انطلاق الانتخابات النيابيةفي لبنان وسط تنافس حاد بين طرفي الاكثرية والاقلية
انطلقت في لبنان صباح الاحد انتخابات نيابية تعتبر مفصلية بسبب حدة التنافس بين قوى 14 آذار الممثلة بالاكثرية الحالية والمدعومة من الغرب وقوى 8 آذارالقريبة من دمشق وطهران وسجلت نسبة اقتراع كثيفة في ساعات الاقتراع الاولى.
وفتحت صناديق الاقتراع عند الساعة 7,00 بالتوقيت المحلي (4,00 ت.غ) صباح الاحد على ان تقفل عند الساعة السابعة مساء وسط اجراءات امنية مشددة لضمان الامن خلال يوم الانتخابات.
ويتولى حوالى خمسين الف عنصر من الجيش وقوى الامن الداخلي الحفاظ على الامن ضمن خطة امنية كبرى.
ويجري التنافس على 125 مقعدا في البرلمان اللبناني من اصل 128 مقعدا بعدما فاز ثلاثة مرشحين بالتزكية فيما يبلغ عدد الناخبين ثلاثة ملايين و257 الف ناخب.
ومع فتح صناديق الاقتراع تدفق الناخبون بكثافة للادلاء باصواتهم لا سيما في المناطق التي تشهد تنافسا على الصوت المسيحي المنقسم بين الاكثرية والاقلية المعارضة.
وفي مدينة زحلة (53 كلم شرق بيروت) التي تشهد احدى المعارك الانتخابية الاكثر حدة وتتنافس فيها لائحتا الاقلية والاكثرية، سجلت حركة اقتراع كثيفة غير اعتيادية في مثل هذا الوقت. كما سجل انتشار امني لعناصر الجيش وقوى الامن الداخلي الذين كانوا يجوبون الشوارع في دوريات.
وتقول شانتال (40 عاما) انها شاركت في عمليتي اقتراع في السابق لكنها لم "تشهد مثل هذه الكثافة" في الاقتراع.
وتقول ام طوني (65 سنة) وهي مهاجرة من البرازيل انها اتت الى لبنان خصيصا للتصويت بسبب حدة التنافس. وتضيف "انا اؤيد القوات اللبنانية وجئت خصيصا للتصويت لهم".
ويقول سليمان (70 سنة) وهو يرتدي قميصا عليها صورة الجنرال ميشال عون رئيس التيار الوطني الحر انه جاء للتصويت مبكرا لكي يذهب ويحث اقرباءه على التوجه للتصويت. واضاف "اذا لم يفز عون فان لبنان يكون انتهى".
وفي دائرة كسروان (20 كلم شمال بيروت) ذات الغالبية المسيحية والتي تشهد تنافسا حادا بين المعارضة والاكثرية سجلت نسبة اقتراع كثيفة ايضا.
وقال ريشار ابي خليل مندوب المرشح كارلوس اده من لائحة تحالف المستقلين و14 اذار انه "يمثل المرشح اده والقوات اللبنانية".
وفي احد اقلام جونية في كسروان يقول مندوب التيار الوطني جاد مطر الذي عمل خلال انتخابات 2005 انه يشهد لاول مرة مثل هذه الكثافة في الاقتراع متوقعا ان يكون عدد الناخبين "قياسيا".
ويضيف انه يؤيد عون لانه "ثابت على مبادئه ولا يستقوي بالخارج".
وتتركز المعركة على حوالى ثلاثين مقعدا فقط، اذ يجمع المحللون على ان المقاعد الاخرى محسومة او شبه محسومة بسبب الاصطفافات الطائفية الحادة لا سيما في المناطق ذات الغالبية السنية والغالبية الشيعية.
وتتوزع المقاعد المتنازع عليها في الدوائر الانتخابية ذات الغالبية المسيحية، كون المسيحيين مقسومين بين الاكثرية والمعارضة. ويرى المحللون ان الاغلبية في البرلمان ستحدد بالاستناد الى عدد ضئيل جدا من المقاعد.
ومقاعد البرلمان موزعة مناصفة بين المسلمين والمسيحيين يتم انتخابهم وفق النظام الاكثري البسيط. ومدة ولاية المجلس النيابي اربع سنوات.
ويبلغ عدد اقلام الاقتراع حوالى 1700 في 26 دائرة انتخابية.
ويشارك في مراقبة الانتخابات حوالى 2200 مراقب محلي واكثر من مئتي مراقب اجنبي، ابرزهم من الاتحاد الاوروبي ومنظمات دولية غير حكومية.
وينتظر ان تعلن النتائج الرسمية للانتخابات اعتبارا من بعد ظهر الاثنين، علما انها المرة الاولى في تاريخ لبنان التي تجري فيها الانتخابات في كل المناطق اللبنانية في يوم واحد.
يشار الى ان قوى 14 آذار تشغل 67 مقعدا في المجلس النيابي الحالي بينما حصة المعارضة فيه 55، وهناك خمسة نواب مستقلين، بالاضافة الى مقعد شاغر في البرلمان منذ اغتيال النائب انطوان غانم في ايلول/سبتمبر 2007.
وركزت قوى 14 آذار حملتها على التحذير من "الخطر الايراني" في حال فوز المعارضة بقيادة حزب الله. في المقابل، اكد حزب الله على "اسقاط المشروع الاميركي"، بينما دعا التيار الوطني الحر بزعامة النائب المسيحي ميشال عون الى تغيير الاكثرية الحالية محملا اياها كل مسؤولية الفساد والديون التي ترهق لبنان.