لا صوت يعلو على صوت الشعب
إن كان حل الأزمة السورية عبر الخيار السياسي كما أشار عدد من ساسة المجتمع الدولي فعليهم أن يؤمنوا بأن صناديق الاقتراع هي التي تمثل رغبة الشعب السوري وتطلعاته في مستقبل بلاده ..
كان الأولى بالمجتمع الدولي وفي مقدمته الدول الداعمة للإرهاب أن تتبنى رغبة الدولة السورية بتنفيذ الاستحقاق الرئاسي بموعده لأن ذلك يضمن استمرار الحل السياسي للأزمة السورية ، خاصة وأنها فشلت بإيجاد أي حل عسكري أو أمني لإنهاء معاناة الشعب على الرغم من أن الحلول العسكرية والأمنية التي تحاول هذه الدول فرضها على الشعب السوري لاتصب بمصلحته ولا بمصلحة مؤسسات الدولة ..
فشلت الدول الداعمة للإرهاب في سورية من إنهاء النظام السياسي في سورية عبر عدوان عسكري أمريكي أو عبر حلف الناتو ، فشلت بتقسيم سورية وضرب مواطن القوة السورية عبر تمرير عناصر مخابراتها بين أفراد العصابات الإرهابية ، فشلت بتمرير أربع مشاريع أممية للتدخل في سورية تحت الفصل السابع بمجلس الأمن الدولي وكان للفيتو الصيني الروسي المشترك وقع على عصبة الدول الداعمة للإرهاب ..
إن كانت كل الخطوات والمراحل وعبر أكثر من ثلاثة أعوام من عمر الحرب على سورية ، لم تغير بوصلة توجه سورية بقضاياها الوطنية والقومية فما نفع عرقلة الانتخابات الرئاسية والمصالحات الوطنية والحوار السياسي ؟ !!
ماهي المواقف الوطنية والقومية المستهدفة ؟
– موقف القيادة السورية من ملف القضية الفلسطينية بإعتبارها قضية العرب المركزية .
– موقف القيادة السورية من خيارها بدعم المقاومة "حزب الله" وتحالفها مع روسيا وايران والصين وفنزويلا ضد الهيمنة الأمريكية .
– خيار الشعب السوري بتمسكه بنهج قيادته وعدم سماحه بمس سيادة الدولة .
– وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية .
– اعتبار الجيش العربي السوري الضامن الأساسي لوحدة التراب السوري ووحدة شعبه واعتباره جيش عقائدي للأمة العربية .
– تنفيذ الإصلاحات الدستورية والسياسية والاقتصادية والقضائية وفق مصلحة الشعب السوري والوطن السوري وليس وفق التوجهات الغربية والأمريكية .
التحول الأهم في سلسلة الإصلاحات السياسية ..
انطلاق التعددية السياسية بتشكيل أحزاب سياسية جديدة على أساس وطني عقبه ، التحول الكبير الذي طرأ على الاستحقاق الدستوري الأهم والمتمثل بالتحول من الاستفتاء على منصب رئيس الجمهورية وحيازة "حزب البعث العربي الاشتراكي" لهذا المنصب منفردا إلى انتخاب رئيس الجمهورية بغض النظر إن كان يمثل حزب معين أو لا يمثل ..
حقيقة الأمر إن هذا التحول الهام يمثل تطلعات الشعب السوري بمختلف فئاته وأحزابه وتياراته السياسية إلا أنه يتعارض مع توجهات الدول الداعم للإرهاب وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية و "اسرائيل" باعتبارهما لايتطلعنا لبقاء سورية قوية سواء عسكريا أو سياسيا ..
ماهي الإجراءات التي اتخذتها الدول الداعمة للإرهاب لعرقلة الانتخابات الرئاسية السورية ؟
– دعمت العصابات الإرهابية في سورية بالسلاح والمال لتسخين جبهة الجنوب والشمال فكان الرد السوري بفك حصار سجن حلب المركزي ودك معاقل العصابات الإرهابية المتواجدة على قبالة الحدود مع العدو الصهيوني والمدعومة من قبله وفي مقدمتها "نوى" بريف درعا .
– استقالة المبعوث الأممي إلى سورية "الأخضر الابراهيمي" للإيحاء بأن الوضع في سورية خرج عن السيطرة الأممية .
– إغلاق السفارات السورية في عدة دول ومنع الجاليات السورية فيها من ممارسة حقهم بالانتخابات الرئاسية "الولايات المتحدة الأمريكية ، فرنسا ، ألمانيا ، الأردن ، قطر …" .
– محاولة التدخل العسكري مجددا في سورية عبر قرار من مجلس الأمن الدولي لكن الفيتو الصيني الروسي حال دون اتخاذ هذا القرار .
– دعوة أعضاء مايسمى "ائتلاف الدوحة" لمقاطعة الانتخابات الرئاسية السورية واعتبراها غير شرعية وغير قانونية باعتبارها لم تجري وفق رغباتهم .
– توجيه أكثر من 500 وسيلة إعلامية حول العالم لتشويه حقيقة الانتخابات الرئاسية في سورية ومحاولة إقناع الرأي العام العالمي على أنها لعبة من القيادة السورية على المجتمع الدولي . بالنتيجة ..
مهما تكن العراقيل أو الإجراءات المتخذة لإيقاف الاستحقاق الرئاسي عن تنفيذه بموعده فإن الواقع يقول بأن "لا صوت يعلو على صوت الشعب السوري والسوريون مقبلون على صناديق الاقتراع في الثالث من حزيران لعام 2014 وهم وحدهم من سيقرر رئيس سورية القادم وهم من يقررون مستقبل بلادهم" !!