أسواق الذهب المحلية تزكم بعد عطاس الألف دولار للأونصة
ارتفعت أسعار الذهب في الأسواق المحلية اليوم إلى 1270ليرة سورية للغرام عيار 21 قيراط، فيما ارتفع سعر الغرام عيار 18 إلى 1089 ليرة، متأثرة بارتفاع سعر الأونصة في الأسواق العالمية
حيث وصلت إلى 973 دولارا، وهو أعلى ارتفاع للمعدن النفيس منذ ثلاثة أشهر، حيث دفع انخفاض سعر الدولار إلى تزايد الطلب على الذهب كملاذ استثماري آمن، وبديل للاستثمار في الأسواق المالية المضطربة.
وقالت جمعية الصياغة والمجوهرات في دمشق إن هذه الأسعار أثرت بشكل سلبي على مبيعات الأسواق، بحيث أصبحت تمر الآن في حالة من الركود التام، خاصة وأنها تشهد منذ أشهر تراجعا كبيرا في هذه المبيعات، لأن الأسعار كانت وصلت عند بداية العام الجاري إلى 1305 ليرات في أعلى ارتفاع للذهب في تاريخ هذه الأسواق، التي اعتادت خلال السنوات الأخيرة على سعر عند حدود تتراوح بين 500-700 ليرة، ما يعني أن الأسعار تضاعفت تقريبا.
وقال رئيس الجمعية جورج صارجي أنهم يرصدون حركة المبيعات من خلال قيمة وكمية المشغولات التي يدمغونها، ويقدر أنها تراجعت خلال العالم الجاري بنسبة 70 بالمئة قياسا مع العام الفائت، بالرغم من أن جميع المشغولات في السوق لا بد وأن تدمغ عبر الجمعية قبل بيعها، فضلا عن أن ضريبة الإنفاق على كل غرام يدمغ هي أربع ليرات، وبالتالي لا يوجد سبب لتهرب الصياغ من دمغ مشغولاتهم.
من جهة أخرى، دعا صارجي إلى ضرورة تطوير وتحديث صناعة الذهب في البلاد، حيث ما زالت عوائدها محدودة جدا، فبلد مثل لبنان تبلغ أجور تصنيع الذهب فيه 1،8 مليار دولار سنويا، وفي تركيا تبلغ هذه الأجور نحو 63 مليارا، في حين لم تتجاوز في سورية 200 ألفا للعام الفائت.
ونبه صارجي إلى خطورة استمرار تدهور هذه الصناعة الحيوية، حيث يؤدي ذلك إلى هجرة الصياغ السوريين، خاصة وأنهم مطلوبون في دول الخليج وأميركا وكندا، وهذا أدى إلى إغلاق ما بين 200-300 مشغل صياغة من أصل 600 مشغل داخل دمشق وحدها، وتتبع الجمعية هذا الانخفاض عبر تدني حجم المشغولات الذهبية، والتي انخفضت من مئة كيلو غرام يوميا قبل عام 2004 إلى أقل من عشرة كيلوات هذا العام.
وطالب صارجي بضرورة اتخاذ الإجراءات، وإصدار القوانين التي من شأنها إعادة تنظيم هذه الصناعة والنهوض بها، ما سيعود بالنفع عليها وعلى الاقتصاد الوطني ككل، مشيرا إلى تراجع طلب السوريين على الذهب، واقتصار الطلب في إطار المناسبات والأعياد، وضمن حدود ضيقة جدا.