المعلم: سورية ستبذل كل جهد ممكن مع الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي
قال السيد وليد المعلم وزير الخارجية إن استضافة دمشق لاجتماعات الدورة السادسة والثلاثين لمجلس وزراء خارجية الدول الاسلامية تظهر أهمية النهج الذي تسير عليه سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد وتعكس اهتمامها بمنظمة المؤتمر الإسلامي
لافتا إلى الحضور المكثف لوزراء خارجية المنظمة التي تعد ثاني أكبر منظمة دولية بعد الأمم المتحدة.
وأضاف الوزير المعلم في مقابلة مع التلفزيون السوري اليوم: إن منظمة المؤتمر الإسلامي داعمة بشكل واضح لقضايانا وأكبر دليل على ذلك هو أن الرئيس الأسد سيشارك في الجلسة الافتتاحية ويلقي كلمة توجيهية فيها وهذا حدث مهم بالنسبة للمنظمة ومؤشر حقيقي على اهتمام سورية بها وتقديرها للقرارات التي تتخذها لمؤازرة مواقفها بتحرير الجولان الذي نسعى لتحقيقه بكل الوسائل ورفض العقوبات أحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة على سورية خروجا على القانون الدولي.
ضرورة اتخاذ المؤتمر موقفاً من الوضع اللاإنساني الذي يعيشه أهلنا في قطاع غزة
وحول الأهداف التي أنشئت من أجلها هذه المنظمة والتي تتشارك حولها دول المنظمة الـ 57 وعدد من دول العالم والنظرة إلى هذا الاجتماع الذي ترأسه سورية وإلى السبل لتفعيل العمل الإسلامي وصولا لتحقيق هذه الأهداف.. قال الوزير المعلم: إن شعار هذا المؤتمر هو "نحو تضامن إسلامي" والتضامن هو الخطوة الأولى أما الثانية فهي أن نقف موقفا واحدا يصب تجاه ما تحاوله إسرائيل من تهويد لمدينة القدس وثالثا أن نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل تحرير القدس وجميع أراضيه المحتلة عام 1967 ولابد أن نلفت الانتباه إلى ما يعانيه أهلنا في قطاع غزة من حصار جائر وعدوان مستمر وإغلاق للمعابر مؤكدا ضرورة أن يتخذ المؤتمر موقفا من هذا الوضع اللاإنساني الذي يعيشه أهلنا في قطاع غزة.
نحتاج كدول إسلامية أن نبذل جهداً أكبر في المحافل الدولية لمنع إسرائيل من تهويد القدس
وأضاف الوزير المعلم: إن موقف منظمة المؤتمر الإسلامي واضح في هذا الصدد وجميع أعضاء المؤتمر لديهم رؤية واضحة تطالب بانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشريف ومن هنا أقول إن الموقف واضح لكن نحتاج كدول إسلامية أن نبذل جهدا أكبر في المحافل الدولية وفي اتصالاتنا الثنائية لنمارس ضغطا على المجتمع الدولي لمنع إسرائيل من تهويد القدس.
وحول أهمية العلاقات الثنائية بين الدول الإسلامية لتحقيق أهداف منظمة المؤتمر الإسلامي قال الوزير المعلم: إن دمشق ستشهد أيضا التوقيع من قبل عدد من الدول الأعضاء على الميثاق المعدل للمنظمة بعد أن جرى تحديثه وستكون دمشق مقرا لتوقيع الدول التي صدقت على هذا الميثاق ومن بينها سورية.
ولفت الوزير المعلم إلى أن العلاقة الثنائية والعلاقة الجماعية بين الدول الأعضاء في هذه المنظمة لا تقتصر على البعد السياسي وقال: هناك منظمات فرعية عن هذه المنظمة مثل منظمة لتنمية الثقافة والعلوم وأخرى للتنمية الاقتصادية وبنك الاستثمار الإسلامي والعديد من المنظمات الأخرى.. وعلى الصعيد الاقتصادي سيوقع وزير المالية مع البنك الإسلامي على اتفاقية قرض بـ100 مليون يورو وهناك مؤتمرات اقتصادية وثقافية متخصصة تعقد على هامش اجتماعات وزراء الخارجية وهناك اجتماع للبرلمانات الإسلامية وكل ذلك انبثق عن المؤتمر الإسلامي.
