قمة ثلاثية في طهران لمكافحة التطرف وتهريب المخدرات
استضاف الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد الأحد قمة مع نظيريه الباكستاني، علي آصف زرداري والأفغاني، حامد كرزاي بحثت سبل الكفيلة بمكافحة التطرف وتهريب المخدرات في المنطقة.
وجاءت قمة طهران عقب شن القوات الأفغانية أكبر حملة إلى حد الآن لمصادرة المخدرات في عملية انتهت يوم السبت واستهدفت أحد معاقل حركة طالبان المتخصصة في إنتاج الأفيون في جنوب أفغانستان وأدت إلى قتل 60 عنصرا من طالبان.
وقال أحمدي نجاد أمام القمة "اليوم تعاني البلدان الثلاثة من المخدرات وتهريب البشر، مما أدى إلى ضغوط على البلدان الثلاثة".
وأضاف الرئيس الإيراني أن المنطقة تواجه أيضا مشكلات أخرى مثل " التدخل والتطرف" التي "فرضت علينا من مكان بعيد".
وتابع قائلا في إشارة إلى القوات الأجنبية التي تقودها القوات الأمريكية في أفغانستان "فرضت علينا من قبل أشخاص لا يمتون إلينا بأي صلة تاريخية أو علاقة ثقافية قريبة…والجنود الأجانب في المنطقة الذين جاءوا إلى هنا بذريعة إحلال السلام لم ينجحوا أيضا".
وقال كرزاي إن المنطقة "تعاني من التطرف والحرب والانقسام" لكنه أضاف أن الأمن يمكن أن يعود "إذا تعاونا بشكل كامل وتصرفنا بصفتنا جيرانا طيبين".
وقالت وزارة الخارجية الأفغانية إن القمة تهدف إلى إيجاد "آلية" للتشاور المنتظم وعلى مستوى رفيع بين الجيران الثلاثة.
وتابع بيان الخارجية قائلا إن القمة تهدف إلى التأكيد على التزام متبادل "بالقضاء على التطرف والإرهاب والمخدرات التي تخالف العقيدة والأخلاق الإسلامية وثقافة وتقاليد البلدان الثلاثة".
ومضى البيان قائلا إن "الحكومات الثلاث تسعى إلى نسج علاقات وثيقة في مجالات الزراعة والتجارة والنقل والصحة والطاقة".
واقترح زرداري في خطابه أمام القمة عقد الاجتماع المقبل في باكستان، داعيا إلى "اجتماع ثلاثي (منفصل) حول التنمية" لكنه لم يقترح مكانا محددا لعقد الاجتماع المقترح.
اجتماع
تأتي قمة طهران في ظل سعي إدارة الرئيس باراك أوباما إلى إشراك إيران في الجهود الرامية لإعادة بناء أفغانستان
ويُذكر أن الرؤساء الثلاثة التقوا في طهران قبل أقل من ثلاثة أشهر مع رؤساء دول مجاورة أخرى من أجل حضور قمة اقتصادية إقليمية تعهدت بالمساعدة في إعادة بناء أفغانستان التي مزقتها الحرب.
وتنتج أفغانستان 90 % من الأفيون المستهلك عالميا علما بأن معظمه يُحول إلى الهيروين داخل البلد ثم يُهرب إلى خارج أفغانستان عبر باكستان وإيران حيث تشهد تجارة المخدرات نموا كبيرا.
وأعلن الجيش الأفغاني السبت أنه استخدم الغارات الجوية من أجل تدمير 92 طنا من المخدرات والمواد الكيماوية المستخدمة في معالجة الهيروين والمواد السمتخدمة في تصنيع القنابل في جنوب البلد في إقليم هلمند.
وتأتي قمة طهران في ظل سعي إدارة الرئيس باراك أوباما إلى إشراك إيران في الجهود الرامية لإعادة بناء أفغانستان.
وكانت إيران حضرت مؤتمرا دوليا يحظى بالدعم الأمريكي حول أفغانستان في لاهاي بهولندا يوم 31 مارس/آذار الماضي.
ويُشار إلى أن إيران لا تقيم علاقات دبلوماسية مع الولايات المتحدة لمدة ثلاثة عقود تقريبا وسبق للرئيس السابق جورج بوش أن أدرج إيران فيما أطلق عليه محور الشر الذي يضم إضافة إليها كوريا الشمالية والعراق.
لكن رغم العداء بين الدولتين، فإن إيران والولايات المتحدة يعاديان حركة طالبان.