الجارديان: انتخابات لبنان نصر لخطاب اوباما
الانتخابات اللبنانية المنقضية، والانتخابات الايرانية المقبلة كانت في مقدمة اهتمامات الصحف البريطانية الرئيسية الصادرة الثلاثاء.
ففي الجارديان تطل تداعيات انتخابات لبنان تحت عنوان: لبنان يشعر بتأثير اوباما من خلال فوز الائتلاف الموالي للغرب بنسبة ضئيلة، الذي يؤشر الى ان توجهات الرئيس الامريكي حول الشرق الاوسط بدأت تلقى صدى ايجابيا.
وتقول الصحيفة ان المحللين والمعلقين السياسيين، الذين حاولوا التقليل من تأثير توجهات اوباما في المنطقة، بدأوا يشعرون انهم كانوا على خطأ بعد الفوز المفاجئ، وبفارق ضئيل، لتحالف الرابع عشر من آذار على المعارضة.
لكن الصحيفة تعود الى القول انه من غير الواقعي زعم ان خطاب اوباما الى العالم الاسلامي في القاهرة لرأب الصدع، وعلى الرغم من فاعليته، لا يمكن ان يكون له تأثير على الناخب اللبناني.
وتقول ان الخطاب الامريكي الذي تم تبنيه بعد رحيل جورج بوش عن البيت الابيض يمكن ان تسمع له اصداء في لبنان، الذي كان عند حافة الحرب الاهلية قبل ما يقرب من عام.
هل تعود مشاكل لبنان من حيث بدأت، وهل سيكون لحزب الله حق النقض على قرارات الحكومة، كما هو منصوص عليه في اتفاق الدوحة، وهل سيكون هناك ائتلاف وحدة وطنية.
روبرت فيسك، الجارديان
وتشير الصحيفة الى ان زيارات وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون، ونائب الرئيس جو بايدن الى لبنان، اكدت على الاهمية التي توليها ادارة اوباما لتلك الانتخابات، على الرغم من سخط البعض عليها واعتبارها تدخلا غير مبرر في الشأن اللبناني.
لكن الكثير من اللبنانين، كما تقول الصحيفة، وعلى الاخص المسيحيين البالغة نسبتهم نحو 40 في المئة من السكان، كانوا من المرحبين بالاهتمام الامريكي المتزايد ببلادهم، والذين سمعوا رسالة واضحة مفادها ان التصويت لحزب الله اللبناني ومن يتحالف معه سيكون تراجعا وخطوة الى الوراء.
انتخابات لبنان خرجت في صحيفة الاندبندنت ايضا تحت عنوان: لبنان يؤكد توجهاته نحو الديمقراطية.
ويقول كاتب المقال روبرت فيسك ان الامريكيين لا بد انهم يشعرون بالفرح، فالاغلبية ظلت اغلبية، والاقلية، بما فيها حزب الله ظلت اقلية.
ويتساءل الكاتب: هل تعود مشاكل لبنان من حيث بدأت، وهل سيكون لحزب الله حق النقض على قرارات الحكومة، كما هو منصوص عليه في اتفاق الدوحة، وهل سيكون هناك ائتلاف وحدة وطنية.
ويرى الكاتب ان من الاشياء المهمة التي افرزتها الانتخابات تمثلت في ان اللبنانيين توجهوا بالفعل الى صناديق الاقتراع، ولم تخرج من لبنان تلك النسبة الشهيرة البالغة 99,9 في المئة في بعض الاستفتاءات والانتخابات في الانظمة الدكتاتورية في المنطقة.
ويضيف انها كانت انتخابات نزيهة الى حد ما، على الرغم من مزاعم سورية بوجود تزوير في التصويت.
لكن فيسك يتساءل ايضا حول ما اذا سيكون سعد الحريري، ابن رفيق الحريري الذي اغتيل في في عام 2005، رئيسا جديدا للحكومة اللبنانية.
ويقول ان سعد الحريري، الى جانب الامريكيين والفرنسيين، كان يخشى ان يفوز حزب الله وحلفاؤه، مما سيسمح للاسرائيليين باعلان لبنان "دولة ارهابية"، لكنه لم يفز، وهو ما يعني ان اللبنانيين يضعون اللوم على هذا الحزب في حال لو حدث، وهو ما اظهرته نتائج الانتخابات.
ويضيف فيسك ان نصر الله كان قد اعلن قبل اسبوعين ان السيطرة على بيروت الغربية كان "يوما مجيدا"، وهو ما اخاف كثيرا من اللبنانيين، وربما كان هذا احد اسباب احتفاظ الاغلبية باغلبيتها، وليس السبب لباقة وكياسة سعد الحريري في كسب الاصوات، حسب تعبيره.
