استنفار أمني في لبنان استعدادا للانتخابات
أعلنت وزارة الداخلية اللبنانية حشد حوالي 50 ألف عسكري لحماية الانتخابات النيابية المقررة في السابع من يونيو/ حزيران الجاري، كما تلقت وزارة الصحة ودوائر الصليب الأحمر أوامر بأن تبقى كافةمنشآتها في مستوى التحذير العالي لمواجهة أي طارئ.
وتشهد الحملة الانتخابية أجواء حماسية غير مسبوقة تأتي في أعقاب أزمة سياسية عمرت أكثر من أربع سنوات وكادت تدفع بالبلاد مجددا إلى طاحونة حرب أهلية، عندما بقيت حكومة فؤاد السنيورة مشلولة 18 شهرا بين 2007 وأيار 2008، وشهدت الشوارع مواجهات مسلحة خلفت 65 قتيلا.
وذكر مصدر إعلامي إن هذه الانتخابات بالغة الحساسية، وتوقع أن تكون سابقة في تاريخ لبنان واصفا الأحد المقبل بأنه يوم "الاقتراع العظيم"، من جهة أن كل التيارات ستدفع بأقصى ما يمكن من الأصوات إلى الصناديق، لا سيما جلب الأنصار من الخارج.
وتسري مخاوف من أن يشهد يوم التصويت احتكاكا بين أنصار المعارضة والموالاة، ورغم أن الزعماء السياسيين أعلنوا تمسكهم بشروط اللعبة الانتخابية وعدم التحريض، إلا أن الإقبال الكبير المتوقع لأنصار كلا الطرفين يمكن أن يخلق جوا كبيرا من الازدحام على الطرقات والمناطق المختلطة سياسيا خصوصا في بيروت.
وأعلن وزير الداخلية زياد بارود أنه سيتم نشر حوالى 50 الف عنصر من الشرطة والجيش لمنع أي حوادث أمنية خلال الانتخابات النيابية.
وقال بارود في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية "لدينا 30 ألف عنصر شرطة وجيش ينتشرون في مراكز الاقتراع ومحيطها و20 الفا اخرين ينتشرون في انحاء اخرى في البلاد"، وأضاف أن الاجراءات الأمنية المقررة ليوم الانتخابات أخذت في الاعتبار مخاطر وقوع أعمال عنف في كل من الدوائر الانتخابية الـ26.
وأوضح "في بعض الدوائر هناك مخاطر طفيفة وفي دوائر اخرى تعتبر المخاطر اكثر جدية" مضيفا "سيتم نشر القوات بحسب مستوى المخاطر".
وأشار على سبيل المثال إلى أن مخاطر وقوع أعمال عنف طفيفة في معظم مناطق جنوب لبنان حيث الفوز مضمون لحزب الله وحلفائه، لكن يتوقع أن يكون الوضع حساسا أكثر في المناطق التي تشهد منافسة حامية في الاقتراع بما يشمل مدينة صيدا الجنوبية ومدينة زحلة في البقاع.
وتقف قوى الموالاة "14 آذار" ومكونها الرئيس تيار المستقبل المدعوم من الغرب في مواجهة حادة مع المعارضة "قوى 8 آذار" بقيادة حزب الله القريب من سوريا وايران، للتنافس على على 128 مقعدا نيابيا موزعة مناصفة بين المذاهب الاسلامية "64" والمذاهب المسيحية "64".
وسيشرف على الانتخابات نحو 2200 مراقب لبناني و250 مراقبا دوليا من بينهم مراقبون من الاتحاد الاوروبي ومركز كارتر والجامعة العربية وعدد من الدول.
وفي غضون ذلك بدأ المغتربون اللبنانيون في التوافد إلى بيروت للإدلاء بأصواتهم، ولا يستطيع ملايين اللبنانيين الذين يعيشون في الخارج التصويت في البلاد المستضيفة لهم ويجب أن يعودوا لكي تحسب أصواتهم. ووفقا لمسؤول في مطار بيروت الدولي فإن الطائرات تصل إلى بيروت وهي مملوءة بالمغتربين من أجزاء مختلفة من العالم للتصويت في انتخابات الأحد المقبل.
ودعا زعماء التحالفات العديدة أنصارهم إلى القدوم إلى لبنان للإدلاء بأصواتهم، قائلين "كل صوت له حساب" فيما وصفها بعض الزعماء السياسيين بأنها أكثر الانتخابات تاريخية وحيوية في تاريخ البلاد.