سورية الأعرق بصياغة الذهب والسوريون يديرون كبرى المحلات في الخارج
لم يكن للارتفاع غير المسبوق فى أسعار الذهب والتى وصلت الى عتبة 1000 دولار للاونصة الواحدة الا أن يلقى بظلاله على حركة البيع والشراء فى أسواق الذهب سواء فى دمشق أو فى المحافظات الاخرى فالاسعار
ر الجنونية كانت أكبر من أن تستطيع القدرة الشرائية للمواطنين مجاراتها ما أدى بطبيعة الحال الى حالة من الركود فى السوق سواء فى حالة الشراء أم المبيع.
يصف جرجى صارجى رئيس الجمعية الحرفية للصياغة بدمشق الحالة التى وصلت اليها أسواق الذهب هذه الايام بالركود شبه التام فلا يوجد من يبيع ولا من يشترى بسبب الارتفاع غير الطبيعى لاسعار الذهب حيث أثرت الزيادة سلبا حتى فى حركة الشراء فعندما ارتفع سعر غرام الذهب الى 700 ليرة سورية بدأ الناس يبيعون ما ادخروه من ذهب لوقت الحاجة وعندما قطع حاجز الالف ليرة سورية كان معظم الناس قد فرطوا بمعظم مقتنياتهم الذهبية.
وعن حركة المبيع يقول صارجي لمندوب نشرة سانا الاقتصادية.. هى شبه جامدة بسبب بيع معظم الناس لمدخراتهم من الذهب قبل عدة أشهر على أمل استبدالها بعد انخفاض الاسعار الا أن الاسعار عادت الى الارتفاع ووصلت الى معدلات قياسية غير مسبوقة مؤكدا أن الارتفاع العالمى على أسعار المعدن الاصفر انعكس على سعره فى الاسواق المحلية فعلى غير العادة لم يشهد سوق الصاغة والمجوهرات الذى يعد مقصدا لكل راغب باقتناء الذهب خلا فى الفترة الماضية من زبائنه الا ممن اضطرته مناسبة ما للشراء أو البيع ويشير صارجى الى أن مثل هذه الزيادة الكبيرة والمتسارعة لم تحدث الا فى عام 1972 وحتى فى ذلك الحين لم تصل الاسعار الى ما وصلت اليه اليوم.
ويشير التقرير الذى صدر مؤخرا عن المكتب الاقليمى لمجلس الذهب العالمى فى الشرق الاوسط الى أن اجمالى الطلب على الذهب فى العالم وصل الى 922 طنا بارتفاع قدره 27 بالمئة عن نفس الفترة من العام الماضى التى تقدر قيمتها بنحو 8ر19 مليار دولار وذلك بسبب سعى المستثمرين الى شراء المعدن النفيس باعتباره ملاذا امنا خلال فترة تزايد الغموض بشأن الاقتصاد العالمى.
وكمؤشر على انخفاض المبيعات كانت مبيعات سوق الصاغة بدمشق تتجاوز حاجز الخمسين كيلو غراما وخلال الاشهر الاخيرة انخفضت الى أقل من عشر كيلو غرامات معللا ذلك بأنه يعود الى تأجيل عدد كبير من المواطنين شراء الذهب فى انتظار انخفاض سعره.
وعن كيفية تحديد سعر الذهب فى الاسواق المحلية قال صارجى.. نقوم كل يوم بالاطلاع على أسعار الاونصة من خلال الفضائيات العربية والعالمية ومن ثم نقوم بحساب سعر الغرام الواحد حسب سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار بالدول المجاورة وبالمشاورة مع رؤساء الجمعيات الحرفية بالمحافظات نقوم بتحديد السعر اليومى للذهب والذى يعمم على جميع محلات الصاغة فى سورية.
حاليا عاد الالق الى أسواق الذهب العالمية والذى لم يصبها منذ ربع قرن تقريبا ويعد التضخم واحدا من العوامل الحاسمة الى حد كبير فى ارتفاع سعر الذهب اذ تسجل مؤشرات التضخم فى الدول المستهلكة أرقاما عالية ما يضعف الثقة بقيمة النقود الورقية ويدفع الى زيادة الطلب على شراء الذهب ولا يخالف صارجى هذا الرأى اذ يقول.. اضافة الى التضخم تلعب الاوضاع الدولية وهبوط سعر صرف الدولار أمام العملات الاخرى دورا مهما فى ارتفاع أسعار الذهب اضافة الى الارتفاعات المتتالية فى أسعار النفط وانهيار عدد من الصناديق الاستثمارية فى الولايات المتحدة وهذا ما دفع برئيس الجمعية الحرفية للصياغة بدمشق الى توقع الاستمرار فى زيادة الاسعار خلال الفترة القادمة ليصل الغرام الواحد الى 1500 ليرة سورية.
ولتفعيل سوق الذهب السورية وتنشيطها يجب السماح باستيراد الذهب المصنع على أن تؤخذ رسوم جمركية مقابل هذا الاستيراد يقول صارجى…هذه الخطوة ستتيح الفرصة أمام مصنعى المجوهرات فى سورية للاطلاع على اخر الموديلات العالمية ويحفزهم على الابداع ويسمح أيضا بدخول الرساميل العربية والاجنبية للاستثمار فى سوق المجوهرات السورية ويؤدى الى تشغيل اليد العاملة مبينا أن ذلك من شأنه تطوير مهنة الصياغة وتطوير الصادرات السورية من المشغولات الذهبية الى العالم مشيرا الى أن سورية تعد من أعرق دول العالم فى ياغة الذهب ومما يؤكد هذا أن 70 بالمئة من أعضاء مجلس الذهب العالمى هم سوريون كما أن هناك أكثر من 170 محلا كبيرا لبيع الذهب فى الخليج يمتلكها سوريون وأكبر محلات وشركات الذهب فى دبى تعود لمواطن سورى يطلق على شركته وفروعها اسم داماس.
كما يرى صارجى أن السماح باستيراد الذهب الخام من دون رسوم جمركية سيساعد فى الحد من تهريب الذهب مشيرا الى أن الشروط المفروضة على ستيراد الذهب الخام تؤدى الى بروز ظاهرة تهريب الذهب للتهرب من هذه الالتزام بهذه الشروط مشيرا الى أنه فى حالة الادخال المؤقت للذهب الخام يعمل المستورد تعهدا للقطع ويدفع مبلغ 8000 ليرة سورية على كل كيلو غرام خام ويجب أن يدفع هذا المبلغ خلال ستة أشهر أو يستورد به والحقيقة المؤكدة أن موقع سورية الجغرافى وتميز الصاغة السوريين يؤهلهم للاستفادة من الفرص المتاحة فى الدول المجاورة لهم والتى تتميز بعشقها للمعدن الاصفر ولذلك لابد من السماح لمصنعى المجوهرات السوريين بالمشاركة فى معارض الذهب العالمية واتاحة المجال لهم لاظهار منتجاتهم والترويج لها