” القضية الفلسطينية أكبر من أي مكون عربي ”
انطلاقاً من أن سورية ” قلب العروبة النابض” ,, هذه الكلمة التي قالها يوماً الزعيم العربي الراحل “جمال عبد الناصر ” أثناء زيارته لسورية ووقوفه بين جماهيرها ..
فليس بغريبٍ عن سورية شعباً وأحزاباً وأطيافاٌ أن تُسمى قلب العروبة ..
فالقضية الفلسطينية كانت ولم تزل .. قضية تسكن عقل و وجدان كل عربيّ سوريّ شريف يحيا على تلك الأرض ..
كما أن سورية بشعبها وقيادتها احتضنت كل عربيٍ لجأ لها .. من كل الدول ..
معتبرةً أن كل لاجئ عربيٍّ .. هو أخ حقيقي قبل أن يكون ضيفاً .. فها هم السوريون قد استقبلوا اشقائهم العراقيين بحفاوة عام 2003 وفتحوا بيوتهم وأملاكهم ومزارعهم للاشقاء اللبنانيين عام 2006 ..
من هذا المنطلق كانت سورية ولم تزل قِبلة ومقصداً لكل العرب .. وقلباً نابضاً يشعر بهم ..
فقرار "ترامب" الأخير لم يأتِ اليوم إلا في زمنٍ بات فيه (بعض العرب) متفرقين .. يحاربون "عدواً " وهمياً .. متناسين بذلك عدوهم الحقيقي الذي أراد أن يحرف لهم تلك البوصلة ..
قوىً وأحزابٌ سوريةٌ عديدة كان لها كلماتها ووقفتها ومسيراتها العديدة ..
وكان من أحد بياناتها .. بيان لأحد أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية في سورية .. "حزب الوحدويين الاشتراكيين" الذي أسسه المناضل العربي الراحل "فائز اسماعيل"
حيث أكد الحزب في بيان رسميّ له صدر عن قيادته وجماهيره ما يلي :
" [ القضية الفلسطينية أكبر من أي مكون عربي …
إنّ مشروع العدوان على سورية لم ينته ,,, باعتباره الجزء الرئيسي من العدوان على الأمّة في ماضيها ووجودها ومستقبلها وهويتها , باعتباره الحلقة الأساسية من حلقات محاولات النيل من هذه الأمّة، ولأنّ فلسطين تمثّل رافعة وجود الأمة فإن استهدافها هو جزء من استهداف سورية أيضاً .. كون أنّ العدوان كان في أساسه عدواناً على الأمّة في قضيتها، وقضيتها هنا الشكل السياسيّ لتوضع الأمّة .. ولمكانة قضيتها منها و موقف مكونات هذه الأمة من هذه القضية ..
لهذا فإنّ العدوان لأنّه كان عدواناً مركباً كليّاً خلال هذه المرحلة كان لا بدّ وأن يصيب السويداء منها، ونعني هنا قلب القضية الفلسطينية وليس فقط فلسطين..
إنّنا في حزب الوحدويين الاشتراكيين
نعتبر القضية الفلسطينية أكبر من فلسطين وأكبر من سورية، وأكبر من أي مكون عربي آخر، كون أنّ هذه القضية هي قضية الأمّة ..
ولأنها قضية الأمّة ..
– كان العدوان منذ سنوات عدواناً على مكونات الأمّة، تلك المكونات التي شكّلت أفعال عطالة في تمرير عربة الاحتلال الكلي وصولاً إلى تصفية القضية الفلسطينية، من خلال هذه المكونات المستهدفة.
– لم يكن قرار “ترامب” معزولاً أو مفصولاً عن مواقف حكومات عربية بعينها، عملت وتعمل على أن تبقى عنصراً أساسيّاً في تمرير هذا العدوان ذاته، عملاً على فرض مرحلة جديدة للمنطقة يكون فيها كيان الاحتلال الصهيوني أساسيّاً في تحالف رجعيّ عربيّ أمريكيّ صهيونيّ، ينهي مرحلة ماضية من تاريخ المنطقة، على حساب حقوق هذه الأمّة وتحديداً على حساب الشعب الفلسطيني بالعودة والتحرير.
لذا فاننا في الحزب كنا نتطلع إلى العدوان على سورية باعتباره عدواناً على الأمّة وعلى قضيتها الرئيسيّة، وهو ما أكدته الأيّام القليلة الماضية من خلال قرار “ترامب” الذي جاء يحاكي جملة إجراءات وتنسيقات من قبل الرجعية العربية، وتحديداً حكومات خليج العار مع كيان الاحتلال الصهيوني ومع الإدارة الأمريكية، إضافة إلى بعض الحكومات الأوروبية والإقليمية، من خلال نهبٍ للمال العربي، و تآمرٍ مفضوحٍ لضرب استقرار دول عربية بعينها، والنيل من بعض الجيوش العربية الأخرى ..
وهو ما لخّصه العدوان الأخير، والذي شكّل رافعته ما سميّ بـ “الربيع العربي”، على دول عربية مثل ليبيا وسورية واليمن، وبعض الحركات العربية الأخرى، التي تمثل قلب مقاومة الأمّة ورفضها لكل أشكال الهيمنة والاستتباع.
إنّنا نتطلع إلى قرار “ترامب” الأخير بشأن القدس عاصمة لكيان الاحتلال، بأنّه قرار بلا معنى ولا قيمة، لكنّه يعبّر حقيقة عن طبيعة العدوان، ويحدّد طبيعة الاصطفافات التي تقف في وجه الأمّة، وهوية القوى التي تساهم فيه، أو تُستعمل من خلاله، ويكشف إلى حدّ بعيد المرحلة التي تمرّ بها المنطقة وطبيعة هذه المرحلة وأبعادها الحقيقية، ويفضح محاولات الكثيرين التلطي وراء أدبيات وخزعبلات لم تكن في جوهرها إلا جزء رئيسيّا من العدوان الكلّي الذي يقع على الأمّة بكلّ معانيها وأبعادها ..
إنّ سورية بصمودها وتضحياتها الكبيرة وقيادتها الباسلة، هي التي أبقت على جذوة هذه الأمّة حيّة، وهي التي حافظت على روحها الواثبة في وجه هذا القرار الأحمق، ولولا سورية وتضحياتها وصمودها وبسالة قيادتها بزعامة الرئيس بشار الأسد، لما كان من الأمّة حيٌّ واحدٌ يقف اليوم في وجه قرار “ترامب”، ولكان مشروع التصفية للقضية والقضاء عليها كان يمكن أن يكون اليوم واقعا حقيقيّاً في حياة الأمّة وتفاصيل تشرذمها وشتاتها
ستبقى القدس عاصمة فلسطين، وتبقى فلسطين عاصمة كبرياء الأمّة، ويوم التحرير قادم لا محالة، رغم أنف “ترامب” ورغم أنف الزاحفين على بطونهم من الرجعية العربية المبتذلة الممسوخة، ورغم أنف جميع أولئك الذين يهرولون لجعل كيان العدو الصهيوني جزء من تاريخ المنطقة ومستقبلها.. ]"
الجدير بالذكر أن المناضل العربي الراحل
" فائز اسماعيل " أسس هذا الحزب عام 1961 ..
وكان من أوائل مؤسسي حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق منذ العام 1944 حتى 1950