الداخلية الايرانية تغلق صناديق الاقتراع في العاشرة
أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية إغلاق مراكز الاقتراع عند الساعة العشرة مساء بالتوقيت المحلي (1730 غرينيتش)، وسمحت الوزارة لمن هم بداخل المراكز بإكمال عملية التصويت.
تم تمديد الاقتراع بسبب الإقبال الكبير من الناخبين على التصويت في مراكز الاقتراع المقدر عددها بنحو 45 ألفا في أنحاء البلاد.
وأكد مجلس صيانة الدستور ما كانت قد بي بي سي قد ذكرته نقلا عن مصادره حول بلوغ عدد الناخبين عشرين مليون صوت حتى عصر اليوم الجمعة.
وقال المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور عباس علي ؟دخدائي في مؤتمر صحفي أن نسبة المشاركة في طهران حتى عصر اليوم بلغت 50 بالمئة و 20 بالمئة في المحافظات.
ويتنافس في هذه الانتخابات الرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد، ورئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي و رئيس البرلمان السابق مهدي كروبي ومحسن رضائي القائد السابق للحرس الثوري.
كما أكد رئيس اللجنة المشرفة على تنظيم الانتخابات أن الإقبال على الاقتراع غير مسبوق بحسب التقديرات التي وصلته من مراكز الاقتراع.
ويبلغ عدد الناخبين المسجلين في إيران 46 مليونا من إجمالي عدد السكان البالغ نحو سبعين مليون.
بعض الناخبين اضطر للانتظار ساعة قبل التصويت
وأفادت موفدتنا صفاء فيصل من أحد مراكز الاقتراع في العاصمة طهران أن الناخبين من جميع الأعمار وقفوا في طوابير طويلة للإدلاء بأصواتهم، واستمر تدفق الناخبين بالحافلات على مراكز التصويت.
كما لجأت السلطات إلى حلول بديلة في بعض المدن مثل إقامة مراكز اقتراع متنقلة تساهم في تخفيف الضغط على المراكز الأصلية المقامة في المدارس والمساجد والحوزات الدينية.
ومما رصده فريق بي بي سي أن طوابير الناخبين تجمعت امام مراكز الاقتراع حتى قبل بدء التصويت، كما كان لافتا توجه عائلات بأكملها إلى مراكز الاقتراع ليدلي الرجال والنساء كل في المكان المخصص له بأصواتهم. واضطر بعض الناخيبن للوقوف أكثر من ساعة قبل أن يتمكنوا من الاقتراع.
وتجرى الانتخابات تحت إشراف ممثلين عن مجلس صيانة الدستوري الإيراني ومندوبين عن المرشحين.
وقد اشتكى المرشح مير حسين موسوي من منع مندوبيه من دخول مراكز اقتراع في بعض المناطق.
وتقدم أنصار حسين موسوي بشكوى حول انقطاع خدمة الرسائل النصية بالهواتف الجوالة، الأمر الذي حال دون تنسيق جهودهم لمراقبة مراكز الاقتراع.
خامنئي
وحرص المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي على الإدلاء بصوته مبكرا وجدد دعوته إلى الإيرانيين للإقبال على التصويت "بناء على آرائهم الخاصة وقراراتهم".
وقال خامئني إن الإيرانيين يشاركون بذلك في إدارة شؤون بلادهم" وهذا حق لهم وواجب عليهم في الوقت نفسه".
وفي حال نال اي من المتنافسين اكثر من 50 بالمائة من اصوات الناخبين تحسم الانتخابات من الجولة الاولى وهو ما يستبعده المراقبون ويرجح اجراء جولة ثانية بين الاول والثاني الذين ينالان اكبر عدد من الاصوات في الجولة الاولى.
المنافسة
وتجرى الانتخابات بعد حملة شرسة تحولت إلى حرب كلامية بين المرشحين في الأيام الأخيرة.
أحمدي نجاد يسعى للفوز بولاية ثانية
ويرى مراقبون أن أحمدي نجاد يواجه تحديا قويا من رئيس الوزراء الأسبق مير حسين موسوي ذي التوجهات الإصلاحية.
وبعد الإدلاء بصوته قال احمدي نجاد إن الإيرانيين يقترعون على تأمين مستقبل أفضل لإيران.
أما موسوي إن فريقه يعتزم بذل قصارى جهده للتأكد من سير عملية فرز الأصوات في ظروف جيدة.
من جهته أعرب المرشح المحافظ حسين رضائي عن ثقته في مقدرة الإيرانيين على اختيار أفضل مرشح.
كما أشار مهدي كروبي إلى الاهتمام الدولي بمجريات الانتخابات الرئاسية في إيران.
ويقول المحللون ومنهم د. حبيب فياض الخبير في الشأن الإيراني إنه في حالة فوز موسوي فسوف تكون رئاسته استكمالا للسياسات التي بدأها الرئيس السابق محمد خاتمي.
وأضاف فياض في مقابلته مع بي بي سي أن أحمدي نجاد لو فاز بولايته الثانية فسيستمر في نفس النهج الذي سار عليه في السنوات الأربع الماضية.
موسوي تحدث عن منع مندوبيه أحيانا من الوجود داخل مراكز الاقتراع
ويستمد نجاد شعيبته من اوساط المناطق الريفية والاحياء الفقيرة في المدن الكبيرة بينما تعتبر الطبقات الوسطى والمتعلمة القاعدة الشعبية لمنافسيه الاصلاحيين.
كما ان موسوي الذي ينتمي الى القومية الاذرية ويتكلم اللغة الاذرية جيدا يتوقع ان يحصد نسبة كبيرة من اصوات الاذريين الذين يقارب عددهم ربع سكان ايران.
وغالبا ما تصوت الاقليات التي تمثل تقريبا نصف سكان ايران لصالح المرشحين الاصلاحيين.
اهتمام عالمي
ويراقب المجتمع الدولي هذه الانتخابات باهتمام شديد اذ سيعرف العالم قريبا توجهات ايران في المرحلة المقبلة.
وعلى رأس الدول المهتمة بهذه الانتخابات اسرائيل والولايات المتحدة التي تسعى الى فتح نافذة حوار مع طهران منذ وصول الرئيس الامريكي الحالي باراك اوباما الى البيت الابيض.