حظر الطيران على الطريقة السورية بعد حصول سورية على صواريخ اس – 300
بعد سجال كبير منذ صيف العام الماضي بين دمشق وموسكو من أجل تسليم الجانب السوري دفعة من صواريخ الأس – 300 التي تعد الأقوى في العالم في مجال الدفاعات الجوية
وفي موقف لافت لوزير الخارجية السوري وليد المعلم يعلن فيه أن دمشق ستحصل على صواريخ أس300 وأسلحة نوعية أخرى قريباً من روسيا.
حيث أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن بلاده ستحصل من روسيا على صواريخ اس -300 وأسلحة نوعية أخرى في مدى معقول, وكشفَ في مقابلة مع صحيفة "الأخبار" اللبنانية أن دمشق هي التي طلبت من موسكو تزويدها بهذه الأسلحة واستغلال الوقت في إطار الاستعداد السوري لأي احتمال مقبل، ولا سيما في حال تعرَّض الرئيس الأميركي باراك أوباما لضغوط متزايدة بعد فوز الجمهوريين في الانتخابات الأميركية النصفية، رغم تعهد إدارته مسبقاً لسوريا بأن تكون ضربات التحالف موجهة حصرياً ضد "داعش" .
هذا كلام سيد الدبلوماسية السورية صباح أمس واذا أردنا أن نتعمق أكثر في خطابه السياسي نجد أن المعلم أراد أن يرسل رسالة مفاداها أن معادلة قلب الموازين والقوى في المنطقة أصبحت قاب قوسين وأن الردع الاستراتيجي أصبح موجوداً وأن منظومة صواريخ الدفاع اس -300 ذات الصناعة الروسية المتطورة هي الرد الحقيقي على طيران التحالف وسوف يشكل رداً جديداً في حال كان هنالك تهور تركي أو إسرائيلي أو حتى لطيران "التحالف" من جهة ومن جهة أخرى تصبح سورية من أقوى الدول في الشرق الأوسط و ذات الترسانة الصاروخية في الأرض والسماء والبحر وأن الجيش السوري الذي صمد أربع سنوات ونيّف سوف يعيد التوازن أكثر وممكن أن يبادر في حالة متقدمة اذا احتاج الوضع .
من المعروف أن صواريخ الأس-300 هي منظومة دفاع جوي صاروخية بعيدة المدى روسية الصنع وقد صُمم النظام أصلاً لقوات الدفاع الجوي السوفيتية لردع الطائرات وصواريخ كروز و طورت بعدها إصدارات أخرى لردع الصواريخ البالستية ويعتبر نظام أس-300 من الأنظمة القديرة في العالم في مجال الدفاع الجوي فهو فضلاً عن قدرته على صدّ وتدمير الصواريخ البالستية فإنّه مجهّز برادارات قادرة على تتبع 100 هدف والاشتباك مع 12 هدف في نفس الوقت والنظام يحتاج 5 دقائق فقط ليكون جاهزاً للإطلاق وصواريخه لا تحتاج لأيّ صيانة على مدى الحياة . وهنالك انبثقت من ال أس-300 أنواع وإصدارات عديدة ذات صواريخ مختلفة ورادارات محسّنة ومدى أكبر وقدرات أفضل ضد الصواريخ البالستية قصيرة المدى أو الأهداف التي تطير على ارتفاع منخفض ولها أنواع بريّة وبحريّة وجويّة عاليةِ المستوى .
وهنا السؤال لماذا سوف تتم صفقة الاس – 300 في هذا الوقت تحديدا ً ؟
طبعا ً من المعروف أن السياسة السورية هي سياسة حكيمة ومعروفة عبر تاريخها الطويل تعمل بهدوء وصمت وبعدما تعالت الأصوات من الداخل والخارج على ضربات التحالف للأراضي السوريّة كان رد السياسة السورية واضحاً ولكن الرد كان يُطبخ في مطبخ السياسة السورية بنكهة روسية وإعلان دمشق أنّها سوف تزوَّد بهذه المنظومة هو ردع بحد ذاته لطائرات التحالف وكل من يريد أن يتهور أو يغامر بذلك أولا ً .
و ثانيا ً ضمن سياق الحرب الباردة بين البلدين ورداً على التدخل الأمريكي في الشؤون الروسية في أوكرانيا .
ثالثا ً : صفعة قوية جدا ً للكيان الإسرائيلي الذي ناور وضغط على روسيا منذ عام وأكثر لمنع إتمام الصفقة خوفا ً من القدرات السورية والمقاومة الوطنية في لبنان وفلسطين أن تصبح شوكة جديدة يصعب اقتلاعها , لذلك في مرات عديدة وعلى لسان وزير خارجية والدفاع ومستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الاسرائيلي يهدد ويتوعد في حال وصلت المنظومة الى سورية وطبعا ً المعادلات اختلفت وإسرائيل سوف تدفع ثمن دعمها للعصابات المسلحة والإرهابيين وكل انتهاك اخترقت به الأجواء السورية والأيام ستثبت ذلك .
رابعا ً : إتمام هذه الصفقة له دور كبير سياسيا ً واجتماعيا ً وإعلاميا ً بفرض حظر جوي بطريقة غير مباشرة فوق سورية بصناعة سورية وذلك يعني أنّ أيّ طائرة مهما كان نوعها أرادت التحليق سوف تحسب حسابات وحسابات قبل أي محاولة سوءاً التحالف أو الكيان الصهيوني أو أي تهور تركي وهذا بعيد في الحسبان وهنا يكون انتصار حقيقي للقيادة السورية وللدبلوماسية وللحلفاء والأصدقاء والمقاومة يترافق مع الانتصارات التي يحققها الجيش السوري على الأرض في مختلف الجغرافية السورية في حلب وريف ادلب وريف حمص وريف دمشق ودرعا وريف حماه ودير الزور وقريبا ً في الرقة .
سورية تقترب من إفشال المشروع الشرق الأوسطي الذي يريد النيل من العروبة والقومية التي كانت وما زالت وستبقى دمشق عاصمتها والنصر سيكتب بسواعد أبناء سورية الشرفاء الملتفين حول قيادتهم والمؤمنين بالنصر الأكيد ولو بعد حين .