المؤتمر الدولي لنصرة الشعب الفلسطيني يؤكد أن الاعتداءات الإسرائيلية خطيرة
قال أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي إن تصعيد العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الذي استباح كل المحرمات بلغ مستويات شديدة الخطورة بسبب إصرار إسرائيل على انتهاك القانون الدولي وارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين
دون أن تعبأ بالمجتمع الدولي وقوانينه وأعرافه.
وأكد أوغلو في كلمة له أثناء المؤتمر الدولي لنصرة الشعب الفلسطيني في اسطنبول نقلتها قناة الجزيرة أمس أن جريمة الاحتلال الإسرائيلي الأخيرة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة تعد جريمة من سلسلة جرائم يقوم الاحتلال باقترافها بحق فلسطين وشعبها منذ ما يزيد على ستين عاماً.
وأوضح أوغلو أن الشعب الفلسطيني لا يزال يعيش مأساة متواصلة جراء انتهاك إسرائيل كل القيم الإنسانية واعتدائها الصارخ على حياة الفلسطينيين وحقهم في الحياة الذي كفلته كافة الشرائع الدولية.
وأكد أوغلو أن الجرائم والانتهاكات للقانون الدولي التي قامت إسرائيل باقترافها في غزة مؤخراً تستوجب متابعة جادة لضمان مثول مجرمي الحرب الإسرائيليين أمام القضاء الدولي ليلقوا العقوبة التي يستحقونها لما ارتكبوه من فظائع ضد المدنيين الفلسطينيين العزل.
وأضاف أوغلو أن مدينة القدس المحتلة تعيش لحظات تعد الأصعب في تاريخها حيث تقاسي من هجمة إسرائيلية شرسة وغير مسبوقة تستهدف وجودها وهويتها العربية الإسلامية حيث يقوم الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ الحفريات أسفل المسجد الأقصى المبارك وتعريضه للانهيار لاقامة الكنس في محيطه وعلى أنقاض بيوت الفلسطينيين.
وقال أوغلو إن الحملة الإسرائيلية المسمومة في مدينة القدس تتسارع بهدم منازل الفلسطينيين وطردهم من مدينتهم لسهولة السيطرة عليها وتهويدها وقد أقدمت إسرائيل مؤخراً على استهداف حي كامل في سلوان ملاصق لأسوار المسجد الأقصى المبارك ضمن خطة هدم واسعة النطاق تطول أكثر من ألف ومئة منزل فلسطيني في شتى أرجاء القدس حتى نهاية العام الحالي.
وطالب أوغلو كافة أطياف الشعب الفلسطيني بترك الحسابات الضيقة والتصدي لمسؤولياتها التي تفرضها هذه اللحظات العصيبة من تاريخ فلسطين مشيراً إلى أن الوحدة الوطنية الفلسطينية تشكل حصناً منيعاً أمام المتربصين بالشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
ودعا أوغلو إلى العمل بجد من أجل إنجاح الحوار الوطني الفلسطيني الجاري حالياً بما ينهي حالة الانقسام ويحقق الوحدة الوطنية ما يمكن الشعب من المضي بثبات نحو تحقيق أهدافه الوطنية.
من جهته قال الشيخ حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق إن فلسطين والقدس الشريف والمسجد الأقصى هي في ضمير كل مسلم وعقله وتفكيره مهما طال الزمن ومهما صعبت الظروف.
وأضاف الضاري أن محاولات الاحتلال الإسرائيلي لتهويد القدس وهدم المسجد الأقصى سترتد إلى نحورهم لأن مدينة القدس بمقدساتها كامنة في ضمائر العرب والمسلمين مؤكداً أن الشعب الفلسطيني بصموده سينتصر على الاحتلال الإسرائيلي المستقوي بقواه العسكرية وبالدعم الغربي له.
بدوره قال رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة عام 1948 إن الشعب الفلسطيني يعيش لحظات مصيرية سيتقرر فيها وجود القدس أو اندثارها كعاصمة للفلسطينيين وهل ستبقى المقدسات الإسلامية ومنها المسجد الأقصى ام ستهدم على يد الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل حصار قطاع غزة وتجويع أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني فيه.
وأضاف صلاح.. أن الأراضي الفلسطينية المحتلة تشهد أوقاتاً عصيبة في ظل حكومة بنيامين نتنياهو ووزير حربه ايهود باراك اللذين يطالبان ببناء كنيس يهودي داخل المسجد الأقصى وعلى أنقاضه في ظل استمرار السياسات الرامية إلى طرد الفلسطينيين من الأراضي المحتلة.
وقال صلاح إن العرب والفلسطينيين مهددون اليوم من حكومة إسرائيلية تعاني من جنون سياسي وتقوم بمغامرات سياسية بالمفهوم السلبي حيث أعلنت هذه الحكومة أنها ستفرض على الفلسطينيين قانوناً لإجبارهم على الاعتراف بيهودية الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي نفس السياق قال الدكتور محمد لطف الله كرمان في جامعة الفاتح التركية إن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لإنهاء حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وإلى عدم إعادة الأراضي المحتلة إلى أصحابها الشرعيين.