سياسية

الرئيس الأسد طلب من المبعوث الأمريكي فتح قناة اتصال مباشرة بينه وبين اوباما

الأسد طلب من المبعوث الأمريكي فتح قناة اتصال مباشرة بينه وبين الرئيس الأمريكي و مطالب ميتشل المنقولة من نتنياهو أضحكت السوريين بشدة
كشفت مصادر اسرائيلية الأحد النقاب عن انّ الرئيس السوري بشار الاسد رفض الاقتراح الذي قدّمه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تجديد المفاوضات بين الدولتين من نقطة الصفر.

وقال المراسل السياسي لصحيفة "هآرتس" العبرية، باراك راقيد، انّ رد الرئيس الاسد على اقتراح رئيس الوزراء الاسرائيلي جاء خلال اللقاء الذي عقده مع المبعوث الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط، جورج ميتشل، والذي جرى في العاصمة السورية، دمشق، قبل نحو أسبوع، وجاء هذا الرد على الرسالة التي وجهها نتنياهو الى الرئيس الاسد بواسطة المبعوث ميتشل.

علاوة على ذلك، أضافت المصادر الاسرائيلية قائلة انّ الرئيس الاسد طلب من ميتشل فتح قناة اتصال مباشرة بينه وبين الرئيس الأمريكي، باراك اوباما. واشارت الصحيفة العبرية الى انّه قبل عشرة أيام، التقى المبعوث ميتشل برئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو في القدس الغربية، وابلغه بانّ الحكومة الاسرائيلية على استعداد للبدء في مفاوضات مع سورية من نقطة الصفر، كما ابلغه بأنه يرفض ان يتعهد مسبقا بأن تنسحب الدولة العبرية من هضبة الجولان العربية السورية المحتلة منذ عدوان حزيران (يونيو) من العام 1967.

وساقت الصحيفة قائلة، نقلا عن مصدر إسرائيلي اطلع على تفاصيل المحادثات بين ميتشل ونتنياهو وبين ميتشل والرئيس الاسد، قوله انّ المبعوث الأمريكي أوصل الرسالة الى دمشق بعد عدة أيام من تلقيها من نتنياهو، مؤكدا انّ الرئيس السوري رفض الاقتراح الاسرائيلي فورا وجملة وتفصيلا، وأكد انّ الدولة العبرية تعرف جيدا انّ الأساس للمفاوضات السورية ـ الاسرائيلية هو انسحاب إسرائيلي كامل من هضبة الجولان المحتلة.

كما اكد الرئيس السوري للمبعوث الأمريكي على انّ المفاوضات بين الطرفين يجب ان تتجدد من النقطة التي توقفت عندها ابان فترة رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق، ايهود اولمرت، والتي جرت بصورة غير مباشرة بوساطة تركية، لافتا الى انّ الطرفين توصلا الى نتيجة مفادها انّه يتحتم عليهما العمل على نص وثيقة مشتركة يعلنان فيها عن الانتقال من مرحلة المفاوضات غير المباشرة الى مرحلة المفاوضات المباشرة.

جدير بالذكر انّ المفاوضات السورية ـ الاسرائيلية غير المباشرة توقفت قبل حوالي نصف سنة، بعد العدوان الإجرامي الذي نفذته الدولة العبرية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والمعروف إسرائيليا باسم عملية (الرصاص المسبوك).

علاوة على ذلك، أشارت المصادر الاسرائيلية الى انّ تقديم موعد الانتخابات العامة في اسرائيل وانتخاب بنيامين نتنياهو رئيسا للوزراء في اسرائيل ساهم أيضا في وقف المفاوضات الثنائية وغير المباشرة. مع ذلك، قالت المصادر الاسرائيلية، انّ الرئيس الاسد ابلغ ميتشل بانّ سورية معنية بتجديد المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل بوساطة تركية، ولكنّ المصادر المقربة من ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي اكدت للصحيفة العبرية انّ نتنياهو يتحفظ على الوساطة التركية، وذلك بسبب موقف انقرة من عملية (الرصاص المسبوك) التي قام بها جيش الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة، على حد تعبيرها.

وكان المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت احرونوت"، شيمعون شيفر، قد ذكر أواخر الأسبوع المنصرم، ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرس احتمال استئناف المفاوضات مع سورية بوساطة تركيا بعد نصف عام تقريبا على توقفها لكنه يرفض الانسحاب من هضبة الجولان. وأضافت الصحيفة ان مسؤولين اسرائيليين مقربين من نتنياهو مرروا رسائل الى الحكومة التركية قالوا فيها ان اسرائيل مستعدة لاستئناف الاتصالات مع السوريين. لكن هذه الرسائل قالت ان حكومة نتنياهو ليست مستعدة للانسحاب من الجولان، ولن تستجيب للمطلب السوري باستئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها حكومة (اسرائيل السابقة برئاسة ايهود) اولمرت.

اضافة الى ذلك تدرس اسرائيل بدائل اخرى بينها ان تكون فرنسا الوسيط في محادثات غير مباشرة بين اسرائيل وسورية وذلك على خلفية فتور العلاقات بين اسرائيل وتركيا في موازاة توثيق العلاقات بين تركيا وسورية. ويقترح نتنياهو عمليا ان يجري التفاوض بين الدولتين حول قضايا تهم الجانبين وليس بدء المفاوضات برسم الحدود بينهما وإسرائيل لن توافق على مبدأ "اما الانسحاب الكامل او لا شيء". وذكرت "يديعوت احرونوت" ان موقف نتنياهو يتناقض مع موقف جهاز الامن الاسرائيلي الذي يرى قادته بان الأجدى بإسرائيل ان تنسحب من الجولان والتوصل الى اتفاق سلام مع سورية مقابل قطع سورية حلفها مع ايران وتحييد تهديد الصواريخ السورية على اسرائيل.

وأضافت المصادر في مكتب نتنياهو انه لن يكون بإمكان سورية القول ان اسرائيل أعادت كافة الاراضي المحتلة لمصر من خلال معاهدة كامب ديفيد لان اسرائيل لم تنسحب الى حدود العام 1967 وبقيت في قطاع غزة، وسيضطر السوريون لاستيعاب انه اذا كانوا راغبين في السلام مع اسرائيل فأنهم سيكونون مرغمين على تقديم تنازلات ولن يتمكن الصيادون السوريون من العودة الى بحيرة طبرية.

ولكنّ المصادر الاسرائيلية اكدت الأحد لصحيفة "هآرتس" ان المبعوث الامريكي سمع من نتنياهو ومن المقربين منه خلال زيارته الاخيرة الى تل ابيب أن الحكومة الاسرائيلية على استعداد للتفاوض مع سورية على ايجاد حل في هضبة الجولان المحتلة، والذي لا يشمل انسحابا إسرائيليا كاملا من الهضبة، انّما مفاوضات ترتكز ايضا على ما يُسمى بالسلام الإقليمي والذي سيشمل المملكة الاردنية الهاشمية ولبنان، ومن خلال ذلك، يبدأ الحديث عن تبادل الاراضي بين الدول والذي بموجبه تحتفظ الدولة العبرية بنقاط استراتيجية في الهضبة المحتلة، وأكدت المصادر انّه عندما طرح ميتشل هذه الأفكار على القيادة السورية وقعوا على الارض في دمشق من شدة الضحك، على حد وصف المصادر السياسية في تل ابيب.

المصدر
القدس العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى