مشروع المستقبل أم حالة الهروب من الفشل
عندما يشعر الإنسان بأزمة حب عنيفة فانه يحاول الهروب منها بشتى الوسائل سوءاً كانت مشروعة أم غير مشروعة حتى يطفئ النار المتأججة في داخله
وعندما يدخل في مشروع اقتصادي على خلفية هذا الفشل فهو يحاول الهروب من واقعه المتأزم فلم يعد أمامه سوء الهروب والتخلص في أفكاره التي لا يمكن أن تمحوها الزمان
المشكلة التي يقع فيها قد تقطع شرايينه دون أن يشعر .. يرهق نفسه في العمل لأنه لم يعد في نظره شيء يستحق أن يضيع أوقات فراغه … يحاول أن يملأ وقته بأي شيء يراها ويدخل في مراهنات عنيفة في مشاريع اقتصادية دون أن تدرس أبعادها أو حتى مدى فائدتها وكما العادة .. الهروب من حالة الفشل هي دخول في حالة فشل جديدة لا يعرف أبعادها سوى الذي مر بتجربتها
لا يمكن للإنسان أن يهزم القدر المحتم عليه .. ولا يمكن للإنسان الهروب من المفاجآت لكن وحده الواقع يحدد المصير .. عندما يمر الإنسان بتجربة فاشلة فهذا لا يعني نهاية الكون .. بل هي بداية لمرحلة جديدة من التألق والازدهار لكن عندما تكون قد درست على خلفية المحاولات التي سبقتها ودائماً يقول المثل العام في العجلة ندامة
عندما تختفي أسباب النجاح وتغفو على فراش الموت أهداف المشروع فأنها بالتأكيد ستكون فقاعات من الصابون التي تحاول زلزلة الموقف .. والنتيجة تضيع للوقت وهدر للأموال وإنقاص في السعادة لان الحاجة للاستمرار مرهونة بحالة الاستقرار الداخلي للإنسان الذي هو محور هذه القصة