لابد من آلية لتنفيذ قرارات المنظمة على الساحة الدولية
وحول دور هذا الاجتماع في دمشق بتفعيل القرارات الصادرة عن المنظمة وغيرها كجامعة الدول العربية قال الوزير المعلم: إن المشكلة ليست في القرارات بل في الالتزام بتنفيذها وأن تكون هناك آلية لذلك والإيمان بما يصدر من قرارات والعمل الطوعي عن إيمان وقناعة من أجل تنفيذ هذه القرارات على الساحة الدولية وهذا ينقصنا ولذلك نحتاج إلى تفعيل هذا النوع من العمل.
وأضاف وزير الخارجية سنبذل كل جهد ممكن مع الدول الأعضاء في المنظمة حيث تتخذ القرارات بالتوافق فيها وسنرى كيف يمكن تفعيل عمل هذه المنظمة لكن في نهاية المطاف صمود شعبنا في غزة هو الذي يفرض نفسه ليس فقط على الدول الإسلامية بل على كل الدول في الساحة الدولية وما جرى من عدوان إسرائيلي سافر على قطاع غزة استنهض الرأي العام العالمي بأكمله فالصمود هو أساس..وما نفعله نحن هو مؤازرة هذا الصمود.
سعينا لإدخال بند المقاطعة العربية لإسرائيل إلى المنظمة
وفيما يتعلق بمدينة القدس المحتلة وما تشهده من تغير ديمغرافي على يد قوات الاحتلال وما يعانيه المقدسيون من ظلم وقهر واعتقال وما قدمته منظمة المؤتمر الإسلامي لهم بعد أربعين عاما على تأسيسها أعرب الوزير المعلم عن الأمل في أن تستطيع هذه المنظمة تقديم المؤازرة الفاعلة ليس فقط من خلال لجنة القدس ولا من خلال صندوق القدس بل من خلال تقديم مؤازرة حقيقية بموقف واضح وحازم وله أدوات للضغط ووضع حد للتمادي الإسرائيلي الرافض لقرارات الأمم المتحدة وقال: نحن سعينا كثيرا لإدخال بند المقاطعة العربية لإسرائيل إلى منظمة المؤتمر الإسلامي.
وعما إذا كان اجتماع دمشق سيشكل فرصة للدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي لمواجهة مواقف البعض فى الدول الغربية تجاه العالم الإسلامي قال الوزير المعلم: مرت فترة وخاصة في عهد إدارة الرئيس بوش السابقة كان هناك حملة تحت ذريعة مكافحة الإرهاب تربط الإسلام بالإرهاب وفي مؤتمر مكافحة العنصرية الذي عقد في "دوربان2" انتبه أعضاء منظمة المؤتمر الإسلامي إلى هذه الظاهرة ضد ما يسمى "إسلاموفوبيا" أي التمييز ضد الإسلام أما بخصوص الاستفادة من صحوة المجتمع الدولي تجاه الإسلام فهذا يجب أن ينعكس أفعالا ولا يكفي أن يقولوا إن الإسلام متسامح ودين وسطي بل يجب أن يتخذوا مواقف تناصر وتؤيد وتدعم القضايا العادلة سواء في الصراع العربي الإسرائيلي أو القضايا الإسلامية.
وأضاف الوزير المعلم: نريد أن تقترن الأقوال بالأفعال ولا نريد أن تكون الأفعال سيئة ومغلفة بكلام جميل وإذا كان هناك اكتشاف بأن ما فعلته إدارة بوش تجاه الدول العربية وقضاياها كان خطأ فالأولى أن يصحح هذا الخطأ ليس بالكلام فحسب بل بالأفعال.
وعما إذا كنا ما زلنا في مرحلة اختبار النوايا بالنسبة لهذه المواقف تجاه الدول العربية والإسلامية أو تجاه عملية السلام وماذا يمكننا تسمية هذه المرحلة وما إذا كان هناك شيء ينبئ باهتمام أمريكي لإحلال السلام قال الوزير المعلم: هناك كلام عن اهتمام أمريكي بالمنطقة لكن الاختبار هو في رؤية الأفعال تنعكس على علاقة طبيعية خالية من أي شوائب بين سورية والولايات المتحدة ثم تنطلق هذه العلاقة إلى تعاون من أجل أمن واستقرار المنطقة ومعالجة القضايا الساخنة فيها مشيرا إلى أننا ما زلنا في مرحلة اختبار نوايا لكي تقترن الأقوال بالأفعال.
