أوباما يبدأ الأربعاء جولته الشرق أوسطية
يبدأ الرئيس الامريكى باراك أوباما بعد غد الاربعاء جولة شرق أوسطية يستهلها بالمملكة العربية السعودية ومنها الى القاهرة ثم يتوجه بعدها فى جولة أوروبية تشمل ألمانيا وفرنسا.
وقد أكد مساعدون للرئيس الامريكي أهمية الزيارة الأولى التى يقوم بها أوباما الى السعودية، مشيرين الى الأفق الواسع للتعاون بين البلدين فى قضايا مختلفة.
يأتى ذلك فيما تتطلع الأنظار الى الخطاب الذى سيوجهه أوباما للعالم الإسلامى من العاصمة المصرية القاهرة، حيث يعول عليه الكثيرون فى أن يكون بداية لعهد جديد فى العلاقات بين الجانبين.
ويقول كثير من المسلمين من المغرب غربا إلى إندونيسيا شرقا إنهم يريدون من خطاب أوباما أن يتضمن احتراما للإسلام وحلا لإقامة الدولة الفلسطينية وتقديم ضمانات بشأن انسحاب أمريكي سريع من العراق.
ومن المقرر أن يحاول خطاب أوباما يوم الخميس المقبل في جامعة القاهرة التخفيف من حدة الغضب تجاه الولايات المتحدة بين كثير من المسلمين البالغ عددهم 1.5 مسلم والذي أججه غزو العراق وموقف الإدارة الأمريكية السابقة في رفع يدها عن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
ويُنظر إلى موقف أوباما المتمثل في فتح صفحة جديدة مع العالم الإسلامي بمنزلة محاولة لاستئصال نفوذ المتشددين المتنامي ولا سيما إيران أخذا في الاعتبار طموحاتها الإقليمية والنووية، ودعم مواقف البلدان الإسلامية الحليفة والمعتدلة.
وتأتي جولة أوباما في المنطقة قبل أيام قليلة من موعد الانتخابات البرلمانية في لبنان والانتخابات الرئاسية في إيران، وتتزامن مع تنامي العنف في العراق وسوء الوضع في أفغانستان وباكستان.
وانتعشت آمال كثير من الشعوب المسلمة بفضل المهارات الخطابية لأوباما وأصوله المسلمة التي تعود إلى أبيه المهاجر الكيني، حسين أوباما.
ويقول شاب مصري يُدعى محمد واصل ويبلغ من العمر 20 عاما إن الشعوب المسلمة ستحكم على أوباما من خلال أفعاله وليس من خلال أقواله.
ويشاطر عامل اجتماعي من أريتريا يقيم في روما بإيطاليا وجهة نظر المصري واصل مثلما هو الشأن بالنسبة إلى مدرس متقاعد من بغداد في العراق ورئيس بلدية فلسطيني في الضفة الغربية.
وتقول ابنة رئيس الوزراء الماليزي السابق، مهاتير محمد، وتعمل ناشطة اجتماعية وتحمل اسم مارينا مهاتير إن على أوباما أن "يجعل الكلمات تمشي".
لكن مع انتعاش الآمال، هناك خطر الإحباط إذ ليس من المتوقع حتى وقت لاحق أن يقدم أوباما رؤية تفصيلية بشأن اتفاق سلام في منطقة الشرق الأوسط وهو الترياق الأنجع للمشاعر المعادية للغرب في المنطقة.
معالم السياسة الخارجية
وهناك شكوك بشأن قدرة الرئيس الأمريكي على تغيير معالم السياسة الخارجية الأمريكية الراسخة ولا سيما ما يُنظر إليه في العالم الإسلامي على أنه تحيز أمريكي لصالح إسرائيل.
وتتمثل النقطة الشائكة في نظر الكثير من المسلمين إلى الولايات المتحدة على أنها فشلت مرارا وتكرارا في إلزام إسرائيل بالوفاء بالتزاماتها الدولية.
والاختبار الأهم يتمثل في موضوع تجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية الذي تريده إدارة أوباما في حين ترفضه الحكومة الإسرائيلية.
ويقول معين رباني وهو محلل سياسي من الأردن "صحيح أن انتخاب أوباما أنعش موجة جديدة من الأمل لكن إذا لجأ إلى نفس الحيل مثل سلفه – إعطاء تصريحات جميلة وتطبيق عكسها في الواقع- فإن الناس ستتحرر من أوهامها بسرعة كبيرة".
ما قام به أوباما إلى حد الآن أكسبه نوايا صادقة إذ انفتح على العالم الإسلامي من خلال مقابلته مع قناة العربية ورسالته إلى الشعب الإيراني خلال عيد النيروز عن طريق الفيديو وخطابه أمام البرلمان التركي وأمره بإغلاق معتقل جوانتانامو في غضون سنة وحظر التعذيب في السجون التابعة للولايات المتحدة وذلك في تغيير لمسار السياسة الأمريكية في عهد إدارة بوش التي يُنظر إليها على أنها استهدفت المسلمين.
ويقول شبلي تلهامي، وهو أستاذ في جامعة ماري لاند ويدير استطلاعات رأي سنوية في منطقة الشرق الأوسط، إن سنوات إدارة بوش كانت من أسوأ المراحل في العلاقات بين المسلمين والإدارة الأمريكية وهناك الآن فرصة قائمة للمصالحة.