رايس تعلن استئناف مفاوضات السلام
قالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إنها تلقت تأكيدات من الفلسطينيين والإسرائيليين بأنهم سيستأنفون مفاوضات السلام بينهم.
وكانت رايس تتحدث في مؤتمر صحفي في القدس مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني في ختام زيارتها لمنطقة الشرق الأوسط.
كما قالت رايس إن الجنرال الأمريكي وليم فريزر سيعقد اول اجتماع بمشاركة الجانبين الأسبوع المقبل لبحث تطبيق اتفاقية "خارطة الطريق" المدعومة من الرباعية الدولية.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد اعلن وقف كافة الاتصالات مع الحكومة الإسرائيلية في اعقاب العملية العسكرية التي نفذتها اسرائيل في قطاع غزة مؤخرا واسفرت عن مقتل اكثر من مئة وعشرين فلسطينيا واصابة العشرات.
وقال عباس إن هذه المفاوضات لن تستأنف الا في حال توقف العمليات العسكرية واعمال العنف في غزة.
وتبادل الجانبان دوما الاتهامات بالإخلال بتعهداتهما بشأن تنفيذ خارطة الطريق حيث تتهم اسرائيل السلطة الفلسطينية بعدم السيطرة على المتشددين بينما تقول السلطة الفلسطينية إن النشاط الاستيطاني الإسرائيلي ما زال مستمرا.
رايس وأولمرت
وكانت رايس قد التقت برئيس الوزراء ايهود اولمرت مساء أمس الثلاثاء على العشاء بعد وصولها الى القدس قادمة من رام الله.
كما التقت رايس بعدد من المفاوضين الفلسطينيين صباح الأربعاء تلاه لقاؤها بوزير الدفاع إيهود باراك. وسبق اللقاء إعلان مسؤولين أمريكيين أن رايس ستخبره بإنها رغم احترامها لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، فإن الفلسطينيين يريدون تحقيق تقدم على الأرض حتى يبقوا ملتزمين بعملية السلام.
وأضافوا أن رايس ستخبر باراك أن على الإسرائيلين بذل جهود أكبر لتجنب سقوط الأبرياء في غزة حيث أن العديد من القتلى خلال الهجمات الإسرائيلية كانوا مدنيين.
توغل إسرائيلي جديد
وكانت القوات الإسرائيلية قد نفذت عملية جديدة في قطاع غزة تزامنت مع وصول رايس الى القدس.
واشتبكت القوات الإسرائيلية المدعومة بالمروحيات مع مسلحين فلسطينيين لدى توغلها شرقي خان يونس جنوب قطاع غزة.
وتسببت تلك المواجهات في مقتل قائد بارز في الجهاد الإسلامي وجرح 10 فلسطينيين من بينهم 3 مسلحين بالاضافة الى مقتل رضيعة لم يتجاوز عمرها الشهر.
وأكدت ناطقة باسم الجيش الإسرائيلي حدوث عملية عسكرية في غزة لكنها رفضت الإدلاء بتفاصيل.
وكان مسلحون فلسطينيون قد اطلقوا عدة صواريخ الثلاثاء باتجاه مدينة سيدروت اصاب بعضها أحد المنازل.
"إعادة احتلال غزة"
وعلى صعيد متصل، عقد كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين في الحكومة الإسرائيلية اجتماعا الأربعاء بشأن السياسة الإسرائيلية تجاه قطاع غزة وذلك لتقييم الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قطاع غزة مؤخرا دون أن يتمكن من وضع حد لإطلاق صواريخ القسام على جنوب إسرائيل.
وذكرت التقارير أن المسؤولين الإسرائيليين يدرسون اللجوء إلى عدة خيارات، منها شن عملية عسكرية برية واسعة النطاق أو إعادة احتلال شمال قطاع غزة.
اجتماعات الثلاثاء
وكانت رايس قد اجتمعت صباح الثلاثاء بالرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي بتنفيذ هدنة في قطاع غزة والضفة الغربية، ووقف إسرائيل "لعدوانها" على قطاع غزة حتى يتوفر المناخ الملائم للمفاوضات، وانتقد الحصار الخانق المفروض على غزة والذي "دمر المفاوضات" حسب قوله.
واعربت وزيرة الخارجية الأمريكية عن اعتقادها في امكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بنهاية هذا العام، رغم الضربة الشديدة التي تلقاها بعد الهجوم الإسرائيلي الدامي على قطاع غزة.
غير أن رايس لم تشر إلى أنها قد حصلت على تأكيد بقرب استئناف المفاوضات.
وعقدت رايس وعباس عقب انتهاء الاجتماع مؤتمرا صحفيا قالت فيه إن حماس لا ترغب في السلام أو إنهاء العنف، ولا تقبل المبادرة العربية وحل الدولتين أوالتزامات السلطة الفلسطينية.
وأضافت أنه إذا كان في نية حماس تدمير إمكانية أن يعيش الشعب الفلسطيني في دولته فيجب أن تحاسب.
وقال عباس إن 20 طفلا كانوا من بين عشرات الضحايا المدنيين الذي سقطوا في غزة جراء الهجوم الإسرائيلي الذي اعتبر أعنف هجوم للجيش الإسرائيلي على القطاع منذ انسحابه منها عام 2005.
وتقول إسرائيل إن حماس تتحمل مسؤولية سقوط ضحايا مدنيين لأن مقاتليها يطلقون صواريخ القسام انطلاقا من مناطق مأهولة.
تفاؤل بوش
ومن جهة أخرى، قال الرئيس الامريكي جورج بوش انه ما زال متفائلا بتحقيق السلام في الشرق الاوسط قبل انتهاء فترته الرئاسية، على الرغم من تعليق المفاوضات بين الفلسطينين والاسرائيليين.
واوضح الرئيس بوش قائلا ان هناك "الكثير من الوقت لتحقيق تسوية" خلال الاشهر العشرة المتبقية من ولايته الثانية.
وقال الرئيس الامريكي، عقب اجتماعه مع العاهل الاردني الملك عبد الله، إنه "متفائل بالنتائج رغم المفاوضات العسيرة، فعشرة اشهر وقت طويل، وهناك وقت كاف للتوصل إلى اتفاق".
واضاف: "هذه القضية كانت دائما تخطو خطوتين إلى الامام وترجع خطوة للوراء، ونحن نريد التأكد من انها خطوة واحدة للوراء فقط".
رايس ومبارك
وكانت رايس قد أجرت صباح الثلاثاء مباحثات مع الرئيس المصري حسني مبارك ووزير خارجيته احمد ابو الغيط في القاهرة.
وفي اشارة الى ايقاف الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتصالاته مع اسرائيل احتجاجا على الهجمات على غزة قالت رايس ان أي تجميد طويل الأمد للاتصالات بين اسرائيل والفلسطينيين يعني نصرا لحماس.
وأكدت رايس انها لا تزال مقتنعة بامكانية التوصل الى اتفاق بين الاسرائيليين والفلسطينيين مع نهاية السنة اذا توفرت الارادة لدى كلا الطرفين.
وقد اسفرت العملية العسكرية التي قام بها الجيش الاسرائيلي في غزة عن مقتل أكثر من 120 فلسطينيا نصفهم من المدنيين، وجنديين اسرائيليين علاوة على مقتل رجل اسرائيلي بصاروخ فلسطيني قبل بدء الهجمات على القطاع.