الجيش الباكستاني يؤكد انه بصدد التقدم تدريجيا في وادي سوات
قال الجيش الباكستاني الثلاثاء انه نقل جنودا جوا الى معقل طالبان في وادي سوات ما قد يؤشر الى ان الجيش بصدد انجاز تصعيد هامفي حملته العسكرية الواسعة النطاق التي اطلقها قبل اكثر من اسبوعين في شمال غرب البلاد.
وقال مسؤول عسكري رفيع المستوى لوكالة فرانس برس "نقل الجيش جنودا بالمروحيات الى بيوشار" شمال اقليم سوات.
وبيوشار منطقة جبلية كانت تخضع حتى الان لسيطرة مقاتلين اسلاميين مرتبطين بالقاعدة.
واضاف الضابط انها المرة الاولى التي يتم فيها نقل قوات بالمروحيات منذ بداية الهجوم في سوات الاسبوع الماضي.
واضاف ضابط آخر طلب عدم كشف هويته "نحن حاليا نتقدم تدريجيا".
وبحسب سلسلة بيانات يومية يتعذر التأكد من صحتها، اكد الجيش انه قتل اكثر من 780 من عناصر طالبان خلال ال 17 يوما من الحملة في اقليم وادي سوات ومحيطه في مقابل مقتل 24 جنديا.
واغلق الجيش منطقة المعارك في حين تشير وسائل الاعلام الباكستانية الى "حرب غير مرئية".
غير ان الامم المتحدة اشارت الاثنين الى ان باكستان تواجه "ازمة انسانية كبيرة" مع تدفق اكثر من 360 الف نازح فروا من المعارك على مخيمات النازحين خلال عشرة ايام. وتوقعت الامم المتحدة ان يرتفع عدد هؤلاء الى 800 الف نازح بحلول نهاية العام.
ودعا انطونيو غيوتاراس المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الامم المتحدة الاثنين المجتمع الدولي الى "دعم الجهود الانسانية الدولية لفائدة النازحين الباكستانيين" مشيرا الى ضرورة القيام ب"عملية عاجلة واسعة النطاق".
وكان عناصر طالبان استولوا قبل عامين على وادي سوات ولم ينجح الجيش الباكستاني في طردهم منه.
وفي منتصف شباط/فبراير وقعت السلطات الباكستانية اتفاق سلام قبلت بمقتضاه طالبان وقفا لاطلاق النار في مقابل اقامة محاكم اسلامية في وادي سوات وستة اقاليم اخرى.
لكن المقاتلين الاسلاميين استغلوا وقف اطلاق النار لاحراز تقدم ميداني اكبر عبر الاستيلاء على اقاليم دير السفلى وبونر المجاورين، على بعد حوالى مئة كلم من اسلام اباد.
وبضغط كثيف من واشنطن التي اعتبرت اتفاق سوات "رضوخا" للاسلاميين، اطلقت اسلام اباد في 26 نيسان/ابريل هجوما عسكريا واسع النطاق لاستعادة دير السفلى وبونر وسوات.
واعربت الامم المتحدة الاثنين ايضا عن اسفها لوقوع عدد كبير من المدنيين بين نيران طالبان والجيش. واشارت عدة شهادات جمعتها وكالة فرانس برس في الايام الاخيرة الى قصف عشوائي على مناطق آهلة بالسكان.
والثلاثاء اكد اطباء لاجؤون في بيشاور كبرى مدن شمال غرب باكستان، ان مستشفى مينغورا كبرى مدن اقليم سوات ليس بامكانه استقبال عدد كبير من الجرحى المدنيين بسبب انقطاع الكهرباء والماء وغياب الادوية.
من جهة اخرى اوقع هجوم صاروخي اميركي جديد الثلاثاء ثمانية قتلى على الاقل من المقاتلين الاسلاميين في وانا في المناطق القبلية الباكستانية المحاذية لافغانستان حيث تستهدف واشنطن بانتظام عناصر القاعدة معتبرة انها اعادت بناء قواتها في تلك المنطقة.
وعلاوة على مقتل اكثر من الفي جندي في هذه المناطق منذ نهاية 2001، تشهد باكستان موجة اعتداءات لا سابق لها قتل فيها اكثر من 1800 شخص منذ اكثر من عام ونصف العام.
واعلن طالبان باكستان ، اثر نداء من اسامة بن لادن، صيف 2007 الحرب على السلطات الباكستانية وذلك لدعمها "الحرب على الارهاب" التي تقوم بها الولايات المتحدة.