هيلاري كلينتون في بغداد في زيارة غير معلن عنها وسط موجة عنف
وصلت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون صباح السبت الى بغداد سعيا منها لفهم اسباب موجة العنف التي تضرب العراق قبل تسعة اسابيع من انسحاب مقررللقوات الاميركية من المدن في هذا البلد.
وقالت كلينتون خلال لقاء حضره 140 عراقيا من طلاب واساتذة ومنظمات اهلية وناشطين في مجال حقوق الانسان في السفارة الاميركية "سنواصل العمل بقوة من اجل منحكم الادوات التي من شانها تاكيد ان لديكم بلدا آمنا".
واضافت ردا على سؤال حول اهمية العراق بالنسبة للادارة الجديدة "نحن ملتزمون بالعراق. نريد رؤية عراق مستقر يتمتع بالسيادة ومعتمد على نفسه (…) لقد اقرت الادارة السابقة انسحاب جنودنا ونحن ندعم ذلك ونريد القيام به بطريقة مسؤولة".
وتابعت "ان طبيعة التزامنا قد تبدو مختلفة نوعا ما لاننا سنسحب جنودنا خلال السنوات المقبلة".
وردا على سؤال عما اذا كانت تؤيد اعادة البعثيين السابقين الى القوات الامنية، اجابت كلينتون "يعود للشعب العراقي اتخاذ القرار بهذا الشان (…) لا يوجد امر اكثر اهمية من عراق موحد".
واوضحت "يجب على القوات الامنية ان تكسب ثقتكم لكن يتعين على الناس ان يطلبوها. سنعمل عن كثب مع الحكومة العراقية والقوات الامنية بينما تقوم قواتنا القتالية بالانسحاب لكن يجب ان نتاكد من انكم تؤيدون جميعا قوات امنية غير طائفية وقوية".
وقالت وزير الخارجية الاميركية "لن نقول لكم كيف يتم حل المسائل السياسية الداخلية عليكم ان تفعلوا ذلك".
وقد هبطت طائرة كلينتون التي تقوم باول زيارة لها الى العراق منذ توليها وزارة الخارجية في كانون الثاني/يناير، في مطار بغداد الساعة
8,30 (5,30 تغ) قادمة من الكويت غداة مقتل ما لا يقل عن 55 شخصا في هجومين انتحاريين قرب ضريح الامام الكاظم في الكاظمية، شمال بغداد.
وقالت كلينتون قبل وصولها للصحافيين المرافقين لها "علمنا بالاعتداءات الانتحارية الدامية التي وقعت (الخميس والجمعة) واود الاطلاع على تقييم (قائد القوة المتعددة الجنسيات الجنرال راي اوديرنو) لمعنى هذا النوع من الاعمال (..) وما يمكن القيام به لمنعها".
وقتل ما لا يقل عن 140 شخصا منذ الخميس في سلسلة من العمليات الانتحارية استهدفت بصورة خاصة زوارا شيعة ايرانيين وذكرت باعمال العنف الطائفية التي شهدها العراق سابقا، وجعلت من نيسان/ابريل الشهر الاكثر دموية في العام 2009 حيث سجل خلاله حتى الان سقوط 250 قتيلا وحوالى 700 جريح.
واوضحت كلينتون انها "لا تخشى في المرحلة الراهنة" عودة هذا النوع من اعمال العنف التي شهدها العراق على نطاق واسع عام 2006.
وتابعت ان "الاعتداءات الانتحارية التي تتسبب بسقوط عدد فظيع من القتلى والجرحى (…) هي للاسف مؤشر مأسوي الى ان انصار الرفض يخشون ان يسير العراق في الاتجاه الصحيح".
واضافت كلينتون "اعتقد انه سيكون هناك دائما نزاعات سياسية في العراق كما في اي مجتمع، لكنني اعتقد فعلا ان العراق بصورة عامة يسير في الاتجاه الصحيح".
والى الجنرال اوديرنو، من المقرر ان تلتقي الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ونظيرها هوشيار زيباري.
وستلتقي ايضا الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في العراق ستيفان دي ميستورا الذي رفع اخيرا تقريرا مرتقبا حول "المناطق المتنازع عليها" بين العرب والاكراد في العراق وعددها 15 منطقة ابرزها محافظة كركوك النفطية.
وسجل تراجع كبير في اعمال العنف في العراق عام 2008 نتيجة تجنيد القوات الاميركية والعراقية ميليشيات من المتمردين السابقين سينضم العديدون منهم الى صفوف قوات الامن العراقية لاحقا.
غير ان الاعتداءات تطرح مجددا مسألة قدرة القوات العراقية على الاضطلاع وحدها بامن البلاد.
وشددت على ضرورة "عدم التدخل في الشؤون السياسية الداخلية" في العراق مع اقتراب موعد الانتخابات المقررة في نهاية السنة.
وتقوم كلينتون بزيارتها بعد اسبوعين من زيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي حذر من ان الاشهر ال18 المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة للعراق، لكنه اكد ان الوقت حان لتنقل الولايات المتحدة السيطرة على البلاد الى العراقيين.
واعلن اوباما في نهاية شباط/فبراير ان القسم الاكبر من الجنود ال140 الفا المنتشرين في العراق سينسحبون من البلد بحلول نهاية اب/اغسطس 2010 ولن يتم الابقاء سوى على 35 الى 50 الف عسكري في هذا البلد.
كما تقوم كلينتون بزيارتها غداة وصول السفير الاميركي الجديد في العراق كريستوفر هيل الذي سيشرف على هذا الانسحاب.