حاج بقا قرفنا !!! بقلم عبد الستار حسين
لقد تغير تنبؤ الشعب السوري في مايحدث حوله من أمور وأحداث يومية، ولكن للأسف أصبحت كل التوقعات تدور حول ما يعانيه هذا الشعب المبتلى بأحداث عنيفة وتداعياتها من سرقة وخطف وترويع للآمنين…
فأصبح أول ما يخطر ببالنا عند حدوث أمر ما ولو كان اعتيادياً، أن نظن به السوء، وحين أغادر عملي متوجهاً لمنزلي بسيارة الأجرة، كان السائق في بعض المرات يتوقف على جانب الطريق لعطل ما في السيارة، فأشعر مباشرة بشيء من القلق والخوف، وأتأهب وفق ظنوني للدفاع عن نفسي لاعتقادي بأنني سأتعرض لعملية سرقة، وما هي إلا لحظات ويعود السائق إلى مقعده خلف المقود ونتابع طريقنا بسلام، ولو حدث هذا الأمر معي سابقاً لما ظننتُ السوء بل كنت سأتوقع حدوث عطل ما في السيارة وكنت حتماً سأنزل مسرعاً لتقديم المعونة للسائق.
في إحدى المرات كنت عائداً من عملي إلى المنزل، وعند وصولي للشارع المؤدي له فوجئت بقطع الطريق بمنطقة دمر الشرقية بدمشق، ووصل لسمعي من المارة عن وقوع حادث ليس ببعيد عن مكان تواجدي فقطع سكان المنطقة الطريق، لكن وما هي إلا لحظات حتى تبين سبب توقف السير ألا وهو مرور جنازة من منطقة دمر الغربية متجهة إلى المقبرة في الشرقية منها، طبعاً أنا طننت فوراً أن سبب القطع مرده لأمر يتعلق بالأحداث الجارية في البلد.
صدقاً من المؤسف ما يحصل في بلدنا… فلو سُمع صوت فرقعة سابقاً كنا سنظنه انفجار إطار سيارة أو حادث مروري عادي، لكن الآن سنظن حتماً أنه صوت ناجم عن نيران أو تفجيرات إرهابية لمبانٍ حكومية أو استهداف سيارات خاصة وحكومية أيضاً، وهذا تماماً ما تبثه كذباً القنوات الإعلامية المغرضة وفي مقدمتها قناة التمويل القطري، إنها: (قناة الجزيرة) يا سيدي…
إن ما نعلمه جيداً هو أن واجب الإعلام الرئيسي: إظهار الحقيقة دائماً وإيكال مهمة الحكم للمشاهدين.إذاً فمهمتك يا جزيرة المشيخة منحصرة فقط بنقل الخبر كما هو copy- paste دون السماح لأي تدخل أجنبي في بمهمتك الإعلامية والإخبارية، وذلك لكي يأخذ المشتهد الفرصة لمعرفة حقيقة ما يجري على أرض الواقع دون زيادة أو نقصان…
فالزيادة أو النقصان يعنيان حُكماً تحريف الخبر وتشويهه، والإعلام الحقيقي هو الذي ينقل الحقائق من دون تحريف أو تزوير أو تشويه لغاية أو هدف محدد يكمن في عقول القائمين على هذه الجهة الإعلامية أو تلك، طبعاً الحديث هنا عن وسائل الإعلام التي تدعي استقلاليتها وعدم تبعيتها لأي جهة كانت خاصة أو عامة…
فالإعلام المستقل هو غير الرسمي الذي ليس عليه قيود، وبالتالي من المفترض أنه يعتمد الحقيقة المطلوبة ليكون إعلاماً صحيحاً، فالساحة الآن تموج بالأحداث المتتابعة التي تعطي الفرصة للمشاهد ليتابع ما يجري على الساحة العربية خصوصاً، والتي تعصف بها الأحداث في أماكن مختلفة وفي آنٍ واحد، بذلك يمكننا استخدام هذه الأحداث في التدليل على ما نقول…
"الجزيرة والـ بي بي سي" هما قناتان مستقلتين حسب ادعاء القائمين عليهما، أما الجزيرة فهي تستقي معلوماتها وتوجهاتها من الجهة المالكة لها ولذلك لا تستطيع أن تكون مستقلة تعمل بمهنية، وغير قادرة على نقل الأحداث ووجهات النظر المختلفة بطريقة محايدة، لذلك نلاحظ أن هدفها التشويش، وقد كان لها أكبر دور سلبي فيما يخص مختلف الدول وما يجري فيها وآخرها بلد الأمان "سورية"…
في اعتقادي (الجزيرة) لا تنحاز للشعوب، مع أن هذا الإنحياز لا يمثل تهمة لسورية، ولكنها تعتمد هذا النهج فيما يخص الأنباء البعيدة عن الجهة التي تمولها أو تهيمن عليها، كما يرى ذلك المراقبون والحقوقيون الذين تراسلهم هذه القناة، أما بالنسبة للقنوات الأخرى فاسمحوا لي أن أقول أن لها وقفتها الخاصة…
كما دعوني أقول: لقد نجح هؤلاء الذين لا يريدون لهذا البلد الاستقرار والخروج من أزمته إلى بر الأمان، بنشر الذعر والقلق لدى المواطنين، نعم… لقد استطاعوا تحويل التوقعات العادية للأمور والأحداث الجارية، إلى توقعات من وحي القلق والخوف والظن الدائم بقدوم الأسوء!!…
"اشعر أن هؤلاء العابثين ينظرون بتشفي إلى حالة القلق الذي يعانيه الشعب، وأشعر بابتسامتهم الخبيثة، وهم ينظرون, ولسان حالهم يقول "ولك حاااااج بقا!!…" قرفنا…
لا حولَ ولا قوةَ!!…