حشود موسوي ونجاد
ومن انتخابات لبنان التي انتهت، الى الانتخابات الايرانية التي توشك، حيث تخرج الجارديان بعنوان يقول: مسيرتا احمدي نجاد ومير موسوي تشلان الحركة في طهران.
وتقول ان حملتا المرشح "المعتدل" مير حسين موسوي، والرئيس "المتطرف" احمدي نجاد شهدتا تكثيفا جديدا عندما حاول كل منهما اظهار عضلاته الانتخابية في شوارع وساحات وميادين طهران.
الجنديان الاسرائيليان اللذان اعترفا قالا ان اطفالا فلسطينيين تقترب اعمارهم من 14 عاما عذبوا وقيدوا وعصبت عيونهم خلال عملية مداهمة عسكرية لقرية حارس في السادس والعشرين من الشهر الماضي اعتقل فيها اكثر من مئة.
الاندبندنت
وتقول الصحيفة ان موسوي (67 عاما) والذي كان رئيسا للحكومة في التسعينيات، معروف بنزاهته، لكنه فاجأ المحللين هذه المرة بأنه مرشح جدي ويجب ان يحسب له اكثر من حساب، ومن المحتمل ان يحقق نصرا في طهران، مقابل احمدي نجاد الذي له سيطرة على الناخب في الريف والمدن والقصبات الصغيرة.
الا ان الجارديان تقول انه من شبه المستحيل تقدير الحجم الحقيقي للقوة التي اظهرها موسوي خلال مسيرة مؤيديه الاثنين، على الرغم من ان البعض اعتبرها اكبر حشد من نوعه في طهران منذ نحو عشرة اعوام، مقابل قوة ضخمة من مناصري احمدي نجاد ممن تجمعوا في الطرف الآخر من العاصمة.
"تعذيب الاطفال"
ومن لبنان وايران الى الضفة الغربية حيث تخرج الاندبندنت بعنوان يقول: معصّبون ومقيدون ومعذبون من قبل جنود اسرائيليين.
والحديث هنا عن اطفال فلسطينيين اعتقلتهم القوات الاسرائيلية خلال عملية نفذتها في الضفة الغربية، وهو ما جاء في اعترافات ادلى بها جنديلن اسرائيليان.
وتقول الصحيفة ان الجنديين الاسرائيليين اللذين اعترفا قالا ان اطفالا فلسطينيين تقترب اعمارهم من 14 عاما عذبوا وقيدوا وعصبت عيونهم خلال عملية مداهمة عسكرية لقرية حارس في السادس والعشرين من الشهر الماضي اعتقل فيها اكثر من مئة.
وتشير الصحيفة الى ان تلك الاعترافات، التي اطلعت الاندبندنت على نسخة مكتوبة منها، ستزيد من حدة الجدل والخلاف الذي اثارته تصريحات العقيد الاسرائيلي ايتاي فيروب والتي برر فيها استخدام العنف والتعذيب ضد الفلسطينيين المعتقلين من اجل تحقيق المهمة المطلوبة.
معتقلون امريكيون بالعراق
الامريكيون معتقلون لدى الشرطة العراقية
اما الشأن العراقي فلم يختف من تغطيات الصحف البريطانية، اذ تخرج صحيفة التايمز بتغطية تحت عنوان: القوات العراقية تعتقل خمسة امريكيين داخل المنطقة الخضراء للاشتباه بصلتهم بمقتل رجال اعمال امريكي داخل تلك المنطقة.
وتقول الصحيفة انه في حال ادين هؤلاء الامريكيين فستكون اول مرة يواجه فيها امريكيون القضاء العراقي منذ توقيع اتفاقية وضعية القوات بين الحكومتين العراقية والامريكية.
وقد ألغيت بموجب هذه الاتفاقية الحماية العسكرية الامريكية للمتعاقدين مع القوات الامريكية من الملاحقة القضائية العراقية، والتي اصبحت نافذة العام الحالي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في وزارة الداخلية العراقية قوله ان المتهمين الامريكيين محتجزون حاليا في مركز للشرطة العراقية داخل المنطقة الخضراء.
اما التهم، حسب المسؤول العراقي، فهي الاشتباه بصلتهم بمقتل رجل الاعمال الامريكي جيم كيترمان.
وكيترمان صاحب شركة انشاءات، وقد عمل في العراق لستة اعوام، وقد وجد مذبحوا ومطعونا في سيارته في الثاني والعشرين من الشهر الماضي داخل المنطقة الخضراء.
وقالت الصحيفة ان السفارة الامريكية اكدت اعتقال الرجال، وعددهم خمسة، على الرغم من ظهور تقارير لاحقة تحدثت عن انهم اربعة.