العاهل المغربي يمنح وردة الجزائرية وساما رفيعا
منح العاهل المغربي الملك محمد السادس وساما رفيعا للمطربة وردة الجزائرية وقام بتسليم «وسام العرش» من درجة «قائد» لها محمد معتصم مستشار العاهل المغربي.
وسلم معتصم للفنانة وردة أيضا شهادة البراءة والاعتراف¡ ممهورة بالطابع الشريف (الملكي)¡ وذلك خلال الحفل الفني الذي أحيته الفنانة الكبيرة الليلة قبل الماضية بالرباط¡ في إطار فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان «موازين إيقاعات العالم».
وقال معتصم في كلمة بالمناسبة: «بأمر من صاحب الجلالة الملك محمد السادس¡ يشرفني أن أوشح صدر السيدة الفاضلة والأستاذة الكبيرة وردة بالوسام الذي تفضل صاحب الجلالة بالإنعام به عليها¡ تقديرا لشخصيتها المرموقة¡ ولخصالها الشخصية النبيلة¡ ولفنها الرفيع¡ وبالأخص لإسهامها المشهود في إبراز الأغنية المغاربية وفي تطوير الأغنية العربية».
كما سلم حسن العمراني والي (محافظ) الرباط ـ سلا للفنانة العربية الكبيرة «مفاتيح الرباط»¡ فيما سلمها عمر البحراوي عمدة المدينة «بوابة الرباط». وأعادت الفنانة وردة جمهور الرباط¡ الذي توافد بشكل كبير على حي النهضة¡ حيث أقيمت منصة العرض¡ في ثاني أيام موازين¡ إلى زمن الفن الجميل بأغانيها الخالدة التي مكنتها من نحت اسمها إلى جانب أسماء خالدة مثل سيدة الطرب العربي أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وأسمهان وغيرهم.
ولأن وردة الجزائرية عرفت كيف تأسر قلوب أجيال متعاقبة¡ فقد كان الجمهور الذي أطلقت عليه الفنانة وصف «التحفة»¡ من كل الأعمار¡ ليؤكد مرة أخرى أن وردة الفن العربي تعيش ربيعا متواصلا.
وأدت الفنانة خلال هذا الحفل البهيج¡ بصحبة الفرقة الموسيقية برئاسة ماجد سرور¡ مجموعة متنوعة من أغانيها التي حُفرت عميقا في ذاكرة معجبيها¡ وهي أعمال خالدة حملت توقيع كبار الملحنين أمثال محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي وكمال الطويل ومحمد الموجي وبليغ حمدي.
وغنت وردة «في يوم وليلة» و«حكايتي مع الزمان» و«أكذب عليك» و«خليك هنا» و«اسمعوني» و«لولا الملامة»¡ وغيرها من الأغاني التي وشمت ذاكرة أجيال بأكملها.
كما غنت وردة الجزائرية أغنيتَي «بتونس بيك» و«حرمت أحبك» اللتين عادت بفضلهما بقوة إلى الساحة الفنية خلال عقد التسعينات من القرن الماضي¡ واللتين أكدت من خلالهما أنه يمكن مسايرة تحول أذواق الجمهور دون التخلي عن أصالة الإبداع.
وكانت الأغاني التي أدتها المطربة وردة¡ التي رأت النور في فرنسا من أب جزائري وأم لبنانية¡ عبارة عن رحلة في مشوار فني حافل بدأ في مقهى كان يملكه والدها في الحي اللاتيني بباريس¡ وانطلق فعليا في لبنان حيث تألقت وردة وتعرفت إلى أكبر الفنانين العرب من قبيل محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي.
وكونت وردة مع الموسيقار بليغ حمدي ثنائيا فنيا متميزا¡ وغنت له العديد من الأغاني الطربية التي رسمت لها لونا غنائيا جميلا وخاصا.
وأصبحت وردة إحدى الفنانات العربيات النادرات اللاتي تجاوزن حدود اللهجات والأنماط الموسيقية للعالم العربي ويرمزن إلى التكامل بين مشرق العالم العربي ومغربه.
يُذكر أنه بِيعَ في مختلف بلدان العالم أكثر من 20 مليونا من ألبومات وردة التي يحفل رصيدها الفني بنحو 300 أغني