بالأرقام.. خسائر سوريا من إغلاق المعابر الحدودية مع تركيا والعراق
تعد تركيا وعلى مدى السنتين الماضيتين الشريك التجاري الأول لسوريا، حيث وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى ملياري دولار تقريباً، ويشترك البلدان باتفاقية تجارة حرة منذ العام 2004 ودخلت حيّز التنفيذ عام 2007، وساهمت بزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين
نحو 30% سنوياً، ويتشارك البلدان في عدة منافذ حدودية على طول حدود (950 كم) وتعد شريان رئيسي لانسياب البضائع وللتبادل التجاري كباب الهوى ومعبر كسب ونصيبين (شمال شرق).
ونقلا عن مجلة الاقتصادي فقد بلغ عدد الرحلات التي قامت بها السيارات التركية الشاحنة التي دخلت سوريا عبور ترانزيت اعتباراً من 1/1/2011 ولغاية 30/11/2011 نحو (62998) رحلة للسيارة الشاحنة، مقابل (5606) رحلة للسيارات الشاحنة السورية غادرت إلى تركيا لتعبرها ترانزيت.
ويعد معبر باب الهوى الحدودى بوابة تركيا الجنوبية على سوريا، ومعبر البضائع الرئيسي والأول لها على دول الخليج العربي، وقبل الأزمة التي تمر بها سوريا كانت تشهد الحدود السورية التركية ضغطاً كبيراً في معبر باب الهوى للسيارات على صعيد الشاحنات الداخلة والخارجة من سوريا وإليها، وبخاصة سيارات الترانزيت التي يصل عدد ما يدخل منها يومياً إلى سوريا نحو 300 سيارة، وتشكل دول الخليج المقصد النهائي لأغلبيتها العظمى، على حين يشكل المقصد النهائي السوري الجزء الأبسط من وجهة هذه الشاحنات، في حين تعبر 300 شاحنة يومياً من سوريا تحمل الخضار والفاكهة والبضائع المتعددة الاستعمالات، ويبلغ مجموع الشاحنات الوسطي التي تتحرك بين البلدين وبالاتجاهين بين 500 – 600 شاحنة وناقلة كانت وزارة النقل السورية تتقاضي عمولات وروسوم عليها وبالتالي تذهب إلى الخزينة العامة للدولة.
وكانت أرقام رسمية تركية أظهرت مؤخرا أن الاستثمارات التركية داخل سوريا تزيد على 250 مليون دولار في مجالات صناعية تشمل الملابس والمواد الغذائية والصناعات التحويلية.
ومؤخراً أعلنت الحكومة السورية إيقاف العمل باتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، وفرض رسم بنسبة 30% من القيمة على كل البضائع ذات المنشأ التركي المستوردة إلى سوريا، واستيفاء مبلغ 80 ليرة سورية عن كل ليتر مازوت من السيارات التركية المغادرة أراضيها.
وتشير الإحصاءات الرسمية التركية بأن تركيا صدرت إلى سوريا في 2006 بضائع بقيمة 609 ملايين دولار أمريكي وصدرت سوريا مقابل ذلك بقيمة 187 مليون دولار أمريكي، أما في 2007 فقد صدرت تركيا إلى سوريا بضائع بقيمة 798 مليون دولار (بنسبة نمو في الصادرات التركية إلى سوريا عن السنة السابقة بمعدل 31%)، واستوردت تركيا من سوريا بقيمة 377 مليون دولار (بنسبة نمو تصل إلى 101.6%).
أما في 2008 وحسبما ذكرت مجلة "الاقتصادي" فقد استوردت سوريا من تركيا بضائع بقيمة 1.113 مليار دولار بنسبة نمو وصلت إلى 40% عن العام السابق، وصدرت إليها بقيمة 328 مليون دولار بنسبة نمو وصلت إلى 48%، بينما في عام 2009 سجل استيراد سوريا من تركيا بقيمة 1.425 مليار دولار أمريكي بنسبة نمو بلغت عن العام الذي سبقه 28%، مقابل تصدير سوري إلى تركيا بقيمة 328 مليون دولار وبذلك يثبت رقم الصادرات السوريا في عام 2008 وتثبت نسبة النمو البالغة 48%، ولاشك ان إغلاق المعابر مع تركيا سيخفض نسب التبادل التجاري ويحد من انسياب البضائع دون هذه الأرقام.
أما العراق فيعتبر من أبرز الشركاء التجاريين لسوريا ويبلغ طول الحدود بين البلدين 605 كيلو متر، ويسهل المعبران التجاريان بينهما (التنف – البوكمال) انسياب البضائع التجارية بينهما، ويستأثر العراق بمعدل 26% من إجمالي الصادرات السورية (بقيمة 149 مليار ليرة سورية في عام 2010)، وهي نسبة تعادل 70% من إجمالي الصادرات السورية إلى الدول العربية، و48% من إجمالي الصادرات السورية دون احتساب صادرات النفط، وتبيِّن المصادر بأن أهم الصادرات السورية إلى العراق بحسب القيمة يأتي البيض واللحوم في المرتبة الأولى ومن ثم الخضار والفواكه، يليها السكر وبعدها الألبسة وأخيراً المعدات والآلات.
ووصل حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال العام 2010 إلى ملياري دولار وكان من المتوقع أن يرتفع إلى ثلاثة مليارات دولار وذلك بعد أن وقعت اللجنة الوزارية السورية العراقية المشتركة التي عقدت في تموز الماضي عدداً من الاتفاقيات في مجال النقل والصحة وتسهيل مرور البضائع وبرنامجاً للتعاون الفني.