قمة الدوحة تختم اجتماعاتها بالدعوة لإنهاء العدوان على غزة…
الرئيس الأسد: العين بالعين والبادئ أظلم… ….مشعل: لم يعرض علينا أي طرف عربي أو دولي تجديد التهدئة
دعت قمة غزة الطارئة في الدوحة في بيانها الختامي يم الجمعة إلى جملة من النقاط ستعرض على القمة الاقتصادية في دولة الكويت يوم الاثنين القادم، وتضمن بيان قمة الدوحة المطالب التالية:
أولا: إدانة إسرائيل بشدة لعدوانها الوحشي على قطاع غزة واستمرارها فيه.
ثانيا: مطالبة إسرائيل بالوقف الفوري لجميع أشكال العدوان في قطاع غزة وبالانسحاب الفوري وغير المشروط والشامل لقوات الاحتلال.
ثالثا: تحميل إسرائيل المسؤولية الجنائية الدولية بموجب القانون الدولي على ارتكاب العدوان وجرائم الحرب وإبادة الجنس البشري والمسؤولية المدنية بدفع التعويضات والتأكيد على العزم بالسعي في السياقات القضائية الدولية والوطنية لملاحقة إسرائيل ومسؤوليها تنفيذاً لهذه المسؤولية والتعامل في توفير وسائل الدعم اللازمة لذلك.
رابعا: التأكيد على الفتح الفوري والدائم لكافة المعابر للأفراد ومواد المساعدات الإنسانية بما في ذلك الغذاء والوقود والعلاج الطبي وتوزيعها دون عراقيل في جميع أنحاء القطاع.
خامسا: التأكيد على ضرورة رفع الحصار غير المشروع عن قطاع غزة بما فيه إنهاء كافة القيود على حركة الأشخاص والأموال والبضائع وفتح المعابر والمطار وميناء غزة البحري ودعوة جميع الدول لاتخاذ ما يلزم من الإجراءات لتحقيق ذلك.
سادسا: دعوة جميع الدول إلى تقديم مواد الإغاثة الإنسانية العاجلة إلى سكان غزة والتأكيد على دعم وحماية منظمات الإغاثة الإنسانية الدولية والوطنية العاملة في هذا المجال وتحميل إسرائيل أي انتهاكات للقانون الدولي الإنساني ذات الصلة.
سابعا: دعوة الدول العربية والدول المحبة للسلام لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتشكيل جسر بحري لنقل مواد الإغاثة الإنسانية إلى غزة والسعي لتحقيق أوسع اشتراك ممكن من أعضاء المجتمع الدولي في ذلك.
ثامنا: إنشاء صندوق لإعادة إعمار غزة وتثمين تبرع دولة قطر لهذا الصندوق.
تاسعا: دعوة الأطراف الفلسطينية إلى التوافق وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية.
عاشرا: دعوة الدول العربية لتعليق المبادرة العربية للسلام التي أقرت في القمة العربية المنعقدة في بيروت عام 2002 ووقف كافة أشكال التطبيع بما فيها إعادة النظر في العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية.
11: الإشادة بالدول التي اتخذت مواقف إيجابية لملاحظة العدوان على غزة ورفع الحصار عنها ودعم القضية الفلسطينية.
كما أشادت القمة بالموقف الذي اتخذته كل من دولة قطر والجمهورية الإسلامية الموريتانية بتجميد علاقاتهما مع إسرائيل، ورحبت بدعوة الرئيس عبد الله واد رئيس جمهورية السنغال الرئيس الحالي لمنظمة المؤتمر الإسلامي لعقد قمة طارئة للمنظمة لبحث العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، ووجهت القمة شكرها وتقديرها لأصحاب لقادة الدول الإسلامية وممثلي الدول الإسلامية على مشاركتهم في هذه القمة كما عبرت عن ترحيبها بحضور ممثلي فصائل المقاومة الوطنية الفلسطينية فيها وتوجيه الشكر والتقدير لأميردولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على دعوته لهذه القمة ورعايته لها، وكانت قمة غزة الطارئة لنصرة الشعب الفلسطيني عقدت في الدوحة بعد ظهر الجمعة بمشاركة الرئيس السوري، بشار الأسد، والأمير القطري، والرئيس السوداني عمر حسن البشير والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ورئيس جمهورية جزر القمر أحمد عبد الله سامبي والرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس المجلس الأعلى للدولة في موريتانيا محمد ولد عبد العزيز ونائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي ورؤساء وفود كل من ليبيا وسلطنة عمان والمملكة المغربية وجمهورية جيبوتي وقادة وممثلي فصائل المقاومة الوطنية الفلسطينية.
