ايران: مواجهات جديدة بين المتظاهرين والشرطة بطهران
تشير الانباء الواردة من ايران الى تجدد المواجهات بين المحتجين المعارضين والشرطة في العاصمة طهران.
وقال شهود عيان ان العشرات من المتظاهرين اعتقلوا في احدى ساحات طهران، عقب ترديدهم هتافات ضد
الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، الذي اعلن عن فوزه في الانتخابات الرئاسية التي اجريت الشهر الماضي، والتي صارت محل خلاف ونزاع سياسي كبير في ايران.
وقال الشهود ان افرادا من الشرطة ومليشيا الباسيج نزلوا الى الشوارع للحؤول دون مزيد من الاحتجاجات.
وكان المرشح الرئيسي المعارض لتلك النتائج مير حسين موسوي قد ذكر قبل ذلك ان الاستفزاز والتهديدات لن تسكت مؤيديه.
ويقول مراسل بي بي سي في طهران ان تصريحات موسوي صار ينظر اليها على انها تحد مباشر لسلطة ونفوذ المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي.
وكان خامنئي قد اتهم من اسماهم بـ "اعداء البلاد" بتأجيج الأزمة المتعلقة بنتائج الانتخابات الرئاسية، وطالب، في خطاب بثه التلفزيون الإيراني الاثنين، القادة الايرانيين بتوخي الحذر من التدخل الأجنبي، معتبرا ان الوضع السياسي الراهن يضع البلاد امام اختبار صعب.
وقال: "في حين ان تدخل الخارج وخصوصا وسائل اعلامه واضح جدا، فان ادعاءاته بعدم التدخل في الشؤون الداخلية الايرانية هو علامة على خزيه".
وتأتي تصريحات خامنئي ردا على ضغوط يواصل الاصلاحيون ممارستها، بمن فيهم الرئيس السابق محمد خاتمي، على الحكومة لاجراء استفتاء في البلاد حول الانتخابات، بالقول ان الايرانيين فقدوا الثقة في العملية الانتخابية.
وكان خاتمي قد دعا إلى إجراء الاستفتاء، وقال ان هذا هو السبيل الوحيد لاستعادة ثقة الشعب الايراني في نظام الحكم في البلاد، وانهاء الازمة.
واشار خاتمي الى ان " استمرارية النظام وتواصل التقدم في البلاد رهن باستعادة ثقة الشعب، وقد قلنا من البداية ان هناك طريقا قانونيا لاستعادة تلك الثقة، وانا اقولها علنا الآن وهو ان الحل للخروج من الازمة الحالية يتمثل باجراء استفتاء".
وبموجب القوانين الايرانية يقع قرار اجراء الاستفتاء ضمن صلاحيات خامنئي، كما ان الاشراف على الشؤون الانتخابية في ايران يقع تحت مسؤولية مجلس الخبراء، الا ان خاتمي يدعو الى ان تتولى الاشراف على الاستفتاء جهة محايدة، مثل مجلس تشخيص مصلحة النظام.
يذكر ان الخلاف على نتائج تلك الانتخابات، التي يزعم كل من المعارض والمرشح مير حسين موسوي، والرئيس احمدي نجاد، الفوز بها، كان قد ادى الى احتجاجات واسعة في المدن الايرانية، وتسبب في مقتل ما لا يقل عن عشرين شخصا.
وتأتي مقترحات خاتمي بعد ايام قليلة من انتقادات وجهها الرئيس الاسبق والشخصية السياسية القوية في ايران علي اكبر هاشمي رفسنجاني لرد فعل الحكومة على نتائج الانتخابات، في اول تعليق عام يدلي به منذ اجراء الانتخابات.
واستنكر رفسنجاني القمع الشديد الذي مارسته الحكومة ضد المحتجين، وطالب بالافراج عن المحتجزين، ودعا الحكومة، بدل القمع، ان تعمل على مواجهة وحل مشكلة شرعية تلك الانتخابات التي يرى انها اقلقت الشعب الايراني.