سكان وادي سوات يفرون من المنطقة
يواصل سكان وادي سوات شمال غرب باكستان الفرار من المنطقة على الرغم من تراجع السلطات عن أمر سابق بالمغادرة.
وقال وزير اقليمي إن السلطات الباكستانية تتوقع أن يغادر المنطقة حوالي 500 ألف شخص فراراً من القتال بين الجيش وحركة طالبان.
وأكد مسؤولون وشهود عيان أن المئات فروا من المنطقة نتيجة القتال الذي اندلع الثلاثاء.
في هذه الاثناء قال ريتشارد هولبروك المبعوث الأمريكي الخاص إلى باكستان وافغانستان إن على اسلام اباد "أن تظهر التزامها باجتثاث القاعدة" من أراضيها.
وأضاف هولبروك أمام أعضاء الكونجرس الأمريكي أن باكستان تشكل أهمية استراتيجية لواشنطن للمساعدة على استقرار افغانستان وللحيلولة دون تحول البلدين إلى منطلق للهجمات ضد الولايات المتحدة.
وتأتي تصريحات هولبروك قبل يوم واحد من عقد لقاء بين الرئيس الأمريكي باراك اوباما ونظيريه الافغاني حامد كرزاي والباكستاني آصف علي زرداري يتوقع أن يركز على النفوذ المتزايد لطالبان في البلدين.
وتتزايد المخاوف من قرب انهيار اتفاق وقعته الحكومة الباكستانية مع مسلحي طالبان مؤخراً بعد اتهام الجيش المسلحين بمهاجمة نقاط تفتيش للشرطة.
وكانت حركة طالبان قد توصلت لاتفاق مع الحكومة الباكستانية ينص على تطبيق "الشريعة الإسلامية" في وادي سوات وتخلي الحركة عن سلاحها.
لكن طالبان قالت إنها لن تلقي سلاحها إلا إذا طبقت الشريعة بشكل كامل في وادي سوات.
ويقول مراسل بي بي سي في اسلام اباد إن تجدد العنف يمثل على ما يبدو جرس الانذار بالنسبة لاتفاق الحكومة الباكستانية مع حركة طالبان.
يمثل تجدد العنف على ما يبدو جرس الانذار بالنسبة لاتفاق الحكومة الباكستانية مع حركة طالبان
مراسل بي بي سي في اسلام اباد
وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني الميجر جنرال اثار عباس في تصريحات لبي بي سي إن طالبان سيرت دوريات مسلحة ودخلت مقاطعات دير وبونير المجاورة.
ضريح بير بابا
واتهم الجيش الباكستاني حركة طالبان في وقت سابق باحتجاز ألفي قروي كدروع بشرية لوقف هجومه شمال غرب البلاد.
وتسعى القوات الباكستانية لطرد المتمردين من ضريح بير بابا أحد أهم المواقع الدينية في مقاطعة بونير التي تبعد 100 كلم من العاصمة اسلام اباد.
وقال الجيش في بيان نشر الاثنين إنه قتل سبعة من مسلحي طالبان بينهم قائد عسكري رفيع لدى مهاجمة مواقعها في بونير.
وقال شاهد عيان في اتصال مع وكالة رويترز إن بونير تشهد اطلاق نار كثيف منذ صباح الاثنين استخدمت فيه القوات الحكومية المدفعية الثقيلة.
ويقول مراسل بي بي سي في اسلام اباد إن من غير الممكن التأكد من ادعاء الجيش الباكستاني.
ويضيف سيد شعيب حسن أنه على الرغم من المؤشرات على أن للحكومة اليد العليا في المعارك الدائرة حالياً، إلا أن المسلحين يقاومون بشراسة، وربما تحتاج القوات الحكومية للمزيد من الوقت قبل أن تفرض سيطرتها الكاملة على المنطقة.
وكان الجيش قد شن هجوماً لاجلاء طالبان عن بونير ولوار دير لوقف انتشار نفوذها خارج منطقة وادي سوات التي تسيطر عليها.
ولا تزال طالبان تسيطر على المنطقة على الرغم من نشر الجيش الباكستاني دبابات ومروحيات وطائرات مقاتلة لاستعادتها.