جورجيا: مناورات الناتو تبلغ ذروتها والروس غاضبون
شارفت المناورات العسكرية التي بدأها حلف شمال الأطلسي (الناتو) في جورجيا منذ حوالي الشهر على الانتهاء وسط تواصل الغضب الروسي بشأن التمارين التي تشارك فيها قوات تمثل 13 دولة من أعضاء الحلف.
فقد أعلن مسؤولون في الناتو أن المناورات، التي يشارك فيها حوالي 700 عسكري، ستبلغ ذروتها اليوم الأحد بيوم من التدريبات الميدانية.
وكان الناتو قد أقام في بداية المناورات مقرا لطواقمه المشاركة في المشروع في قاعدة فازياني العسكرية خارج العاصمة الجورجية تبليسي.
وركزت الجولة الأولى من المناورات، التي أُطلق عليها اسم "نقطة القيادة"، على عملية تنسيق الإجراءات التي يقدم عليها الحلف في حال الرد على نشوب أزمة.
أما الجولة الثانية والأضخم من المناورات، والتي ستتركز حول التدريب على عمليات حفظ السلام، فتستمر حتى الثالث من الشهر المقبل.
يُشار إلى أن المناورات كانت قد بدأت في السادس من الشهر الجاري، أي بعد يوم واحد فقط من وقوع المحاولة الانقلابية الفاشلة التي نفذتها وحدات من الجيش الجورجي في إحدى القواعد العسكرية قرب العاصمة تبليسي.
وكان وزير الداخلية الجورجي، فانو مارابشفيللي، قد أعلن في الخامس من الشهر الجاري أن التمرد العسكري قد انتهى، مضيفا أن قائد القاعدة التي أعلنت إحدى كتائب الدبابات فيها تمردها، قد اعتُقل مع ضباط آخرين.
وقد أدانت روسيا، التي خاضت حربا قصيرة مع جورجيا العام الماضي، مناورات الناتو في جورجيا ووصفتها بأنها عمل "استفزازي".
كما رفض الروس الدعوة التي وجهها اليهم الحلف بإرسال مراقبين لمعاينة سير مناوراته في جورجيا.
وتجرى المناورات بالقرب من أوسيتيا الجنوبية، حيث ما زالت القوات الروسية ترابط فيها منذ حرب العام الماضي.
وكانت القوات الروسية قد نجحت في حرب العام الماضي بدحر القوات الجورجية التي كانت قد حاولت احتلال إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي، الذي تعترف موسكو باستقلاله ويشهد اليوم الأحد انتخابات برلمانية.
وتشعر الحكومة الجورجية، التي كان الناتو قد وعدها بالعضوية فيه، بأن إجراء هذه المناورات على أراضيها يعني أن الحلف لم ينسها، بالرغم من الشكوك التي حامت حول احتمال قبولها عضويتها في أعقاب حربها العام الماضي مع روسيا.
وكانت قوات الأمن الروسية قد بدأت رسميا تسيير دوريات على طول الحدود التي تفصل جورجيا عن أوسيتيا الجنوبية.
وتصر الحكومة الجورجية على القول إن التصرفات الروسية هي سبب تصاعد حدة التوتر في المنطقة.
وتأمل الحكومة الجورجية في أن تمنحها المناورات الأطلسية فرصة لكي تثبت لحلفائها الغربيين بأنها قادرة على استضافة فعالية دولية كبيرة دونما مصاعب أو إشكالات.