إسرائيل اليوم هي العدو للعالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي
وحول إمكانية تحقيق السلام في ظل غياب الأرادة الإسرائيلية للسلام أكد الوزير المعلم إن الدعوة إلى السلام العادل والشامل لا تتعارض مع وجود شريك إسرائيلي أو عدم وجوده متسائلا عما إذا كان هذا يكشف حقيقة النوايا الإسرائيلية للمجتمع الدولي.
ومضى وزير الخارجية يقول: هذا لا يلغي مطالبتنا بإقامة سلام عادل وشامل فإسرائيل اليوم تقول صراحة إنها تريد السلام من أجل السلام وهذا شيء مضحك وغير مسبوق كما أن إسرائيل اليوم تضع عدوا آخر هو إيران وهذا غير صحيح فعندما نتحدث عن السلام فهذا يعني أن السلام يقوم بين أعداء..وإسرائيل اليوم هي العدو للعالم العربي والإسلامي وللمجتمع الدولي لأن ما تقوم به من أفعال ومحارق ومجازر هو ضد المجتمع الدولي ومبادئه لذلك سواء رغبت إسرائيل بالسلام أم لم ترغب به فنحن سنبقى نطالب بسلام عادل وشامل لكننا نتخذ إجراءات لتحرير الأرض.
إن لم تكن هناك إرادة إسرائيلية حقيقية لصنع السلام فلن نعود لإضاعة الوقت
ورأى الوزير المعلم أنه لا فرق بين نتنياهو وسابقيه أمثال أولمرت وباراك وغيرهما وقال: نحن فاوضنا على مدى 17عاما ولم نتوصل إلى نتيجة في هذه المفاوضات..الآن لم يعد هناك شيء اسمه عملية سلام..هناك إرادة لصنع السلام إذا توافرت لدى إسرائيل لا نعود إلى مفاوضات غير مجدية..بل نعود لتحقيق الهدف وهو تحرير جميع الأراضي العربية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم تنفيذا للقرار 194.
وأضاف الوزير المعلم: نحن لا نضع شروطا بل نتمسك بقرارات الشرعية الدولية وإذا لم تكن هناك إرادة إسرائيلية حقيقية لصنع السلام وإذا لم يكن هناك موقف أمريكي لحمل إسرائيل على صنع السلام باعتبار الولايات المتحدة هي الداعم لإسرائيل فلا جدوى من المفاوضات ولن نعود لإضاعة الوقت فإما أن يكون هناك إرادة لصنع السلام نتجه بها نحو الهدف الحقيقي أو لا مفاوضات.
الانسحاب الإسرائيلي التام من الجولان ليس شرطاً مسبقاً بل هو من متطلبات السلام
ومضى وزير الخارجية يقول: نريد من الولايات المتحدة أن تقول إن عملية السلام هي أولوية لها وإن إسرائيل تملك إرادة صنع السلام وإذا لم يقولوا ذلك فلا أحد يستطيع في النهاية أن يجبر أحدا على الدخول في مفاوضات عبثية..نحن لدينا التزامات من حكومات إسرائيلية متعددة منذ عام 1993 بالانسحاب التام من الجولان إلى خط الرابع من حزيران عام 1967 وهذا الالتزام ليس شرطا مسبقا بل هو من متطلبات السلام فإذا لم تلتزم إسرائيل بمتطلبات السلام فما هو جدوى التفاوض.
وحول التنازلات المطلوبة من العرب تساءل وزير الخارجية هل يعقل انه كلما جاءت حكومة إسرائيلية جديدة علينا أن نقدم تنازلات ونجد أننا وبدل أن نعود إلى خط الرابع من حزيران عام 1967 لا أدري إلى أي خط علينا أن نعود .
