نهاية في الوقت المناسب لتدخل غير حكيم و سيئ الإدارة
سيكون انسحاب الجيش البريطاني الذي شارك الولايات المتحدة الأمريكية في غزوها للعراق نهاية لهذه الفترة الكريهة إذ سيكتمل انسحابه في غضون أيام أو ربما ساعات.
كلف التدخل البريطاني العسكري المملكة المتحدة الكثير بكل ما تحمله الكلمة من معنى فعلى صعيد الأرواح البشرية قتل 179جندياً بريطانياً و كذلك قتل عدد غير مسبوق من العراقيين, كما أصيب أضعاف هذا العدد.
و أدت الحرب على العراق إلى استنفاذ طاقة المستشفيات البريطانية إذ أدخل إليها عدد كبير من الجنود البريطانيون عانوا من إصابات جسدية و نفسية خطيرة جراء الحرب.
و قالت صحيفة " الإندبندنت" البريطانية:إن التعويضات المادية كانت تافهة بالمقارنة مع الأرواح البشرية التي أزهقت و الأمر المخزي أنه غالباً كان ينبغي القتال للحصول على هذه التعويضات.
و كانت الحرب مكلفة من الناحية السياسية أيضاً إذ إنها عززت الشعور بعدم الثقة التي انتقلت إلى مجالات عديدة بالعلاقة بين المواطنين و الحكومة البريطانية إذ تأثرت مصداقيتها بشكل محزن و لن يكون إعادة بناء هذه الثقة بالمهمة السهلة.
و أدت الحرب على العراق و الحسابات الخاطئة لها إلى جعل التدخل المستقبلي للجيش البريطاني أمر مثير للجدل, و سيكون التدخل من أجل الوقاية أو لأسباب إنسانية أمر أصعب لتقوم به الحكومات في المستقبل.
كما وسعت الحرب الفجوة بين الجيش البريطاني و الشعب في المملكة المتحدة إذ جرت المسيرات فيها بشكل دوري لإعادة القوات البريطانية إلى البلاد ما أظهر أن هذه الحرب التي لم تنل مساندة الشعب لم يكن مرغوباً بها.
و ذكرت الصحيفة: إن الحرب على العراق كانت خطأ الساسة والمخططين لها كما أنها أثبتت أن التعامل معها كان أكثر تعقيداً مما تم تصويره.
و علقت الصحيفة على الحرب: لقد عارضنا الحرب على العراق بقوة و شعرنا بالأسى على الاحتلال الذي أدى إلى نشوب صراعات جديدة خطيرة في العراق قاربت أن تتحول إلى حرب أهلية تشمل أرجاء العراق كافة.
عن الإندبندنت ترجمة:تهامة السعيدي