كما شارك في القمة الرئيس عبد الله واد رئيس جمهورية السنغال رئيس القمة الإسلامية والرئيس محمود أحمدي نجاد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسيد جميل تشيشك نائب رئيس الوزراء بجمهورية تركيا.
خلال جلسة افتتاح القمة أعرب أمير دولة قطر عن أمله فيما لو كان زعماء الدول العربية المتغيبة حضروا قمة الدوحة، مؤكداً أنهم "بدون شك يعلمون مانعلم حول مايجري في غزة وآثاره علينا جميعاً حاضراً ومستقبلاً"، وتساءل الأمير آل ثاني "إن لم نجتمع لمثل هذه الغاية الملحة فمتى نلتقي ولأي أهداف"، مؤكداً إن المهم الآن هو غزة ووقف العدوان والانسحاب ورفع الحصار وفتح المعابر.
الأسد: العين بالعين والبادئ أظلم
بدوره أكد الرئيس السوري بشار الأسد في كلمته أن قمة غزة الطارئة "تأتي لتعبر لشعوبنا وللعالم أننا مع أنفسنا ومع شعوبنا ومع الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ وقبل كل ذلك مع الأبطال المقاومين"، ووجه الأسد رسالة إلى الدول العربية المتغيبة بأن مسؤولية القادة العرب تحتم عليهم ألا تكون قناعاتهم في واد ومشاعر شعبهم في واد آخر، وأكد الأسد أن الواقع العربي الحالي يناقض الحالة الشعبية الموحدة في تجاوبها مع التحديات المختلفة التي واجهتنا في السنوات الماضية، واعتبر أن انعقاد هذه القمة الطارئة بقي مطلباً شعبياً ملحاً من قبل الغالبية العظمى من المواطنين على امتداد الساحة العربية ، مشيراً إلى أن مسؤولية القادة العرب إزاء غزة تكمن في إنقاذ أهالي غزة من نيران العدوان الإسرائيلي وكيفية تقديم الرد المناسب على هذا العدوان.
الأسد نوه في كلمته أنه في حال لم توقف المحرقة الإسرائيلية في غزة فإنها في طريقها إلى جميع الدول العربية، مؤكداً أن السلام مع "عدو غاشم" لن يكون دون المقاومة، مستذكراً لتاريخ العرب "الدامي" مع إسرائيل، ومؤكداً أن الدم العربي كان "الوقود لآلة الحرب الإسرائيلية" حتى توجد دولتها، وتوعد الرئيس السوري للإسرائيليين برد من الشعوب العربية على مجازرهم، مؤكداً أن "العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم".
الرئيس الأسد أكد في كلمته أن عملية السلام "بالنسبة لنا كانت مجرد محاولات لم تتطور لتصل إلى عملية سلام حقيقية.. لأن الإسرائيليين يعانون من رهاب حقيقي تجاه السلام.. ولانه لا يمكن لصناع الجريمة ان يبرعوا في صناعة السلام"، وأضاف أنه "ليس من عادة السارق ان يعيد ما سرقه طوعاً.. أي أنهم لا يعيدون الحقوق إلا إذا أجبروا على ذلك.. وهذا هو جوهر المقاومة"، وعليه أكد ألأسد أن "المقاومة هي الطريق الى السلام الذي يأتي من خلال عودة الحقوق والتي نستعيدها من عدو لا يفهم سوى لغة القوة"، وأكد الأسد "كذب ما تروجه اسرائيل ومن يقف في صفها حول مسؤولية الطرف الفلسطيني عما يحصل"، مشدداً أن المقاومة الفلسطينية التزمت بالهدنة مع إسرائيل، مشيراً إلى أن الأخيرة واستمرت بعمليات الاغتيال العلنية التي أدت لاستشهاد حوالي أربعين فلسطينياً خلال الأشهر القليلة التي سبقت العدوان.