وفيما يتعلق بموقف منظمة المؤتمر الإسلامي من محاولات إسرائيل بجعل إيران عدوا للعرب بديلا منها قال الوزير المعلم: إن الادعاءات الإسرائيلية هذه تلقى صدى لدى البعض ممن لا يريدون حلا عادلا للصراع العربي الإسرائيلي فإيران دولة عضو في هذه المنظمة وناصرت القضايا العربية كما لم يناصرها العديد من الدول وهي جارة للعالم العربي ويجب أن يتم التعاطي معها من خلال مناصرتها ومؤازرتها للقضايا العربية وكل من يؤازر هذا الموقف الإسرائيلي هو الذي لا يريد حلا للصراع العربي الإسرائيلي مؤكدا أن إيران لا يمكن أن تكون عدوا وهي تناصر القضايا العربية لأن العدو واضح وهو من يحتل أرضنا ويرفض الانسحاب منها.
وعما إذا كان يرى في انعقاد هذه الاجتماعات في دمشق خصوصية لموضوع الجولان السوري المحتل وعما إذا كانت رئاسة سورية للمؤتمر ستضفي بعدا خاصا على هذا الموضوع أوضح الوزير المعلم أن مؤازرة الدول الإسلامية الأعضاء في هذه المنظمة للموقف السوري مستمرة سواء عقد الاجتماع في دمشق أم لم يعقد.. لكن عقده في دمشق يشكل مؤشرا على اهتمام هذه الدول بسورية وعلى اهتمام سورية بهذه الدول وإن حضور وزراء خارجية الدول الإسلامية المكثف اجتماعات دمشق يشكل أيضا مؤشرا واضحا على اهتمامهم بسورية وموقعها في المنطقة وبدورها بقيادة الرئيس الأسد.
دور منظمة المؤتمر الإسلامي في صنع السلام في المنطقة أساسي كدور الجامعة العربية
وأعرب وزير الخارجية عن اعتقاده ان دور هذه المنظمة في صنع السلام العادل والشامل في المنطقة هو أساسي كدور الجامعة العربية في مؤازرة الأطراف المعنية وما تتخذه من قرارات وقال الوزير المعلم:. نحن المعنيون بقراراتنا ولا أحد يستطيع أن يحل مكاننا لكننا نقدر عاليا هذه المؤازرة والمناصرة لموقفنا.
وحول ما قيل عن توسيع مبادرة السلام العربية لتصبح مبادرة إسلامية قال وزير الخارجية: لا أعتقد ذلك لأن مبادرة السلام العربية اتخذت في قمة بيروت عام2002 وتبنتها منظمة المؤتمر الإسلامي في مقرراتها وهذا شيء طبيعي أن تؤيدها وتناصرها كمبادرة سلام عربية كما أن العديد من دول العالم حتى في أوروبا يعتبر أن مبادرة السلام العربية أساس لإحلال سلام عادل وشامل.
وعما إذا كانت منظمة المؤتمر الإسلامي ستتمكن من إلزام إسرائيل بتطبيق القانون الدولي قال الوزير المعلم: إن المنظمة مجموعة دول بعضها عضو في جامعة الدول العربية وبعضها الآخر أعضاء في منظمات إقليمية أخرى لكننا جميعا أعضاء في منظمة الأمم المتحدة والعمل الجماعي يثمر دائما وهو يحتاج إلى آلية لكي تنتج.. وإلى أدوات لكي تفرض قراراتها مشيرا إلى أننا ما زلنا نحتاج إلى هذه الآلية والأدوات لتفعيل القرارات التي تتخذها المنظمة.
ومضى الوزير المعلم يقول: لا يكفي أن نتخذ قرارت بل نريد فرضها وعلى المنظمة أن تتخذ إجراءات على الصعيد الثنائي بمقاطعة إسرائيل وقطع العلاقات الدبلوماسية ومنع العلاقات الاقتصادية أيضا وإذا آمنت بأن ما نتخذه من قرارات في النهاية يصب في مصلحة أمن واستقرار المنطقة وهذا الأمن والاستقرار مرتبط بالأمن والاستقرار الدولي غدا هذا الوضع في مصلحة الجميع لكننا ما زلنا في بداية الطريق وذلك بسبب أن بعض الدول العربية الأعضاء في الجامعة "ومكتب مقاطعة إسرائيل جزء من الجامعة العربية" لا تشارك في أحكام المقاطعة متسائلا كيف نريد من بلد إسلامي إفريقي أو آسيوي أن يسير في مبادئ المقاطعة وبعض العرب لا يسير فيها.