جيتس: الولايات المتحدة لن تقبل بكوريا شمالية مسلحة نوويا
قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس إن الولايات المتحدة لن تقبل بوجود كوريا شمالية مسلحة نوويا، وحذَّر من اندلاع سباق تسلح نووي بين دول القارة الآسيوية، الأمر الذي سيكون لهعواقب وخيمة على الاستقرار الإقليمي .
ففي كلمة له اثناء اجتماعه مع نظرائه الآسيويين في سنغافورة، قال جيتس: "إن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة اليدين بينما تواصل كوريا الشمالية بناء قدرتها على أن تعيث خرابا بأي هدف تريده."
وقال جيتس إن الخطوة المقبلة التي ستتبعها بلاده تجاه بيونج يانج ستكون سياسية وستتمثل في التشاور مع القوى الإقليمية.
لكنه أشار إلى أن واشنطن لا ترى في كوريا الشمالية تهديدا عسكريا مباشرا في الوقت الراهن.
وأضاف الوزير الأمريكي قائلا إن هناك ثمة حاجة لفرض عقوبات "مؤلمة بحق" كل من كوريا الشمالية وإيران.
وجاءت تصريحات جيتس بُعيد إعلان واشنطن أن وفدا أمريكيا رفيع المستوى سيقوم بجولة آسيوية الأسبوع المقبل لبحث التدابير الواجب اتخاذها بعد إجراء كوريا الشمالية تجربة نووية جديدة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إيان كيلي، إن الوفد سيضم ممثلين عن وزارت الخارجية والدفاع والخزانة، بالإضافة إلى البيت الأبيض، على أن يترأس الوفد المسؤول الثاني في الخارجية، جيمس شتاينبرغ.
وقال كيلي إن شتاينبرغ، الذي يرافق جيتس في زيارته الحالية إلى سنغافورة، "سيستشير شركاءنا حول التدابير المقبلة الواجب اتخاذها ردا على التحدي الذي يواجهه المجتمع الدولي من جانب كوريا الشمالية".
وكانت وزارة الدفاع الامريكية قد ذكرت أنها رصدت تحركاً لعربات في أحد مواقع الصواريخ في كوريا الشمالية، مما يدعو للاعتقاد بأن بيونج يانج تعد لإطلاق صاروخ باليستي طويل المدى.
وقال مسؤولون أمريكيون لم يكشفوا عن هوياتهم إن تحركات الآليات التي التقطتها الأقمار الصناعية تشبه ما حدث قبل أن تطلق كوريا الشمالية صاروخاً بعيد المدى في أبريل/ نيسان الماضي.
في هذه الأثناء، أعلنت مصادر أمريكية أن واشنطن لم تصل بعد إلى نتيجة "جازمة" بشأن ما إذا كانت بيونج يانج قد أجرت بالفعل تجربة نووية الأثنين الماضي، أم لا.
وكانت بيونج يانج قد أطلقت الجمعة صاروخاً قصير المدى هو السادس لها خلال أسبوع.
وقالت مصادر أمريكية إن عينات من الهواء أُخذت من المنطقة التي حدث فيها انفجار تحت الأرض، ولا تزال تخضع للتحليل لتحديد ما إذا كانت تحمل إشعاعات معينة، وذلك بغرض التوصل إلى نتيجة بشأن إجراء التجربة النووية الكورية.
وكانت كوريا الشمالية قد أعلنت الاثنين الماضي أنها أجرت تجربة نووية ناجحة تحت الأرض بعد تجربتها الأولى في أكتوبر/ تشرين الأول 2006.
وقالت بيونج يانج الجمعة إنها ستتخذ "إجراءات للدفاع عن النفس" في حال أصدر مجلس الأمن قرارا بمعاقبتها لتنفيذها تجربة نووية.
وجاءت تصريحات كوريا الشمالية في أعقاب انعقاد مجلس الأمن لبحث اتخاذ إجراءات جديدة بحقها.
ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية قوله: "إذا قام مجلس الأمن باستفزازات جديدة، فلن يكون أمامنا من خيار سوى اتخاذ خطوات إضافية للدفاع عن أنفسنا."
وأضاف المتحدث قائلا: "سيؤدي أي تصرف عدائي من جانب مجلس الأمن إلى إلغاء اتفاقية الهدنة"، وذلك في إشارة إلى الاتفاق الذي أنهى الحرب بين الكوريتين عام 1953 – وهو الاتفاق الذي سبق لبيونج يانج أن وصفته بأنه "ميت."
وأكد المتحدث على حق بلاده، باعتباها دولة مستقلة ذات سيادة، في إجراء التجارب النووية والصاروخية، ما دامت هذه التجارب لا تنتهك أي اتفاقات دولية.