مسابقة (القفز بالزانة)..قريباً على اوتستراد المزة بقلم نديم صيداوي

هندسة المرور بدمشق التي رأت ونفذت تحويلات متعددة على الاوتستراد والطرق المؤدية له والمتفرعة عنه لربما كانت برؤاها تعتقد أنها توجد حلولاً لحالات الازدحام المروري الذي مازال موجوداً ولا يمكن لأحد انكاره بمجرد التوقف ومراقبة حركة السير لدقائق ستجعل قلبك يزداد خفقاناً – إن كنت مهتماً – لهول ما ستراه من قيام عشرات المواطنين بممارسة رياضة إجتياز الحواجز بالقفز والعبور من فوقها للوصول للطرف المقابل من الطريق

الإشارات الضوئية التي وجدت ليتم من خلالها تنظيم عبور والتفاف السيارات من جهة لأخرى على الاوتستراد ستجد خلفها طابوراً من السيارات بانتظار إضاءة الضوء الاخضر مرةً تلو مرة بسبب إختصار عدد الفتحات المرورية التي كانت موجودة قبل أن تبدأ هندسة المرور بإبداعاتها التي أُنفِقَ الكثير من المال العام عليها ولم تحقق شيئاً يذكر من الفائدة المرجوة المفتقدة

لشرطة المرور دورٌ بارز على اوتستراد المزة بما يبذلونه من جهد لتسيير وتسهيل مرور مستخدمي الطريق لكن الملفت للنظر والمثير للانتباه هو حالة من التخصص لكل شرطي موجود

فأحدهم كان مواظباً على قمع حالات التوقف المؤقت أمام مبنى شركتي الخليوي وما قبلها وكأن عبور المشاة عبر القفز على الحاجز أمامه ليست من اختصاصه وليست مخالفة (عبور من غير المكان المخصص للمشاة) ولا تستحق الضبط

شرطي آخر بالجهة المقابلة كان مواظباً ومهتماً جداً بشكل حصري لمنع أي وقوف أو توقف على حرم موقف ميكرو سيرفيس الرازي وكأن عمله والمهمة المناطة به كشرطي مرور تنحصر بمنع الوقوف أو التوقف بحرم موقف السيرفيس فقط  أما العبور المخالف للمشاة فليس من عمله

بغياب الوعي لدى المواطن فنحن بحاجة لعدد من عناصر شرطة المرور الجدد ليتم تكليفهم بردع وقمع وضبط التصرف غير الآمن والمخالف للمشاة أثناء عبورهم للطريق وليس على اوتستراد المزة فقط الذي يعتبر من أهم الشرايين المرورية بدمشق والذي رصدته وسائل الاعلام مرات عدة خلال الأشهر الماضية وكانت النتائج – تيتي تيتي متل ما رحتي ..إجيتي –

إن كان المواطن مستهتراً بنفسه وأرعناً بتصرفه والشرطي يدير ظهره فما هو الحل؟ ولنفترض أن المحافظة يوماً ما أنشأت جسراً للمشاة فهل سيقوم المواطن باستخدامه أم أنه سيحافظ على لياقته البدنية من خلال ممارسة رياضة القفز من على الحواجز التي سيكون اعتاد عليهاو لربما لسنوات قادمة

مع كل ما تقدمه وسائل الإعلام وبمقدمتها التلفزيون السوري بالتعاون مع وزارة الداخلية من محاولات لنشر ثقافة السلامة المرورية ومع كل الندوات التلفزيونية واللقاءات الجماهيرية التي تمت لشرح وتفسير وبيان قانون السير الجديد ويضاف لذلك ما تطالعنا به صحفنا الورقية والالكترونية من أخبارٍ عن حوادث وضحايا وخسائر بالأرواح والممتلكات نجد على أرض الواقع خللاً مستمراً من سائقٍ أرعن أو من عابر للطريق مستهترٍ بسلامته أو شرطيٍ يدير ظهره أو يغمض عينيه عن مخالفة مرتكبة لسبب أو لآخر…
وعلى أمل انضمامكم لفريق (قفز الحواجز) الشعبي تستمر التدريبات الرياضية للمشاة العابرين لاوتستراد المزة بدمشق على قفز الحواجز بإشراف ومتابعة حثيثة من هندسة المرور وذلك استعداداً للمرحلة التدريبية القادمة على (القفز بالزانة)!!