وبعد سنوات من الحرب والضرب والعداء اجتمعت الكوريتين
لا غريب بالسياسة ولا بالعلاقات الدبلوماسية .. فعدو الأمس بات صديق اليوم .. وجميع قواعد اللعبة السياسية يمكن أن تتغير بقرار, فلا ثوابت بالعلاقات الدولية .. هكذا تجسدت قمة الكوريتين بعد سنوات طويلة من الحرب ..
وأخيراً .. اتفق جسم كوريا الجنوبي مع الشمالي على إحلال السلام والأمن فيما بينهما فانطلقت صباح اليوم فعاليات القمة التاريخية بين الزعيم الكوري الشمالي «كيم جونغ أون» والرئيس الكوري الجنوبي «مون جيه إن»، على الخط الفاصل بين الدولتين, حيث افتتاح عصر جديد للسلام بين البلدين ووضع حد للحرب في شبه الجزيرة الكورية.
وأعرب الرئيسان الكوري الديمقراطي والجنوبي في بيان صدر في ختام القمة التي جمعتهما اليوم في بيت السلام بقرية بانموجوم بالمنطقة العازلة بين البلدين نقلته وكالة «يونهاب» عن عزمهما الثابت على إنهاء عهد الانقسام والمواجهة الناتج عن الحرب الباردة في أسرع وقت ممكن وفتح عصر جديد للمصالحة والسلام المستدام والازدهار وتحسين وتطوير العلاقات بين الكوريتين ووقف جميع الأعمال العدائية براً وبحراً وجواً.
وأكد الجانبان في البيان أن إنهاء حالة الهدنة القائمة في شبه الجزيرة الكورية وبناء نظام السلام المستدام والمتين هو واجب أمام التاريخ لا يمكن تأخيره من الآن فصاعداً واتفقا على عدم الاعتداء والالتزام بعدم وقوع أي نوع من الأعمال العسكرية بينهما وتحقيق تقليص الأسلحة بصورة تدريجية وبناء الثقة المتبادلة بينهما من الناحية العسكرية.
كما اتفق الجانبان على وقف بث الدعاية عبر مكبرات الصوت وإرسال المنشورات الدعائية وغيرها اعتباراً من الأول من شهر أيار المقبل وجعل المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين منطقة سلام حقيقية واتخاذ التدابير العملية الكفيلة بمنع النزاعات العسكرية العرضية وضمان أنشطة الصيد الآمنة إضافة إلى عقد محادثات عسكرية بما فيها اجتماع وزيري الدفاع لمناقشة وحل المشاكل العسكرية التي يثيرها الجانبان بدون تأخير وعقد محادثات على مستوى ضابط عام أولا في غضون شهر أيار المقبل.
ووفق البيان اتفق الرئيسان على عقد المحادثات الثلاثية بين الكوريتين والولايات المتحدة الأمريكية أو المحادثات الرباعية بين الكوريتين والولايات المتحدة والصين للإعلان عن إنهاء الحرب في هذا العام الذي يصادف مرور 65 عاماً على عقد اتفاقية الهدنة وبناء نظام السلام المستدام والمتين, وأعرب الجانبان عن عزمهما السعي للحصول على تأييد وتعاون المجتمع الدولي نحو تحقيق إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي.
واتفق الرئيسان على التشاور الدائم وتقوية الثقة بينهما مع مناقشة القضايا التي تهم الأمة الكورية عبر محادثات دورية ومكالمات هاتفية مباشرة وتطوير العلاقات بين الكوريتين بصورة مستدامة, وأضاف البيان : «ستحقق الكوريتان تحسناً وتطوراً في العلاقات بينهما وذلك من شأنه أن يسهم في ربط الوعاء الدموي لشعبيهما والازدهار المشترك وتسوية القضايا الأخرى على رأسها لقاءات لم شمل الأسر المشتتة والأقارب من خلال عقد محادثات الصليب الأحمر».
واتفق الرئيسان على زيارة الرئيس «مون جيه إن» إلى بيونغ يانغ في فصل الخريف من العام الجاري.