فريد ميليش كتب لزهرة سورية : إرهاب دولي
بعد عقود على تأسيسه لا شك أن مجلس الأمن الدولي بصيغته الحالية لم يعد معبراً عن توازن القوى في العالم وخاصة بعد صعود قوى أخرى يجب أخذها بالاعتبار فتصاعدت الدعوات
لضرورة تعديل ميثاق الأمم المتحدة أو إلغاء حق النقض "الفيتو" الذي أحدثت ممارسته من بعض الدول دائمة العضوية ولاسيما الولايات المتحدة خللاً في الشرعية الدولية لجهة تعطيل الكثير من القرارات التي عليها إجماع دولي ولاسيما تلك المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني والعربي وعدم إدانة المجلس للكيان الصهيوني ومطالبته بالامتثال للشرعية الدولية.
مجلس الأمن الدولي بات يشبه العصا التي تلوح الولايات المتحدة باستخدامها متى شاءت وبحق من شاءت فصارت الإدارة الأمريكية تعطل كثيراً من القرارات أو الضغط لاستصدار قرارات أخرى وفرض هيمنتها على المنظمات الدولية وتسخيرها لمعاقبة دول أخرى أو أشخاص وفق نظرة ازدواجية فاضحة لخدمة مصالحها وحماية الكيان الصهيوني إضافة إلى قفزها مع حلفائها فوق الشرعية الدولية وشن حروب على دول أعضاء في الأمم المتحدة كما حدث في العراق وهو ما يعتبر جريمة حرب تستوجب الملاحقة.
اليوم يبدو واضحاً وجلياً سعي بعض القوى العظمى في مجلس الأمن لاستصدار قرارات بحق سورية وشعبها ما يفضح ازدواجية المعايير التي يمارسها هؤلاء إزاء بعض القضايا في المنطقة وعدم إدانة المجلس للممارسات الإسرائيلية المستمرة وارتكابه المجازر بحق الشعب الفلسطيني في حين يسارع إلى الإدانة عندما تمارس سورية حقها في حماية حدودها لمنع تسلل الإرهابيين ودخول السلاح للحفاظ على أمنها واستقرارها من خطر الإرهاب الذي شنت بعض الدول حروباً ضده.
ما يحصل في سورية هو أحد أشكال الإرهاب الدولي الذي تمارسه عدة دول وتشترك في تغذيته وتمويله حيث يتم استخدام أراضي بعض الدول المجاورة لإرسال مجموعات مسلحة أو قوات أو مرتزقة لارتكاب أعمال بالقوة المسلحة ضدها فضلاً عن حصارها اقتصادياً، كل ذلك يجري في الوقت الذي تغض فيه بعض القوى في مجلس الأمن الطرف عنه لا بل وتسعى إلى تغذية هذا الإرهاب وتمويله بهدف تدمير الدولة السورية وإضعافها لأنها الدولة الوحيدة الباقية التي ترفض الخضوع للصهيونية العالمية.