قمة عدم الانحياز تستانف اليوم وتبحث القضية الفلسطينية والازمة المالية
استؤنفت قبل قليل جلسات اليوم الثاني للقمة الخامسة عشرة لدول حركة عدم الانحياز في شرم الشيخ. ومن المنتظر أن تعقد الجلسة الختامية ظهرا لتنتهي باعلان بيان ختامي.
وكان الزعماء المشاركون قد دعوا الى نظام اقتصادي وعالمي جديد. وتعقد القمة تحت شعار التضامن الدولي من اجل السلام والتنمية، بحضور قادة وممثلي مئة وثماني عشرة دولة.
وستختتم القمة اعمالها بصدور قرارات حول الازمة المالية العالمية وامدادات الغذاء والقضية الفلسطينية.
هذا وكان الزعماء المشاركون قد دعوا الى نظام اقتصادي وعالمي جديد. وقد عقدت القمة تحت شعار التضامن الدولي من اجل السلام والتنمية، بحضور قادة وممثلي مئة وثماني عشرة دولة.
ودعا الرئيس الكوبي راؤول كاسترو في كلمته الافتتاحية الى نظام اقتصادي دولي جديد، وهو ما طالب به الرئيس المصري حسني مبارك، داعيا الى التغلب على التحديات التي تقف امام السلام والتنمية.
وقال کاسترو ان "الدول النامية هي التي تاثرت بدرجة اکبر من الازمة المالية". واضاف "کما يحدث في المعتاد، کانت الدول الغنية والثرية هي مصدر الازمة الحالية، التي تاثرت بعدم المنطقية للنظام الاقتصادي الدولي الذي يعتمد على قواعد السوق العمياء وعلى الاستهلاك وعلى ثراء القلة على اکتاف ومعاناة شعوبنا".
وتابع "نحن نطالب بتاسيس هيکل مالي واقتصادي دولي جديد يستند الى المشارکة الفعلية لجميع الدول وبصفة خاصة الدول النامية".
من جهته، قال الرئيس المصري حسني مبارك الذي تسلمت بلاده رئاسة الحرکة من کوبا "نتحمل الجانب الاکبر من تداعياتها وضغوطها ومعاناتها".
واضاف مبارك "اننا ندعو لنظام دولي سياسي واقتصادي وتجاري جديد. نظام اکثر عدلا وتوازنا، يناى عن الانتقائية وازدواج المعايير، ويحقق مصالح الجميع ، ويراعي شواغل الدول النامية واولوياتها، ويرسي ديمقراطية التعامل بين الدول الغنية والفقيرة، ويحقق التمثيل المتوازن للعالم النامي باجهزة المنظمات الدولية ومؤسسات التمويل القائمة واليات صنع القرار الاقتصادى العالمي، والتجمعات الدولية الرئيسية، مثل مجموعة الدول الثماني الصناعية ومجموعة العشرين".
اما الرئيس السوداني عمر البشير فقد دعا الى تكثيف الجهود لمعالجة الفقر والبطالة. وقال خلال القمة: ان العالم النامي يعاني بسبب الازمة مع ارتفاع معدلات البطالة وتزايد الجوع وتفاقم الفقر.
وبالنسبة للحكومة الفلسطينية في غزة فقد طالبت القمة باتخاذ قرارات فعلية لفك الحصار عن القطاع.
من جانبه، انتقد الزعيم الليبي معمر القذافي في كلمته امام قمة عدم الانحياز موقف الامم المتحدة من البرنامج النووي السلمي لايران، واعتبر موقف المنظمة الدولية والدول الغربية عموما موقفا غير عادل.
وشدد على تاييده لحق ايران في تخصيب اليورانيوم لاستخدامه في الاغراض السلمية، واعتبر الضجة الغربية بسبب تخصيب ايران لليورانيوم موقفا خاطئا.
كما طالب القذافي بتجفيف منابع الارهاب، مؤكدا ان زعيم القاعدة اسامة بن لادن والرجل الثاني فيها ايمن الظواهري، لديهما حسابات سرية في بنوك سويسرا ولا احد يقترب من هذا الامر.
وقال زعماء آخرون ان الدول الغنية لا تساعد الفقراء بما يکفي.
وقال ليونيل فرنانديز رئيس جمهورية الدومنيکان "تعهدت مجموعة الثماني بتقديم 20 مليار دولار لمعالجة قضية امن الغذاء. هذا ليس مبلغا کافيا، ينبغي عمل المزيد".
ومن جانبه، قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون خلال القمة الخامسة عشر لحرکة عدم الانحياز التي تاسست رسيما في عام 1961 في ذروة الحرب الباردة: ان بعض الدول النامية هي الاکثر معاناة بسبب الازمة" ودعا الى تعزيز حرية التجارة للمساعدة في دعم النمو.
واضاف كي مون في کلمته "الدعم الصناعي وزيادة التعريفات وغيرهما من اجراءات الحماية التجارية ستقوض نمو الاقتصاد العالمي. علينا التصدي لهذا التوجه. التجارة الحرة والعادلة ضرورية لتحفيز الانتعاش وتنشيط النمو".
هذا وفي کلمتها قالت الرئيسة الفلبينية جلوريا ماکاباجال ارويو "القضايا التي تواجه الانسانية خطيرة لدرجة انه لا وقت لتبني ايديولوجيات جامدة في حين يعاني الفقراء".
واضافت ارويو: ان حرکة عدم الانحياز يمکنها الاستجابة بشکل افضل اذا تحدثت بصوت واحد.
يذكر ان حركة دول عدم الانحياز تاسست في العام 1955. وابرز اهدافها عدم الانحياز الى تكتل القوى الكبرى المتمثل انذاك بالولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي الا انها اليوم وبفعل المتغيرات الاقليمية والدولية لم تحقق ايا من اهدافها، واصبحت تبحث عن دور لها في عالم مضطرب بين مؤيد للسياسات الاميركية ومعارض لها.