ليش هيك صار … !!
كلما بقلب صور الماضي بتذكر أديش كانت حياتنا حلوة ، كل مابتذكر رفقات الماضي بقول “الله يرحم هديك الأيام”.
ليش هيك صار … ؟ !!
سؤال بجد حيرني وماكنت أعرفله جواب ، ياهل ترى ضاع الحب .. أما ضاعت العواطف والمشاعر .. إلا ضاعت الثقة بين الناس … !!
مين فينا بتذكر لما كان يسافر «بالبولمان» من حلب للشام ويدفع «250»ل.س … آه كانت هالميتين ندفعها لما بدنا نطلع ببولمان «رجال الأعمال» .. طبعا ماعدا المرات اللي كنا نسافر فيها وننسى هويتنا الشخصية في البيت !!! ..
مين بتذكر لما كنا نطلع بالسيارة شي مشوار واذا تعبنا انام بالشارع وبأي مكان ، كان الحلبي اذا مارجع ع حلب ينام عند أي شخص بالشام أو بحمص أو بحماة ، كان الحمصي إذا بدو مايرجع ع بلده ينام عند شي حدا بحلب أو اللاذقية أو طرطوس.
مين بتذكر لما كنا ننزل قبل العيد لنشتري لبس العيد ، نشوف أحلى بنطلون جينز بسعر 400 ل.س وأحلى بلوزة ناخدها بسعر 300 ل.س ، أما «الكندرة» وآه من الموديلات اللي كانت تصنعها ورشات حلب وكل موديل أحلى من التاني وشي بسعر 300 وشي بسعر 1000 ل.س بس المهم كان الغني والفقير يلبس ومايمشي حفيان.
في حدا بتذكر بياع «الخبز اليابس» … كان يفوت على الحارة ويطوشنا بصوته وهو عبنادي «اللي عنده خبز يابس للبيع .. اللي عنده غسالات عتيقة برادات مستعملة …» ، كنت أحاول كل مايحي أجمع شوفي خبز بغياب أمي وأنزل أبيعهم وأشتري شغالات على قولة أمي «بضاعة لا حول الله» بس ياخيف …!! عبسأل على هاد البياع هلأ وسمعت بأنو أجت عليه قذيفة والله يرحمه …!!!
لما كنا صغار كانوا يجبولنا الكبار ألعاب كتيرة وأكتر لعبة كنا نحبها «المسدس» بس نمسك المسدس نحس حالنا وكأنوا مخلصين نحاول نخلص رفقاتنا المظلومين ونحاول نأخد دور الشرطي مشان نفرض النظام باللعبة … بس يا حيف لما كبرنا صرنا نكره شوفت المسدس والبارود … مافي داعي حدا يسأل ليش … هاد اللي صار !!!
قبل مايصير طواف الدوشكات والمدافع والرؤوس المقطوعة بشوارع المدينة كنا ننتظر «زفة العاروس» وخاصة لما كانت عدد السيارات كتيرة .. كنا نوقف ونقرأ الفاتحة لما تمر «جنازة» حتى لو مامنعرف مين الميت ، بس تربينا على احترام «الجنازة» .
ليش هيك صار .. !!!
بصراحة أنا مابعرف ليش هيك صار بس بالنهاية هاد اللي صار … اختفت أيامنا الحلوة ، وراحوا الناس الروعة اللي كانوا مزينين حياتنا ، وراحت الأشياء اللي كانت تفرحنا وصار الطفل يبكي قبل الكبير وصار الكرامة والشرف والدين والأخلاق مطية للقتل والذبح … ولسى عمنسأل ليش هيك صار …
فتحتلنا جروحنا