعالم ما يعانيه شعبنا العربي بفلسطين؟ أم أن الكثير من الإعلام العربي أوجد ليكون منبرا لتخدير وتسطيح وتغريب الأجيال عن قضيتنا الأم!
لا زالت تلك الكلمات التي حفظناها في سنوات الدراسة الاولى تحفر في ذاكرتنا ونغنيها بين الحين والآخر ولم تستطع كل وسائل وطرق وأساليب الغزو الفكري والثقافي ولن تستطيع أن تمحو من عقولنا "فلسطين داري ودرب انتصاري"…
غزة- فلسطين..ماذا أعطيكي أجيبيني؟
قلقي..إلحادي..غثياني
أأقول أحبك يا فلسطين؟
نعم أحبك فمازال القول بإمكاني…
معذرة فلسطين…نرجو منك المعذرة فنحن أبناء وأحفاد الفتوحات والأمجاد العربية التي قررت أخذ استراحة طويلة جدا عندما وصلت تلك الفتوحات الى بواباتك فقد أصابنا التعب من بعد نضال قرون طويلة وأرهقتنا رفاهية ننعم بها جعلت منا أصنام على أبوابك ونفذ الوقود من عرباتنا المدرعة لأن السيارات الفارهة التي كنا نناضل من على صهواتها قد استهلكت كل النفط العربي ولن تعطينا اوروبا نفطا لنعاود النضال لأجلك..ولم نستطع خلال قرون نضالنا العربي ايجاد أي بدائل نملأ بها خزانات همتنا ونخوتنا وغيرتنا فعذراً لأننا كعرب نجيد إطلاق الرصاص في الأعراس وعلى بعضنا وذخيرتنا تنفد دوما اذا ما وجهت بنادقنا ومسدساتنا نحو من يغتصب فلسطين لنستمر بالنضال والكفاح متسلحين بالزغاريد والأهازيج ومواويل نتغنى بها ونرفع الرأس عاليا بانجازات أبي لهب وسلالاته اللامنتهية ونطلق قذائف من عبارات الاستهجان والاستنكار والتنديد متحدين بها كل قرارات منعها وتحريمها صهيونيا على أمة النضال والكفاح والجهاد…
فلسطين أيها الجرح النازف إلى متى ستبقى دماؤك مستباحة وكرامتنا العربية مداسة؟ إلى متى سنبقى نندد ونشجب ونستنكر ونتعاطف ونستجدي؟!