اوسيتيا الجنوبية تنتخب اعضاء برلمانها بعدما اعترفت موسكو باستقلالها
تنتخب جمهورية اوسيتيا الجنوبية الانفصالية في جورجيا الاحد اعضاء برلمانها في اول عملية انتخابية منذ الحرب الروسية الجورجية في اب/اغسطس والتي اعترفت موسكوعلى اثرها باستقلال هذه المنطقة.
واضافة الى اعادة اعمار هذه الجمهورية الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها خمسين الف شخص، فان التحدي الرئيسي الذي تنطوي عليه الانتخابات يظل مصير الرئيس ادوارد كوكويتي الذي يسعى الى تأمين غالبية واسعة في البرلمان ليتمكن من تعديل الدستور والترشح لولاية رئاسية ثانية العام 2011.
وفي الساعة 18,00 (14,00 ت غ) ارتفعت نسبة المشاركة الى 75,39 في المئة، اي قبل ساعتين من اغلاق مكاتب الاقتراع. ويتوقع ان تصدر النتائج الاولى اعتبارا من الساعة 18,00 ت غ. ويتنافس اربعة احزاب على المقاعد ال34 في البرلمان، علما ان اللجنة الانتخابية المركزية لم تسجل مرشحين لحزبين اخرين يناهضان كوكويتي.
وقال الن غاسييف زعيم المعارضة التي تشكك في قانونية هذه الانتخابات "سابقى في المنزل. لا شيء مرهون بنا". وعلق غريغوري زاسوخوف (55 عاما) استاذ التاريخ السابق "اذا اراد (كوكويتي) ان يغير الدستور فسيكون ذلك امرا سيئا جدا". وتساءل "هل هذه ديموقراطية؟".
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، لم يستبعد كوكوتي امكان تعديل الدستور لكنه شدد على ان من المبكر جدا التحدث عن هذا الموضوع. وقال "امامنا عامان ونصف عام وعلينا القيام بامور كثيرة. لا افكر في الموضوع الان". واضاف كوكويتي "بعد ما حصل في اب/اغسطس، نحتاج الى ما بين ثلاثة واربعة اعوام لاعادة بناء كل شيء".
وتتهم المعارضة المحلية الموالية لروسيا الرئيس بالاستيلاء على الاموال التي ارسلتها موسكو لاعادة بناء البلاد. وخصصت موسكو مساعدات لاوسيتيا الجنوبية تتجاوز قيمتها عشرة مليارات روبل (230 مليون يورو)، لكن السلطات الاوسيتية تؤكد انها لم تنفق سوى 1,5 مليار روبل فيما لا يزال السكان يعيشون بين انقاض منازلهم.
ويرفض كوكويتي هذه الاتهامات معتبرا انها بمثابة دعاية جورجية. ولكن يبدو ان صبر الكرملين نفد حيال وضع قد يتسبب باحراج لموسكو. فقد شدد رئيس الادارة الرئاسية سيرغي ناريشكين على وجوب الا تعدل اوسيتيا الجنوبية دستورها للسماح للشخص نفسه بان يحظى بولايتين رئاسيتين.
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، قال وزير اعادة الاندماج الجورجي تيمور ياكوباشفيلي ان هذه الانتخابات "مهزلة". وتساءل "كيف يمكن اجراء انتخابات في منطقة شهدت اخيرا تطهيرا عرقيا؟". ويمكن للناخبين ان يقترعوا في 88 مكتب اقتراع داخل اوسيتيا الجنوبية وفي مكاتب اضافية في جمهورية اوسيتيا الشمالية المجاورة وفي موسكو.
وقالت المدرسة انجيلا تيدييفا (32 عاما) لفرانس برس "كوكويتي يبذل ما في وسعه، لكننا نتوقع امورا افضل". وتعرضت الحضانة التي كانت تعمل فيها للتدمير خلال الحرب ولم تتم اعادة بنائها.
ويتولى اكثر من ثمانين مراقبا اجنبيا الاشراف على الانتخابات، وفق اللجنة الانتخابية المركزية. لكن منظمة الامن والتعاون في اوروبا لم توفد مراقبين الى اوسيتيا الجنوبية، لان روسيا ونيكاراغوا هما الدولتان الوحيدتان اللتان اعترفتا بالجمهورية بعد تسعة اشهر من النزاع الروسي الجورجي.