الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين بقلم د.صلاح عودة الله
الأردن للأردنيين, وفلسطين للفلسطينيين..! لكل انسان وطن يعيش فيه, الا الفلسطيني فان وطنه يعيش فيه”..كثرت التصريحات الصهيونية العنصرية بعد تشكيل أوسع حكومة صهيونية متطرفة منذ انتصداب الكيان الصهيوني,
ومن أخطر هذه التصريحات:"اعتبار الاردن دولة فلسطين",وتحت هذا العنوان اقترح عضو الكنيست أرييه الداد من حزب الاتحاد الوطني اعتبار الأردن دولة للفلسطينيين. وقال الداد انه يؤيد دولتين لشعبين على ضفتي نهر الاردن، واقترح الاعتراف بالأردن على انها فلسطين بحيث يكون دولة للفلسطينيين في الأردن، ومن يريد دولة فلسطينية عليه الانتقال الى هناك، اما من سيختار البقاء فسيكون مواطنا في دولة اسرائيل.. وادعى الداد إن هذا الطرح من شأنه ضمان أمن دولة إسرائيل والاستجابة لطلب المجتمع الدولي منح دولة للفلسطينيين. وقد تباينت ردود الفعل حول هذا الموضوع محليا واقليميا وعالميا..وسأتطرق الى بعض ردود الفعل غير الرسمية على الصعيد الأردني, ففي مقالته "تفكيك الأردن أم تفكيك إسرائيل"، يقول الكاتب ناهض حتر بأنه قد تبدو هذه الأطروحة، للوهلة الأولى، متناقضة مع السياسة الرسمية، الفلسطينية والأردنية. "ولكن، بالتدقيق، سوف نجد أن ذلك التناقض يكمن في الشكل والتفاصيل، وليس في الجوهر، ما يجعل التفاوض، بشأن حله ممكنا". وقد قام الكاتب جهاد أبو بيدر بالرد على الكاتب ناهض حتر بمقالة عنوانها:محنة ناهض حتر ما بين "الفوبيا الفلسطينية" و " الخيال السياسي المرعوب"..وفيها يقول:( عاد ناهض حتر الكاتب اليميني حاليا ، اليساري سابقا الى تكرار اطروحاته بشان القضية الفلسطينية والمتمثلة بضرورة " تطهير الاردن من الديمغرافيا الفلسطينية " بغض النظر عن الابعاد التاريخية او القانونية او الحقوقية لهذه الديمغرافيا وممارسة عملية ترانسفير تدريجية لها لاعادتها الى الاراضي الفلسطينية تحت شعار الحرص القاتل " لممارسة حق العودة " في مقاربة تذكرنا باطروحات اليمين الاسرائيلي المتطرف حيث يرى الكثير من المراقبين ان طروحات "الانعزاليين" وحتر انموذجا لهم لا تتلاقي فقط مع الليكوديين الاسرائليين بل تخدم هذه الاطروحات بعضها البعض باتفاق مشترك على جثة " الديمغرافيا الفلسطينية " او مصير الشعب الفلسطيني ومستقبله). والى كل من يؤيد فكرة اعتبار الأردن وطنا بديلا للفلسطينيين, أقول:فلسطين, أرض عربية الى أبد الآبدين..أرض الدموع والأحزان..أرض المعارك وصراع الارادات..الأرض المقدسة باتت اليوم تستغيث من ظلم ذوي القربى أكثر..فقد خبرت التعامل مع جلاديها وأدركت خفايا وخبايا سياساتهم, وأعلنت تحديها منذ البدايات, عاقدة العزم على أن لا تحيا الا في عالمها ووسطها العربي, مؤكدة على جذور انتمائها الكنعاني القحطاني..ناطقة بلغة الضاد, تنكسر على حدودها التاريخية كل مؤامرات الابادة وطمس هويتها الحضارية العربية. اننا لن نتنازل عن فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر ومن رفح جنوبا حتى رأس الناقورة في الشمال.. مؤكدين أن أرض فلسطين ارض عربية لا يمكن لأي فلسطيني او عربي او مسلم أن يتنازل عنها مهما طال الزمن..نحن لا نفهم سوى ان فلسطين فلسطين وان السيادة تعني سيادة عربية فلسطينية على كل شبر من اراضي فلسطين التاريخية..ففلسطين لا تقبل القسمة على اثنين هنا, فاما ان تكون محتلة واما ان تكون تحت السيادة العربية الفلسطينية..ونحن لسنا في عجلة من أمرنا وتحرير فلسطين إذا لم يحققه هذا الجيل يمكن أن يحققه الجيل القادم. ومن هنا نقول ثانية ان الصهاينة بتصريحاتهم وقوانينهم العنصرية وخاصة ما طرحه العنصري الحاقد الداد يحاولون حرف النقاش، بنقل المشكلة إلى الأردن وكأن الأردن أرضاً بلا شعب، حتى يمنحوه لشعب بلا وطن..ونقول بأن الداد وليبرمان وزعيمهم نتنياهو وغيرهم من الصهاينة غير قادرين على وقف عجلة الحياة، أو منع الفلسطينيين من استرداد حقوقهم، المسألة مسألة وقت وإنضاج الظروف والعوامل المواتية التي تحيط بالإسرائيليين وتطبق خناقها عليهم حتى يرحلوا، كما رحل كل الغزاة من قبلهم..وعلى الشعب الفلسطيني بكل قواه أن يلتف حول مقاومته الفلسطينية لأن المقاومة هي الخيار الوحيد والأوحد لتحرير كامل التراب الفلسطيني. سيبقى الأردن للأردنيين, وفلسطين للفلسطينيين, وأما الغزاة فالى الجحيم.