الأسد قدم للدول العربية جملة من المطالب لحل الأوضاع في غزة:
إغلاق السفارات الإسرائيلية في الدول العربية فوراً وقطع أي علاقات مباشرة وغير مباشرة مع إسرائيل وتفعيل قرار مقاطعة إسرائيل، منوهاً إلى إيقاف سوريا مفاوضات السلام غير المباشرة مع إسرائيل لجل غير مسمى.
نقل المبادرة العربية من سجل الأحياء إلى سجل الأموات، مشيراً إلى أن إسرائيل "قتلتها فور إعلانها في قمة بيروت عام 2002 عندما اجتاحت القوات الإسرائيلية جنين في اليوم التالي لإعلانها"، ونوه الأسد إلى أن المبادرة وضعت على أساس وجود سلام مع إسرائيل "وهذا ما لم يتحقق أبداً".
الوقوف الى جانب اهل غزة والمقاومة فيها رسمياً وشعبياً مادياً ومعنوياً وبكل الوسائل من دون استثناء، موضحاً أن وقوف سوريا بجانب اللبنانيين وفتح أراضيها لاستقبالهم في حرب تموز عام 2006 كان مؤثراً في تحقيق الانتصار للمقاومة، مؤكداً أن "للمقاومة اللبنانية الفضل الأول والأخير في تحقيق النصر".
رفع الحصار عن أهالي غزة، منوهاً "إن هذا الحصار لن يغفره الله ولا الشعوب".
اتخاذ الإجراءات القانونية لمحاسبة إسرائيل رغم "عدم ثقتنا بعدالة الجهات الدولية المعنية.. ولكن كي يسجل التاريخ بأنهم ليسوا عنصريين فقط بل هم الشكل الأخطر من النازية في العصر الحديث".
مشعل: من يقول أن غزة محتلة فليتفضل ويدعم المقاومة لينهي الاحتلال
بدوره أكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس ضرورة الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على غزة وانسحاب قوات الاحتلال ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وفتح جميع المعابر بما فيها معبر رفح، وقال مشعل في الكلمة التي ألقاها في قمة غزة الطارئة إن العدوان الاسرائيلي البشع على غزة ليس ضد حماس كما يصور العدو الإسرائيلي بل هو ضد كل غزة والشعب الفلسطيني وضد القضية الفلسطينية والأمة العربية، موضحاً أن إسرائيل بعد أن أدركت أنه لا حل بدون القدس وحق العودة والانسحاب من الأرض ودون دولة فلسطينية حقيقية أرادت أن تصنع قواعد لعبة جديدة وأن تفرض شروطاً للتسوية فجاءت هذه الحرب "لتشطب المقاومة التي هي العقبة امام تصفية القضية الفلسطينية حتى تصبح الساحة فارغة أمام فرض شروط التسوية بالرؤية الإسرائيلية الأمريكية"، مؤكداً أن هذا العدوان لم يأت بسبب ان فصائل المقاومة لم تجدد التهدئة، وأكد مشعل أم معبر رفح هو معبر مصري فلسطيني، ووجه حديثه للرئيس المصري، حسني مبارك، الذي صرح أن إسرائيل مسؤولة عن مراقبة المعبر لأنها تحتل قطاع غزة بالقول "من يقول أن غزة محتلة فليتفضل ويدعم المقاومة لينهي الاحتلال"، وكشف مشعل أن أي من الأطراف العربية أو الدولية لم يعرض على حركة حماس تجديد التهدئة مع إسرائيل.